قوى عراقية تستبق زيارة الكاظمي إلى واشنطن بمطالب

فصائل تخشى بحث حل «الحشد الشعبي»

عراقي يستبرد برشاش ماء وضع وقفاً في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)
عراقي يستبرد برشاش ماء وضع وقفاً في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)
TT

قوى عراقية تستبق زيارة الكاظمي إلى واشنطن بمطالب

عراقي يستبرد برشاش ماء وضع وقفاً في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)
عراقي يستبرد برشاش ماء وضع وقفاً في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)

بدأت كتل وقوى سياسية بوضع شروط ومطالب مسبقة يتعين على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الالتزام بها، وذلك قبل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة في 20 أغسطس (آب) الحالي. ففيما شكك أحد الفصائل المسلحة في أهداف الزيارة لجهة حل أو تحجيم «الحشد الشعبي»؛ فإن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أكدت أن الزيارة تعد مهمة لأنها سوف تعمل على «تحقيق نوع من التوازن الدولي».
وعدّ الناطق باسم «كتائب سيد الشهداء»، كاظم الفرطوسي، في تصريح أمس، أن هدف الزيارة هو «إعطاء ضمانات بحل (الحشد الشعبي)، وإذا لم يستطيع ذلك، فسيعمل على تحجيمه، فضلاً عن ضمانات أخرى بتخفيف العلاقات العراقية – الإيرانية». وزعم الفرطوسي أن «الكاظمي قدم الولاء إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل حصوله على منصب رئيس الوزراء، والآن بدأ بتنفيذ بعض الأعمال وفق المصالح الأميركية، كما سيعمل على محاربة فصائل المقاومة».
لكن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي رامي السكيني أعلن في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية أن «زيارة الكاظمي لواشنطن تعدّ من الزيارات المهمة في الجانب الدولي لتحقيق نوع من التوازن في الأداء، ودعم المصلحة العراقية وتعزيزها». وأضاف أن «الزيارة ستتناول كثيراً من المحاور الاقتصادية والسياسية والأمنية». وأشار إلى أن «هناك أداءً يجب أن يكون مختلفاً لرئيس الوزراء، وهذا لا يتحقق إلا بوجود توازن في أداء الحكومة العراقية، وعدم الميل لمحور دون آخر»، لافتاً إلى أن «هناك محاور دولية تنعكس على الساحة العراقية، لذلك من الضرورة حدوث توازن وهدوء في الساحة داخلياً وخارجياً».
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة بغداد آراس حبيب كريم، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «طبقاً للملفات التي جرى الإعلان عنها لزيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، فإنه يمكن القول إنها تحمل خريطة طريق واضحة لطبيعة التعاون الثنائي القابل للتطبيق». وأضاف حبيب أن «ملفات مهمة، مثل الطاقة والصحة والاقتصاد والاستثمار، هي وحدها ما يضع العلاقات الثنائية بين الدول في مسارها الصحيح؛ نظراً لما تترتب عليه من فوائد لكلا الطرفين».
وأوضح حبيب أن «أي زيارة من هذا النوع لا يمكن أن تخلو من بحث الملفات السياسية الثنائية المهمة منها، أو ما يهم المنطقة؛ بيد أن وضع كل ما هو تنموي ضمن سلم الأولويات أمر مهم على صعيد بناء قواعد متينة للتعامل مع دول العالم».
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة إياد العنبر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مثل هذه الزيارات هي في الواقع لا بد من أن تكون مهمة إذا كان الكاظمي يحمل رؤية جديدة لإدارة سياسة العراق الخارجية». وأضاف أن «الكاظمي زار إيران قبيل زيارته إلى أميركا، وكان يجب أن يزور السعودية أولاً، لكن جرى تأجيل الزيارة باتفاق البلدين، وبالتالي، فإن زيارة واشنطن تأتي في وقت مهم وبما يحقق مصلحة العراق أولاً».
وأوضح أن «زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة يجب أن تكون ضمن أولوياتها مناقشة خريطة طريق تعمل عليها الحكومة العراقية في مختلف الملفات المهمة، لا سيما الأمنية والاقتصادية، والتي تحتاج فيها إلى دعم الأميركيين»، مبيناً أنه «ما لم يتم التعامل مع هذه الملفات المهمة، فإن الزيارة لن تحقق الفائدة المرجوة، خصوصاً في ظل الخلافات بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة في الداخل العراقي، علماً بأن العراق يمكن أن يكون محور نقطة التقاء المصالح وليس ساحة الصراع بين الأطراف المتخاصمة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».