رئيس وزراء الجزائر يعلن الحرب على الفساد

جراد تأسَّف لـ«تأخر تطبيق الولاة توصيات تبون»

TT

رئيس وزراء الجزائر يعلن الحرب على الفساد

أكد رئيس وزراء الجزائر، عبد العزيز جراد، أمس، أن الفاسدين «لا يزالون بالإدارات»، مشدداً على أنه لا مكان لهم في الجزائر الجديدة.
وفي الكلمة التي ألقاها أمام الولاة، أمس، قال جراد إن الفساد «لا يأتي وحده؛ بل يأتي بمفسدين، وللأسف فإنهم لا يزالون بالإدارات الجزائرية والمؤسسات والمستوى المحلي، ويحاولون بكل الطرق أن يعرقلوا مسارنا ومسار الشعب الجزائري؛ لكن لا مكان لهم في الجزائر الجديدة، وسنحاربهم».
وتابع جراد موضحاً: «صحيح مررنا بظروف صحية ومالية؛ لكن هناك كذلك منطقاً بيروقراطياً وبيروقراطيين، يعرقلون مسار رئيس الجمهورية والحكومة والإطارات على المستوى المحلي»؛ مبرزاً أن «البيروقراطية لا تريد بسلوكها وطبيعتها وتيرة ومنهجية، وأهدافاً محددة للخروج من وضعية ما، سواء في مناطق الظل أو التنمية المحلية أو الرقمنة».
وتأسَّف الوزير الأول من تأخر تطبيق الولاة للتوصيات التي قدمها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال أول اجتماع للحكومة مع الولاة منذ ستة أشهر، وقال بهذا الخصوص: «نسينا عنوان الملتقى، وهو لقاء تقييم لمدى تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، وأنا أطلع كل ليلة على التقارير التي تصل إلى الوزارة؛ لكن لم نصل إلا لحوالي 10 أو 20 في المائة على الأكثر».
وأضاف جراد: «كنت أتمنى عند هذا الاجتماع أن أجدكم طبقتم 50 في المائة من التوصيات التي قدمها رئيس الجمهورية، خلال أول اجتماع للحكومة مع الولاة».
في غضون ذلك، شدَّد الوزير الأول أمام الولاة على أنه لا بد من التعجيل في أشغال اللجنة الوزارية لربط المناطق الصناعية والاستثمارات بالكهرباء. وقال خلال فعاليات اليوم الثاني من لقاء الحكومة مع الولاة، إنه «لا بد من إزالة القيود على أساليب التمويل بالكهرباء؛ خصوصاً أن هناك مئات المستثمرين الذين دفعوا مبالغ باهظة من أجل الحصول على الكهرباء، إلا أنهم قوبلوا بالرفض رغم أنهم ينتظرون منذ 3 سنوات».
وفي هذا السياق، شدد الوزير الأول على ولاة الجمهورية ومؤسسة «سونلغاز» بالعمل على متابعة الملف، والتعجيل في تنفيذ الإجراءات المتخذة لربط المناطق الصناعية والفلاحية بالكهرباء.
وفي المجال الاقتصادي، شدد جراد على ضرورة ترقية المؤسسات المصغرة، من خلال إصلاح أجهزة وكالات دعم الشباب بالمناطق الجبلية والجنوب والهضاب العليا. وأمر الوزارات المعنية بالاجتماع مع الولاة، وشرح ما هي المؤسسات المصغَّرة والناشئة، وقال بهذا الخصوص: «يجب توعية المواطنين بأن الدولة كونت آليات لتدعيم الاستراتيجية الجديدة».
لكن الوزير الأول أقر في المقابل بأن الجزائر لم تصل بعد إلى تطبيق الرقمنة في الإدارات. وقال في هذا السياق، إن من أولوية الأولويات في برنامج الحكومة «هو الرقمنة التي يجب الشروع فيها، وذلك من خلال رقمنة تسيير الإدارة الحكومية؛ خصوصاً أن الإدارات ما زالت حتى الساعة تتعامل بالأوراق»؛ كاشفاً في السياق ذاته أن هناك قدرات وإطارات وكفاءات عالية لتطبيق الرقمنة، ما يستدعي، حسبه: «تطبيق خطة حتى نهاية السنة لرقمنة إدارة الحكومة، والإدارة المحلية على مستوى الولاية والدوائر».
وفي هذا السياق، دعا جراد وزير المالية إلى الوقوف شخصياً، والإسراع في رقمنة قطاع الجمارك والضرائب «لأن الشفافية ومحاربة الرشوة تبدأ من هذين القطاعين اللذين تجب رقمنتهما».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».