ماكرون يدعو إلى «التحرك سريعاً» لدعم لبنان... ويحذر من الفوضى

انطلاق أعمال «مؤتمر باريس» بمشاركة قادة عالميين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تفقده الدمار الناجم عن الانفجار بمرفأ بيروت الخميس الماضي (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تفقده الدمار الناجم عن الانفجار بمرفأ بيروت الخميس الماضي (رويترز)
TT

ماكرون يدعو إلى «التحرك سريعاً» لدعم لبنان... ويحذر من الفوضى

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تفقده الدمار الناجم عن الانفجار بمرفأ بيروت الخميس الماضي (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تفقده الدمار الناجم عن الانفجار بمرفأ بيروت الخميس الماضي (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، إلى «التحرك سريعاً وبفعالية» لضمان وصول المساعدات «مباشرةً» إلى الشعب اللبناني، وذلك في مستهل مؤتمر دولي عبر الفيديو لدعم لبنان بعد خمسة أيام من الانفجار الضخم الذي هز بيروت.
كما حثّ ماكرون السلطات اللبنانية إلى «التحرك لتجنيب البلاد الغرق وللاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت. علينا أن نفعل جميعاً ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى» على المشهد في لبنان.
واستهل ماكرون كلمته قائلاً: «دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبناني»، مضيفاً أنه «لا بد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وتابع الرئيس الفرنسي: «يتعين علينا العمل سريعاً، ويحب أن تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث يحتاجها الناس على الأرض»، مؤكداً أن «الأموال التي جمعت اليوم يجب أن تكون مجرد بداية».
وكان لبنان غارقاً بالفعل في أزمة سياسية واقتصادية عندما وقع الانفجار في مرفئه الرئيسي يوم الثلاثاء الماضي ما أودى بحياة 158 شخصاً، وأدى لإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، ودمر مساحة كبيرة من المدينة.
وقد تحتاج إعادة بناء بيروت إلى مليارات الدولارات. ويتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويشعر كثيرون من اللبنانيين بالغضب من رد فعل الحكومة، ويقولون إن «الكارثة تسلط الضوء على إهمال نخبة سياسية فاسدة». واقتحم محتجون مقار وزارات في بيروت، أمس السبت، وحطموا مكاتب «جمعية مصارف لبنان».
وزار ماكرون بيروت يوم الخميس الماضي، وكان أول رئيس في العالم يفعل ذلك بعد الانفجار، ووعد الشعب اللبناني بأن المساعدات الإنسانية ستأتي؛ لكنه شدد على الحاجة لإصلاحات سياسية جذرية لحل مشكلات البلاد وضمان دعم أطول أمداً. وقال للحشود التي استقبلته: «أضمن لكم أن مساعدات (إعادة البناء) لن تسقط في أيدٍ فاسدة».
وشهد الأسبوع الماضي تعاطفاً جارفاً مع لبنان من شتى أنحاء العالم، وأرسلت دول عدة دعماً إنسانياً فورياً شمل إمدادات طبية، لكن لم تصدر إلى الآن تعهدات بتقديم مساعدات إنسانية.
ويشارك الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المؤتمر الذي يعقد عبر دائرة تلفزيونية. وكتب على «تويتر»: «الكل يرغب في المساعدة». وقال وزير الخارجية الألماني إن بلاده ستتعهد بتقديم مساعدة طارئة إضافية بقيمة 10 ملايين يورو (11.79 مليون دولار) إلى جانب مساهمات الإنقاذ الجارية.
وأحجم مساعد لماكرون، أمس السبت، عن تحديد هدف للمؤتمر. وقال المسؤول إن هناك حاجة إلى مساعدات طارئة لإعادة الإعمار وتقديم مساعدات غذائية ومستلزمات طبية وإعادة بناء المدارس والمستشفيات.
ومن المتوقع أن يشارك ممثلون عن بريطانيا والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ومصر والأردن في المؤتمر الذي سيستضيفه ماكرون من منتجعه الصيفي بمنطقة الريفييرا الفرنسية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.