اختتام التصويت في انتخابات «الشيوخ المصري»

إعلان النتائج بعد أسبوع... واقتراع دوائر الإعادة الشهر المقبل

TT

اختتام التصويت في انتخابات «الشيوخ المصري»

اختتم الناخبون المصريون داخل البلاد، أمس، آخر أيام التصويت لانتخاب «مجلس الشيوخ» ذي الصفة الاستشارية، وذلك بعد فتح الباب للاقتراع لمدة يومين، وسط إقبال وصفته منظمات حقوقية محلية بـ«الضعيف».
ويتنافس أكثر من 700 مرشح وفق نظامي القائمة والفردي على مائتي مقعد في المجلس، فيما يعين رئيس البلاد مائة عضو دون انتخاب، وكان يحق لنحو 63 مليون مواطن التصويت خلال الانتخابات، ومن المقرر أن تعلن النتائج في 19 من أغسطس (آب) الحالي، بينما تجري انتخابات الإعادة، حال ما أسفرت النتائج عن ذلك، الشهر المقبل.
وواصل وزراء الحكومة المصرية المشاركة في التصويت، أمس، لتحفيز الناخبين على الحضور إلى اللجان، فيما أدلى الرئيس المصري بصوته، في أول أيام الاقتراع.
وأفاد «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر في تقريره عن أول أيام التصويت داخل البلاد، بأن «الجولات الميدانية التي أوفدها المجلس رصدت ضعف إقبال الناخبين على المشاركة، وجاءت المعدلات دون المتوسط»، غير أنه أرجع ذلك إلى أسباب منها «ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، والازدحام المروري، وصعوبة تعرف الناخبين على المرشحين بالنظام الفردي نظرا لاتساع نطاق الدوائر».
ووفق البيانات الرسمية فإن الانتخابات «تجري تحت إشراف قضائي كامل بمشاركة 18 ألف قاض (أساسي واحتياطي)، ومعاونة 120 ألف موظف، فيما تتابعها 163 مؤسسة إعلامية دولية بجانب المؤسسات المحلية، بالإضافة إلى عشرات من منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية، والجامعة العربية وفق بروتوكولات أبرمت مع (الهيئة الوطنية للانتخابات)».
كما أعلن «القومي لحقوق الإنسان» عن رصد «عدد من أنصار حزب (مستقبل وطن) بتوجيه الناخبين أمام اللجان للتصويت لمرشحي الحزب بمحافظة الجيزة»، فضلاً عن «استمرار الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين أمام اللجان ببعض الدوائر الانتخابية».
وتخوض قائمة منفردة انتخابات «الشيوخ» للفوز بمائة مقعد مخصصة للقائمة المغلقة، ويقودها تحالف «دعم مصر» (صاحب الأغلبية البرلمانية)، ويستحوذ حزب «مستقبل وطن» على النصيب الأكبر من مقاعدها، فضلاً عن أحزاب أخرى بتمثيل محدود.
وأشار وفد «البرلمان العربي» الذي يشارك في متابعة الانتخابات إلى «حسن سير ونزاهة العملية الانتخابية، بالإضافة إلى تشديد الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية من الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي أثناء الاقتراع حفاظا على صحة المواطنين، كما أشادوا بإقبال الناخبين على اللجان للإدلاء بأصواتهم والمشاركة في الاستحقاق الانتخابي».
وأعلنت القوات المسلحة المصرية، ووزارة الداخلية، عن مشاركة عناصرهما في تأمين الانتخابات التي تجري في أكثر من 14 ألف لجنة فرعية موزعة على 27 محافظة.
و«مجلس الشيوخ» الذي أعادت دوره تعديلات أجريت على دستور البلاد العام الماضي مع مواد أخرى، يحظى بدور استشاري ويؤخذ رأيه في عدد من الاختصاصات التي حددتها مواد إنشائه، وينص الدستور المصري على أن تكون مدة عضوية المجلس 5 سنوات.
وخلال يومي الأحد والاثنين الماضيين، أدلى المصريون المقيمين بالخارج بأصواتهم عبر إرسال بطاقات التصويت من خلال رسائل البريد.
وقالت «الوطنية للانتخابات» إنها اتخذت «إجراءات وقائية خلال الاستحقاق الدستوري في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها الإلزام بارتداء الكمامات الطبية».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.