الكبريت ثالث أهم المعادن في الجسم

متوافر بكثرة في البقوليات واللحوم والفاكهة المجففة

الكبريت ثالث أهم المعادن في الجسم
TT

الكبريت ثالث أهم المعادن في الجسم

الكبريت ثالث أهم المعادن في الجسم

الكبريت واحد من أهم المكونات الرئيسية للحياة على كوكب الأرض وهو العاشر من حيث ترتيب العناصر بالنسبة للكتلة ويعتبر خامس العناصر من حيث الوفرة على سطح الكوكب ويأتي في المرتبة الـ16 من ناحية تركيب القشرة الأرضية. أما في الجسم فهو الثالث من حيث ترتيب المعادن بعد الكالسيوم والفسفور.
ولذا يوجد معدن الكبريت في جميع أنواع المحاصيل، والأهم أنه يلعب دوراً لا يستهان به في عملية التمثيل الغذائي للنباتات والأهم من ذلك أنه ضروري جداً لتكوين البروتينات النباتية والأحماض الأمينية وخصوصاً ما يلعب منها دوراً مهماً في نمو الخلايا والبشرة والعضلات. ومن الأدوار الهامة جداً التي يلعبها الكبريت على الصعيد الصحي هي مساعدة الجسم على استقلاب الطعام وتنظيم التعبير الجيني وبناء وإصلاح الحمض النووي. أضف إلى ذلك أن الكبريت ضروري جداً لصنع وإعادة تدوير ما يعرف بالجلوتاثيون الذي يعتبر أحد أهم مضادات الأكسدة الرئيسية في الجسم التي تحمي من الالتهابات وتلف الخلايا.
ويؤكد الخبراء أن أهمية الكبريت تكمن في الناحية الغذائية الأساسية، لأنه يدخل في تركيب الحمضين الأمينيين سيستين وميثيونين وبعض الفيتامينات (ثيامين وفيتامين بي وفيتامين 7) والإنزيمات.
وتقول الموسوعة الحرة، إن الكبريت ينتمي إلى «العناصر الحيوية المهمّة في خلايا الكائنات الحية، وله العديد من الوظائف الحيوية، وهو يدخل في دورة الغذاء على جميع المستويات التصنيفية للكائنات الحية. تماثل الوفرة الطبيعية للكبريت في جسم الإنسان وفرة البوتاسيوم، وتقدّر كمّيته في جسم إنسان وزنه 70 كغ بحوالي 140 غراماً...... يمكن لبعض الأنواع النباتية أن تحوي مكوّنات عضوية كبريتية مثل الأليين وغيرها، والمسؤولة عن الروائح المميّزة للبصل والثوم مثلاً، وذلك إلى نسبة تصل إلى حوالي 5 في المائة من وزنها الجاف».
استخدمه الفراعنة في مراهم علاج التهابات الجفن وتم استخدامه بكثرة في الطب الصيني التقليدي منذ القرن الثالث قبل الميلاد. وحسب الأوذيسة الإغريقية فإنه استخدم في اليونان قديماً في عمليات التعقيم وتبييض الملابس، ولاحقا في أوروبا القديمة استخدمه الأطباء أو ما كان يعرف بالخيميائيين في معالجة الحكة والحرب وحب الشباب والصدفية والتهابات الجلد كما يحصل حاليا في مستحضرات التجميل وغيره.
في العصر الحالي تحوي الكثير من الأدوية «الكبريت في تركيبها كمستحضر السلفوناميد، والمعروف باسم (عقار السلفا). كما يدخل الكبريت في تركيب مضادات بيتا لاكتام الحيوية، من ضمنها البنسلينات والسيفالوسبورينات وغيرهما».
- يستخدم زهر الكبريت (الكبريت بشكله الطبيعي) مستحضراً لمعالجة عدد من الحالات الجلدية. «يقوم الكبريت بدور حال للطبقة القرنية، كما يقوم بالقضاء على البكتريا والفطريات والقراديات المسببة للجرب وغيرها من الطفيليات».
- يلعب الكبريت دوراً فعلاً في الحد من آلام المفاصل. كما يساعد على تقليل الألم والتصلب الناتج عن التهاب المفاصل.
- تخيف الألم الناتج عن ممارسة الرياضة وتلف العضلات بعد التمارين المكثفة مما يساعد الفرد على التعافي بسرعة.
- تقليل الأعراض المتعلقة بالحساسية بما في ذلك السعال والتعب وضيق التنفس عن طريق تقليل الالتهاب.
- دعم جهاز المناعة عبر محاربة الالتهابات والأكسدة.
مصادر الكبريت النباتية
- الفصيلة الثومية (750 نوعاً) - البصل الأخضر والبصل الأحمر الصغير المعروف بـ«تشايفز» - الكراث وغيره. تحتوي هذه العائلة من الخضراوات على مركبات تسمى بالكبريت العضوي الذي يعتبر المسؤول الأول عن فوائدها الصحية الجمة. ورغم الحاجة إلى المزيد من الدراسات فإن الأبحاث الأخيرة تشير إلى قدرتها في منع سرطانات المريء والقولون والمعدة والثدي.
- الفاكهة، وخصوصاً الفاكهة المجففة التي تحتوي على كميات كبيرة من المعدن الهام. ويلعب ثاني أكسيد الكبريت دوراً هاما ورئيسيا في حفظ الفاكهة المجففة كالتين والمشمشم والتمر والمانغو والزبيب والدراق وغيره. هذا لا يعني أن الكبريت لا يوجد في الفاكهة الطبيعية العادية مثل التوت والزيتون والمشمش والخوخ وغيره.
- فصيلة الصليبيات... تضم الفصيلة الكثير من أنواع الخضار كالبروكلي والكرنب الأجعد واللفت والكرنب الساقي أو الفجلي وكرنب بروكسل والملفوف والقنبيط والفجل والوسابي وبذور الخردل والجرجار وغيره. معظم هذه النباتات غنية بمركب الجلوكوزينولات الذي يحتوي على الكبريت. وهو من المركبات التي تحارب السرطان كما يؤكد الأطباء.
- المنتجات الحيوانية، بما في ذلك اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والمأكولات البحرية بشكل عام والغنية بالأحماض الأمينية. ومن الأنواع الغنية جداً بالكبريت هو الدجاج والبط والديك الرومي ولحم الغنم والكركدن البحري والمحارات الصدفية والقريدس وغيره. كما يوجد الكبريت في بعض أعضاء الجسم مثل القلب والكبد.
- المكسرات والبذور، وخصوصاً الفستق والمكسرات البرازيلية واللوز والجوز والسمسم وبذور عباد الشمس. ولأن المكسرات تحتوي أيضاً على الدهون الأحادية غير المشبعة والألياف والبروتينات وفيتامين e والمغنيسيوم، فإنها تلعب دوراً هاماً في محاربة أمراض القلب وحصوات المرارة والسكري عند المرأة، وبشكل عام مفيدة جداً للقضاء على الالتهابات والسرطانات وضغط الدم.
- البقوليات، وخصوصاً فاصوليا الصويا والفاصوليا البيضاء والحمراء والسوداء والبازلاء.
- الحبوب... وبشكل خاص الشعير والشوفان والقمح وكل أنواع الطحين المصنوعة من هذه الحبوب.
- الألبان والأجبان، تحتوي على كميات كبيرة من الكبريت، وخصوصاً جبنة الشيدر وجبنة البارميزان. ولأنها تحتوي أيضا على كمية كبيرة من الكالسيوم فإنها مفيدة جدا للصحة وخصوصاً صحة العظام، ويقال إن الألبان والأجبان قادرة على حرق الدهون في الجسم ضمن حمية محددة قليلة السعرات الحرارية.
- التوابل والبهارات، مثل مسحوق الكاري ومسحوق الزنجبيل والخردل وغيره.
- المشروبات، وخصوصاً البيرة والنبيذ وحليب الجوز وعصير البندورة وعصير التفاح وغيره.
- الأطعمة الغنية بالبروتينيات مثل البيض. فالبيض مصدر من مصادر الكبريت ويقول الخبراء إن رائحة البيض هي نتيجة تفاعل مكونات الصفار مع بياض البيض الذي يحتوي على الكبريت. ومن هذه الأنواع ما ذكرناه سابقاً كاللوز والبروكلي والألبان والأجبان ولجم الدجاج وغيره.



أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
TT

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)
الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً، وعندما نسمع أي طاهٍ يردد المقولة الأشهر: «الطهي بحبّ» (التي قد يجد البعض أنها أصبحت «كليشيه»)؛ أقول لهم إنه لا يمكن أن يبرع أي شيف بمهنته إلا إذا أحب مهنته ووقع بغرام الطهي لأن هذه المهنة لا يمكن أن ينجح بها إلا من يطبخ بحبّ.

يجب أن يتحلى الطاهي الخاص بمهنية عالية (الشرق الاوسط)

الطهي أنواع، والطهاة أنواع أيضاً، فهناك من يطبخ في مطعم، وهناك من يطبخ لعائلة أو يطبخ بشكل خاص في المنازل. أما «الشرق الأوسط» فقد قامت بتجربة الطعام في أحد المساكن الراقية، التابعة لـ«أولتميا كولكشن» (Ultima Collection) التي تضم عدة شاليهات وفيلات في أماكن كثيرة، مثل جنيف في سويسرا، وموجيف في فرنسا، وغيرها من الوجهات الراقية.

بوراتا مع الطماطم (الشرق الاوسط)

الإقامة في مجموعة «أولتيما» صفتها الرقي والرفاهية التي تمتد إلى ما هو أبعد من السكن، لتصل إلى الطبق، وبراعة فريق العمل في المطبخ في تقديم أجمل وألذّ الأطباق بحسب رغبة الزبون، ففكرة «أولتيما» تدور حول تأجير العقار لمدة أقلّها أسبوع، حيث يتولى فريق كامل من العاملين تلبية كافة احتياجات النزل، بما في ذلك تأمين طلبات الأكل وتنفيذ أي طبق يخطر على بال الزبون.

من الاطباق التي تبتكر يوميا في مجموعة أولتيما (الشرق الاوسط)

لفتنا في طهي الشيف أليساندرو بيرغامو، الطاهي التنفيذي في «أولتيما كوليكشن» والمسؤول عن ابتكار جميع لوائح الطعام في مجموعة أولتيما، أنه يحمل في نكهاته رائحة الشرق الأوسط، وبساطة الأطباق الأوروبية والمنتج الطازج وطريقة التقديم التي تنافس أهم المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان.

من الاطباق المبتكرة في "أولتيما"

في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، شرح الشيف أليساندرو بيرغامو كيفية تنفيذ عمله بهذه الطريقة الحرفية لمجموعة أشخاص تختلف ذائقاتهم وذوقهم في الأكل، فكان ردّه أنه يتم إعداد قوائم الطعام بعد دراسة ما يفضله الزبون، ويتم تعديل قائمة الطعام استناداً إلى تفضيلاتهم، ومعرفة ما إذا كان أحدهم يعاني من حساسية ما على منتج معين، بالإضافة إلى تلبية الطلبات الخاصة في الأكل.

طبق فتوش لذيذ مع استخدام البهارات الشرقية (الشرق الاوسط)

يقوم الشيف أليساندرو بالطهي لجنسيات مختلفة، لكن كيف يمكنك طهي طعام يناسب الجميع؟ أجاب: «يأتي كثير من العملاء لاكتشاف أطباق جديدة، ومطبخ كل طاهٍ ومنطقة. نحن نعدّ مجموعة متنوعة من الأطباق على طريقة طبخ البيت لتلبية كل الطلبات».

طاولة طعام تحضر لمجموعة واحدة من النزل (الشرق الاوسط)

تتمتع أطباق الشيف بيرغامو باستخدام كثير من البهارات العالمية، فسألناه عن سرّ نجاحه في الدمج بينها، فقال: «نحاول تحقيق التنوع في النكهات بين الحريف والحامض والحار والمالح. يتعلق الأمر بتحقيق التوازن والتناغم. وتتوفر لدينا اليوم أنواع متعددة من البهارات تسمح لنا بإجراء بحث ممتد، والتعاون مع طهاة عالميين من أجل التطوير المستمر للعمل».

مائدة طعام في أحد مساكن أولتيما العالمية (الشرق الاوسط)

وأضاف: «بالطبع، أحب البهارات، والإضافة التي تقدمها إلى طبق ما، أو نوع من الخضراوات. هناك كثير من البهارات التي أستمتع بها. منها جوزة الطيب والكزبرة والسماق والبابريكا».

وعن طبقه المفضل الذي لا يتعب من تحضيره، أجاب: «أحب طهي المعكرونة بأشكال مختلفة متنوعة، إلى جانب أطباق اللحم بالصوص».

مهنية تامة وروعة في التقديم (الشرق الاوسط)

ومن المعروف عن بعض الزبائن، الذين يختارون الإقامة في عقارات تابعة لمجموعة أولتيما، أن طلباتهم قد تكون كثيرة وغير اعتيادية أحياناً، والسؤال هنا؛ كيف يستطيع الطاهي الخاص أن يقوم بتلبية جميع الطلبات الخاصة؟ فأجاب الشيف ألسياندرو بأنه يحاول الاتصال بكل من يعرفه للعثور على المنتجات المطلوبة. وبفضل الموردين الذين يتعامل معهم، يضمن السرعة والكفاءة في الاستجابة لأي طلبات خاصة. وبالتالي يتمكن في غضون 24 ساعة من تحديد موقع المنتج وإحضاره لاستخدامه في أي طبق يطلبه الزبون.

أطباق جميلة ولذيذة (الشرق الاوسط)

يبقى السؤال الذي يطرحه نفسه هنا: أيهما أصعب، العمل في مطعم أم العمل كطاهٍ خاص؟ وكان ردّ الشيف أليساندرو: «في رأيي لأصبح طاهياً خاصاً، من الضروري أولاً العمل في المطاعم لأتعلم المهنة وطرق وفنون الطهي، ثم بعد ذلك إذا كنت أشعر بالارتياح تجاه التعامل بشكل مباشر مع العملاء، يمكن التفكير في أن أصبح طاهياً خاصاً. إن الأمر مختلف جداً لأنه في المطعم تكون لديك قائمة طعام، ويختار العملاء أطباقهم، لكن عندما تكون طاهياً خاصاً، تكون الوجبات معدّة بشكل كامل بناءً على تفضيلات العملاء».

مائدة الفطور في "غراند أولتيما" (الشرق الاوسط)

من هو الشيف أليساندرو بيرغامو؟

ولد في إقليم كومو في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1989. نظراً لشغفه بالطهي الذي ظهر في سن مبكرة، وحلمه بالفعل بالمشاركة في مسابقة «بوكوس دور»، تدرب في مركز التكوين المهني والتمهين في مدينة سوندالو، بالقرب من مقاطعة سوندريو، ثم في مدرسة «كلوزوني» للطهي مع طهاة على صلة بالمسابقة.

بدأ بعد ذلك مسيرته المهنية الاحترافية بالعمل في فنادق رائدة كطاهٍ تنفيذي في كل من برغامو وفينيسيا وتاورمينا. وفي عام 2009، استقر في مدينة ليون، حيث عمل مع الطاهي بيير أورسي لمدة عامين في مطعمه الحائز على نجوم ميشلان، قبل الانضمام إلى فريق يانيك ألينو في «لي 1947 شوفال بلان» المطعم المملوك لكورشفيل الحائز على 3 نجوم ميشلان.

كذلك انضم، وهو يضع مسابقة «بوكوس دور» نصب عينيه، إلى فريق ريجيس ماركون، الطاهي الحاصل على 3 نجوم، والفائز بمسابقة «بوكوز دور» عام 1995 في سان بونيه لي فروا بفرنسا، ثم للطاهي بينواه فيدال في بلدة فال دي إيسير ليحصل مطعمه على ثاني نجمة من نجوم ميشلان بعد ذلك بعامين.

بعد تجاربه في فرنسا، انتقل أليساندرو إلى مونتريال في مطعم «ميزو بولود ريتز كارلتون» للعمل مع الطاهي دانييل بولود، وبعد فترة تدريب قصيرة في اليابان، عاد إلى إيطاليا للعمل إلى جانب مارتينو روجيري. وأثناء العمل في مطعم «كراكو» في «غاليريا فيتوريو إيمانويل» بميلانو، قرّر تحقيق حلمه، وبدأ مغامرة جديدة، وهي عالم منافسات الطهي.

أصبح أليساندرو عام 2019 مدرباً مساعداً في أكاديمية «بوكوس دور» بإيطاليا، وفاز بمسابقة «سان بليغرينو يانغ شيف»، التي تغطي إيطاليا وجنوب شرقي أوروبا، ليتمكن بذلك من الوصول إلى نهائيات العالم. وفي عام 2020، أثمر العمل الجاد لأليساندرو، وشغفه، ومساعدة فريق العمل معه، عن الفوز بمسابقة «بوكوس دور» في إيطاليا، ما أهّله إلى النهائيات الأوروبية، ثم إلى نهائيات العالم للمسابقة عام 2021، التي أقيمت في ليون، ما مثّل حدثاً مقدساً حقيقياً له، هو الذي لطالما كان يحلم بهذه التجربة المذهلة.

اليوم، بصفته طاهياً تنفيذياً، ينقل أليساندرو خبرته وشغفه، ويتألق من خلال تفانيه في العمل، ما يجعل فريق العمل في مؤسسة «أولتيما كوليكشن» يشعر بالفخر بوجوده معهم.