الجيش الروسي يحيي عيد سلاح الجو في قاعدته السورية

شهدت قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية في سوريا احتفالاً واسعاً بمناسبة يوم سلاح الجو الروسي في الذكرى الـ108 لتأسيسه.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية على موقعها الإلكتروني شريط فيديو ظهر فيه جانب من الفعاليات التي أقيمت بهذه المناسبة، وكان لافتاً أن وسائل الإعلام الروسية ركزت على أن احتفال روسيا بالعيد في قاعدة «حميميم» له دلالة خاصة كون سلاح الجو الروسي تحديداً لعب دوراً حاسماً في قلب موازين القوى في سوريا وتغيير المسار نحو «انتصار الحكومة» على معارضيها.
وبرز جزء من هذا المغزى في رسالة التهنئة التي وجهها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى الطيارين العسكريين في الذكرى 108 لتأسيس سلاح الجو الروسي.
وقال وزير الدفاع: «نحن حقاً فخورون بمآثر الطيارين والملاحين والمتخصصين في الطيران، وننحني أمام شجاعتهم الاستثنائية وصلابتهم التي ظهرت في المعارك من أجل حرية واستقلال الوطن الأم».
ولفت وزير الدفاع الروسي إلى أن الطيران الحربي الروسي ينفذ بنجاح «المهام الملقاة على عاتقه لضمان أمن البلاد، والقضاء على الإرهاب الدولي في سوريا، وإتقان استخدام الأسلحة والمعدات الحديثة بمهارة، والمشاركة بنشاط في تقديم المساعدة في القضاء على عواقب الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ».
وكانت قاعدة «حميميم» التي تعرضت لمحاولات متكررة لتوجيه ضربات إليها عبر استخدام طائرات مسيرة، شهدت تنظيم فعاليات احتفالية مماثلة عديدة، ومنذ التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في نهاية سبتمبر (أيلول) عام 2015، تشهد القاعدة تنظيم عروض عسكرية سنوياً بمناسبة يوم النصر على النازية في مايو (أيار)، كما تم تنظيم فعاليات احتفالية بمناسبة يوم المظلي الروسي، وفي عيد سلاح البحرية الروسي.
وأقيمت في القاعدة نصب تذكارية لضباط روس قتلوا في سوريا، وأيضاً نصب تذكاري لجنرال سوفياتي شهير.
يذكر أن الطيران العسكري الروسي تأسس في 12 أغسطس (آب) عام 1912. وفي 1 أغسطس 2015، تم تشكيل القوات الجوية الفضائية لروسيا الاتحادية والتي ضمت وحدات القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي.
على صعيد آخر، تواصلت السجالات في روسيا حول احتمال أن تستخدم تركيا جزءاً من منظومات صواريخ «إس - 400» الروسية الصنع، في سوريا أو في ليبيا، رغم تأكيد مجمع الصناعات العسكرية الروسي أن العقد الموقع مع أنقرة يلزمها بالتنسيق مع موسكو قبل نقل هذه المعدات من أراضيها أو تسليمها إلى طرف ثالث.
وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، أن الرئيس رجب طيب إردوغان يواجه معضلة مع الصواريخ الروسية. وزادت أن «السلطات التركية في حاجة ماسة لاستخدام منظومة (إس - 400) في ليبيا أو سوريا، لكنها لا تريد تعريض علاقاتها مع روسيا للخطر. ووفقاً للنائب السابق في البرلمان التركي ومدير البرنامج التركي في المؤسسة الأميركية للدفاع عن الديمقراطية، أيكان إردمير، فإن الزعيم التركي يقف أمام خيار صعب بين موسكو وواشنطن. ومن ناحية، أرجأ إردوغان، الذي يريد تجنب العقوبات الأميركية تفعيل «إس - 400»، ومن ناحية أخرى، فهو رغم شعوره بالحاجة إلى استخدام إس - 400 في سوريا يخشى قلب بوتين ضده، من خلال نشر بطاريات الصواريخ هناك، لأن الطائرات الروسية ستصبح الأهداف الرئيسية لها».
وكانت دعوات ظهرت في واشنطن، لشراء هذه المنظومات من تركيا، لكن موسكو قللت من احتمالات ذلك، وأكدت أن أنقرة لن يكون بمقدورها نقل المنظومات من أراضيها وأن العقد الموقع بين الجانبين يلزم تركيا بذلك. ومع ذلك تحدث أكثر من خبير عسكري روسيا عن احتمال أن تلجأ أنقرة إلى نقل منظومات دفاع جوي أكثر تطوراً إلى الأراضي السورية في حال تدهور الموقف أكثر في إدلب.