دوري المحترفين: الهلال يهيمن... وصراع «الهبوط» يشتد

الهلال حقق فوزاً صعباً على الفتح أول من أمس (تصوير: علي الظاهري)
الهلال حقق فوزاً صعباً على الفتح أول من أمس (تصوير: علي الظاهري)
TT

دوري المحترفين: الهلال يهيمن... وصراع «الهبوط» يشتد

الهلال حقق فوزاً صعباً على الفتح أول من أمس (تصوير: علي الظاهري)
الهلال حقق فوزاً صعباً على الفتح أول من أمس (تصوير: علي الظاهري)

بعد فوزه الصعب أول من أمس على الفتح 2 - 1، باتت مسألة تحقيق الهلال للقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين مسألة وقت لا أكثر، إذ يحتاج فقط لتسع نقاط من أصل مبارياته الست المتبقية حتى يتوج رسميا.
ورفع الهلال رصيده إلى 57 نقطة مقابل 48 نقطة لفريق النصر صاحب المركز الثاني بفارق تسع نقاط بين الفريقين، مع تبقي ست جولات لإسدال الستار على منافسة دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وكانت نتائج الجولة الرابعة والعشرين ساهمت في احتدام المنافسة بين الفرق الباحثة عن الهروب من الهبوط، حيث اشتدت المنافسة بصورة كبيرة مما يجعل الإثارة حاضرة في الجولات القادمة.
حسابياً سيكون فريق الهلال بحاجة لتحقيق ثلاثة انتصارات من أصل المباريات الست التي سيخوضها أمام العدالة والأهلي والفيصلي والحزم والوحدة والشباب، مما قد يجعله يحسم لقب الدوري قبل نهايته بعدة جولات وذلك في حال قدرته على الفوز دون التعرض للخسارة أو التعادل في مبارياته الثلاث المقبلة.
أما فريق النصر فيبحث حالياً عن الاستمرار في مطاردة غريمه التقليدي، وسط قناعات من مدربه البرتغالي فيتوريا أن أمر تحقيق الدوري بات صعباً للغاية، موضحاً في حديثه لصالح الناقل الرسمي: الأمر الوحيد الذي نتحكم به حالياً هو فوزنا في كل مباراة، الأمور باتت صعبة، ولكن يجب علينا الفوز في كل جولة، وهذه هي الرسالة التي أوصلتها للاعبي فريق النصر، يجب أن نعمل لكل جولة بشكل منفصل.
وأضاف فيتوريا الذي قاد فريقه النصر لمعانقة لقب النسخة الماضية من الدوري: لدينا لاعبون على احترافية عالية، ونعمل بتناغم كفريق واحد، وأمام فريق أبها حققنا الفوز بالنتيجة والمستوى الجيد.
وسيخوض فريق النصر في الجولات المقبلة مباريات صعبة كما هو الحال لغريمه التقليدي الهلال في ظل احتدام المنافسة للهروب من الهبوط، وتحقيق مركز متقدم من فرق المناطق المتوسطة، حيث سيلاقي الجولة المقبلة فريق الوحدة ثم التعاون وبعدها العدالة ثم الفيحاء قبل أن يلاقي الاتحاد ثم الاتفاق في ختام منافسات الدوري.
احتدم الصراع بين فرق المناطق المتوسطة على انتزاع المركز الثالث المؤهل للمشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، حيث يحضر فريق الأهلي للأسبوع الثاني على التوالي في هذا المركز بعدما أطاح بنظيره فريق الوحدة الذي خسر مركزه بعدما تعرض للهزيمة أمام الشباب في الجولة الماضية.
وأحكم فريق الأهلي قبضته على المركز الثالث بعدما نجح في الإطاحة بغريمه التقليدي الاتحاد في الجولة الرابعة والعشرين ليرفع رصيده للنقطة 43 بفارق ثلاث نقاط عن فريق الوحدة الذي يحضر رابعاً بعد تعثره للجولة الثانية على التوالي، وتعادله أمام الرائد سلباً دون أهداف.
واقترب فريق الفيصلي من دائرة المنافسة على انتزاع المركز الثالث بعدما رفع رصيده إلى 38 نقطة، لكن خسارته الأخيرة أمام ضمك ساهمت في بقائه بالمركز الخامس دون التقدم، في الوقت الذي بات فيه فريق الشباب قريباً من دخول دائرة المنافسة بعدما حقق انتصاره الثاني على التوالي منذ استئناف الأنشطة الرياضية ورفع رصيده للنقطة 37 متقدماً نحو المركز السادس، ولديه فرصة التقدم خاصة أن الجولة المقبلة ستشهد صراعاً بين الفيصلي والأهلي، فيما سيكون الوحدة أمام اختبار صعب مع نظيره النصر.
وبات السؤال الأكثر تداولا خلال الفترة الحالية: «هل سيهبط فريق الاتحاد؟» وذلك بعد خسارته للجولة الثانية على التوالي وتجمد رصيده عند النقطة 23 بالمركز الثالث عشر في ترتيب فرق الدوري وبفارق ثلاث نقاط عن صاحب المركز الأخير.
الاتحاد الذي عانق لقب البطولة ثماني مرات، وعُرف عنه أنه منافس مرشح لاقتناص الألقاب، بات اليوم في حالة فنية سيئة دعت منافسيه للتعاطف معه قبل أنصاره، حيث أوضح حسين عبد الغني قائد فريق الأهلي في حديثه للناقل الرسمي: الاتحاد يعيش تحت ضغط كبير وهو في وضع لا أحد يتمنى أن يشاهده عليه، هو عميد الأندية السعودية وحقق كثيرا من البطولات، مضيفاً: أعتقد لا وجود للأهلي في غياب الاتحاد والعكس صحيح، والتنافس بينهما ينعكس على قوة الفريقين.
واتفق عمر السومة مهاجم الأهلي وهدافه مع قائد الفريق في حديثه عن الاتحاد، حيث أوضح لصالح الناقل الرسمي: الاتحاد ناد كبير، ما يحدث له يحزن أنصاره، وبالطبع أشارك حسين عبد الغني بأن كرة القدم عُرفت بالتنافس بين الاتحاد والأهلي، ونتمنى له التوفيق.
حسابياً لا يزال الاتحاد يملك قرار بقائه، لكونه بحاجة لتحقيق الفوز دون النظر لنتائج الآخرين، إلا أن تعثره لجولتين على التوالي وفوز الفرق التي تحضر خلفه في لائحة الترتيب أمر بات مُرعباً لأنصار الفريق التي تخشى هبوط فريقها إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى.
الاتحاد سيواجه في الجولات الست المتبقية كلا من الاتفاق ثم الفيصلي وبعدها الفيحاء ثم فريق الفتح أحد المنافسين للهروب من شبح الهبوط، قبل أن يلاقي النصر ثم العدالة في الجولة الأخيرة من الدوري.
وبعيداً عن نتائج الفريق الاتحادي، فإن تعرض أي من فرق المؤخرة للخسارة قد تساهم في بقاء الاتحاد وتخفيف الضغوط عن الفريق في الجولات الست المتبقية.
وامتداداً للحديث عن الهروب من الهبوط، احتدم الصراع مع تقدم الجولات وتبقي ستة أسابيع فقط لإسدال الستار على المنافسة وذلك بعد النتائج الإيجابية التي حققها فريق العدالة وضمك في الجولة الماضية، حيث نجح العدالة في خطف فوز ثمين على مُضيفه فريق الحزم، مقابل انتصار ثمين لفريق ضمك على ضيفه فريق الفيصلي بهدفين لهدف.
ويحتل فريق العدالة المركز الأخير برصيد عشرين نقطة، يتقدمه فريق ضمك في المركز الخامس عشر برصيد 21 نقطة، ثم فريق الفتح بالمركز الرابع عشر برصيد 22 نقطة، ويحضر فريق الاتحاد بالمركز الثالث عشر برصيد 23 نقطة، ثم الحزم بالمركز الثاني عشر برصيد 24 نقطة، ويحضر فريق الفيحاء الذي يبدو أقل الفرق خطورة بالمركز الحادي عشر برصيد 27 نقطة.
وبحسب التعديل الأخير لنظام المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فقد تم إلغاء نظام الملحق في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حيث يتم هبوط ثلاثة فرق إلى الدرجة الأدنى بصورة مباشرة، على عكس ما كان معتمداً في المواسم الماضية بهبوط فريقين بصورة مباشرة وخوض الفريق صاحب المركز الرابع عشر مباراتي «ملحق» مع الفريق صاحب المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.