تراجع الآمال بالعثور على ناجين من انفجار مرفأ بيروت

لبنانيان يوثقان الدمار في المرفأ بجواليهما (أ.ف.ب)
لبنانيان يوثقان الدمار في المرفأ بجواليهما (أ.ف.ب)
TT

تراجع الآمال بالعثور على ناجين من انفجار مرفأ بيروت

لبنانيان يوثقان الدمار في المرفأ بجواليهما (أ.ف.ب)
لبنانيان يوثقان الدمار في المرفأ بجواليهما (أ.ف.ب)

تراجعت الآمال بإيجاد أحياء تحت أنقاض المباني المدمرة في مرفأ بيروت، ما دعا بعض الفرق لسحب عناصرها، فيما تُستكمل عمليات البحث عن الأشلاء، بموازاة التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية في التفجير.
وأعلن قائد فوج الهندسة في الجيش اللبناني أن البحث عن المفقودين مستمر، مشيراً إلى أنه بعد 3 أيام من البحث، لم يعد هناك أمل بالبحث عن ناجين. وقال في مؤتمر صحافي عقده لشرح آلية تسلم المساعدات وتوزيعها، وعملية البحث والإنقاذ ورفع الأنقاض: «إننا نواصل عمليات البحث عن المفقودين»، مشيراً إلى أن «كل الفرق التي كانت تبحث عن أحياء يُعد عملها منتهياً، والبحث يتم عن أشلاء بمؤازرة فرق دولية».
وإذ لفت إلى أن «الأمل ضعيف في إيجاد أحياء تحت الأنقاض»، أوضح أن بعض الفرق قررت سحب عناصرها، فيما تابعت فرق أخرى البحث عن أشلاء، وأضاف: «لقد قمنا بتقسيم المرفأ إلى قطاعات، وتسلم كل فريق أجنبي قطاعاً، والأمل بات ضعيفاً في إيجاد أحياء، والفرق التي كانت تبحث عن أحياء عدت أن عملها قد انتهى»، وأكد أن «العمل مستمر على مدار الساعة للبحث عن ناجين، وسط صعوبات ناجمة عن وجود كميات هائلة من الركام في مرفأ بيروت».

تحليل التربة والمياه
وفي سياق متصل، طلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بلاغ صادر عن شعبة العلاقات العامة، من ذوي المفقودين (والد، والدة، ابن، ابنة) حصراً، الذين لم يحضروا لإجراء فحوصات «الحمص النووي» (DNA)، التوجه إلى مكاتب الحوادث في المحافظات لأخذ العينات اللازمة، بهدف التعرف على الضحايا مجهولي الهوية أو الأشلاء.
وكانت قوى الأمن قد شكلت فريق عمل من ضباط ورتباء قسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية، بغية توثيق عملية التعرف على الجثث المجهولة والمفقودين جراء انفجار مرفأ بيروت. وحضر حتى أمس 30 شخصاً لأخذ عينات منهم لمقارنتها، وتم التثبت والتعرف على 14 جثة.
إلى ذلك، نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه العريفَ اسطفان روحانا الذي استشهد جراء الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، فيما شيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة بوداي الشهيد الرقيب حسن صادق شمص الذي قضى في الانفجار متأثراً بجروحه، كما شيع لبنانيون مدنيون آخرين سقطوا في التفجير.
وعلى صعيد التحقيقات، قالت مصادر متابعة للتحقيقات لقناة «إل بي سي» إنه، وبالتعاون مع الخبراء الفرنسيين، تم تحليل التربة والمياه، وقام الفرنسيون بمسح جوي لموقع الانفجار ثلاثي الأبعاد، مستخدمين تقنية الليزر للمساعدة بكشف أي أدلة.

مسار التحقيق
وعلى خط التحقيق بكيفية وصول الباخرة المحملة بنيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وإفراغ الحمولة، سيتوجه وفد من قبل القضاء اللبناني إلى قبرص للقاء مالك السفينة، والاستماع إلى إفادته. وقد طلب لبنان من السلطات القبرصية تسهيل هذه المهمة، علماً بأن الشرطة القبرصية كانت قد أخذت إفادته بناء على طلب من لبنان، وأرسلتها إلى السلطات اللبنانية.
وتتابع الشرطة العسكرية في الجيش استجواب مسؤولي الأجهزة الأمنية في مرفأ بيروت، في إطار التحقيقات حول انفجار المرفأ، بإشراف النيابة العامة التمييزية، وبتكليف من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات.
ويستأنف المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، بدءاً من اليوم (الاثنين)، جلسات الاستماع إلى رؤساء الأجهزة الأمنية تباعاً، للاطلاع على المعلومات التقنية المتوافرة لديهم حول ملابسات الانفجار.
إلى ذلك، بدأ فريق هندسي من مجموعة «M1 Group»، بالتعاون مع خبراء من لبنان وسويسرا وهولندا، و4 مكاتب هندسية محلية وعالمية، الكشف على المباني المتضررة في منطقة مار مخايل النهر، بإشراف محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وسيوضع تقرير نهائي بمدى ملاءمتها للسكن بعد التفجير الذي حصل في مرفأ بيروت، أو وجوب إخلائها نهائياً، على أن تلي هذه الخطوة خطوات تنفيذية أخرى.

خطة الاستجابة
وفي السراي الحكومي، عقدت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر اجتماعاً تنسيقياً في السراي الحكومي، جرت خلاله مناقشة خطة الاستجابة الوطنية والتعافي الأولي، في ظل حالة الطوارئ التي يتولاها الجيش اللبناني. واستمعت عكر إلى طروحات المجتمعين وأسئلتهم التوضيحية، وإلى شرح مفصل حول آليات عمل الوزارات والمؤسسات لجهة التأهيل وإعادة الإعمار جراء الانفجار، لا سيما المنازل والمؤسسات العامة والخاصة والمدارس ومرفأ بيروت وتفعيل المرافئ في المناطق اللبنانية.
وجرى البحث كذلك في متابعة قضية الجرحى والمفقودين، والتواصل مع غرفة عمليات الجيش المستحدثة من أجل التواصل للتبليغ عن أي موضوع يتعلق بالانفجار، وكيفية تسلم وتوزيع المساعدات الطبية والغذائية، إضافة إلى عملية مسح الأضرار، والكشف عن المنازل والمواقع الأثرية.
وتم التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق بين غرفة عمليات الجيش وخلية الأزمة في مجلس الوزراء والأفرقاء المعنيين، المحليين والدوليين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.