طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«سماع أصوات» اللبنانيين المطالبين بإجراء تحقيق «موثوق وشفاف» في الانفجار ومحاسبة المسؤولين عنه، داعياً في الوقت ذاته إلى «تنفيذ الإصلاحات» المرجوة لتلبية حاجات الشعب اللبناني على المدى الطويل.
وتحدث في اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو كل من مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، ونجاة رشدي نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة المقيمة في لبنان، وديفيد بيزلي المدير التنفيذي لـ«برنامج الأغذية العالمي»، وآن غوغن نائب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، وعدد من ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، حول الجهود التي تبذل في الوقت الراهن لمساعدة الشعب اللبناني على تجاوز التحديات التي فرضت عليه.
واستهل الاجتماع بكلمة للأمين العام للأمم المتحدة الذي عبر عن «تضامنه الكامل مع الشعب اللبناني» في أعقاب «الانفجار المروع» الذي دمر ميناء بيروت، ملاحظاً أن الانفجار «أدى إلى سحابة سامة هائلة كانت مرئية لأميال»؛ وإذ حذر من أن «التداعيات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ستستمر لبعض الوقت»، أفاد بأن المنظمة الدولية «ستواصل دعم لبنان بكل وسيلة ممكنة خلال هذه الحالة الطارئة». وأضاف أن الانفجار «وقع في وقت صعب بالفعل بالنسبة للبنان؛ إذ تواجه البلاد بالفعل صعوبات اقتصادية وتأثيرات فيروس (كورونا)»، مذكراً بأنه «في مواجهة التحديات المتعددة، ظل الشعب اللبناني مضيافاً كريماً لمجتمعات كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين». وعدّ أن «القوة الأسطورية للشعب اللبناني تواجه الآن اختباراً إضافياً»، ملاحظاً أنه «في الأيام القليلة الماضية، رأينا هذه الروح مرة أخرى؛ فالجيران يساعدون الجيران، والناس ينظفون شوارعهم من الزجاج المحطم ويفتحون منازلهم لمن خسروا منازلهم». ودعا إلى «دعم دولي قوي لجميع المحتاجين في لبنان». وقال إن «غضب اللبنانيين واضح»، مضيفاً أنه «يجب سماع أصواتهم». وشدد على أنه «من المهم أن يحدد تحقيق موثوق وشفاف سبب الانفجار، وتحقيق المساءلة التي يطالب بها الشعب اللبناني»، مضيفاً أنه «من المهم أيضاً تنفيذ الإصلاحات لتلبية حاجات اللبنانيين على المدى الطويل». ودعا إلى «البناء على مبادرة الرئيس الفرنسي (إيمانويل) ماكرون»، مشيراً إلى أن «المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني» أدى إلى «دعم مالي تمس الحاجة إليه، وإلى إعادة تأكيد التزام كثير من شركاء لبنان؛ وبينهم زعماء العالم، والمنظمات الإنسانية الدولية، والمؤسسات المالية الإقليمية ومتعددة الأطراف الرئيسية». وأكد أن «لبنان ليس وحده». وختم بأنه «حان الوقت لتغيير الأمور نحو الأفضل».
وقال رئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي: «الشعب اللبناني أظهر الروح الحقيقية لبلده»، مشيراً إلى أنه في الأيام التي أعقبت الانفجار «تأثرنا بشدة بصور المواطنين اللبنانيين (...) وهم يستخدمون المعاول والمكانس لإزالة الأنقاض من شوارعهم».
وأضاف: «علينا أن نتحد ونتأكد من أنهم لن يضطروا إلى تحمل هذا العبء وحدهم».
وأكدت غوغن أن فرنسا بصفتها حاملة القلم حول لبنان في مجلس الأمن «ستحرص على أن تكون القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) في وضع يمكنها من دعم جهود اللبنانيين للاستجابة للكارثة». وأشارت إلى تعهد البيان الختامي لـ«المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني» بأن «المجتمع الدولي، وأقرب الأصدقاء والشركاء للبنان، لن يخذلوا اللبنانيين». وختمت بأنه «يمكنكم الاعتماد على مشاركة فرنسا المستمرة، ونحن نتطلع إلى تقييم الحاجات الموحدة لمنظومة الأمم المتحدة» هناك.
غوتيريش يطالب بتحقيق «موثوق وشفاف» في انفجار بيروت
غوتيريش يطالب بتحقيق «موثوق وشفاف» في انفجار بيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة