غوايدو بصدد إعلان استئناف العلاقات الفنزويلية ـ الإسرائيلية

خوان غوايدو يستعد لإعلان استئناف العلاقات الفنزويلية بإسرائيل (أ.ف.ب)
خوان غوايدو يستعد لإعلان استئناف العلاقات الفنزويلية بإسرائيل (أ.ف.ب)
TT

غوايدو بصدد إعلان استئناف العلاقات الفنزويلية ـ الإسرائيلية

خوان غوايدو يستعد لإعلان استئناف العلاقات الفنزويلية بإسرائيل (أ.ف.ب)
خوان غوايدو يستعد لإعلان استئناف العلاقات الفنزويلية بإسرائيل (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» (إسرائيل اليوم) بأنه من المقرر أن يعلن رئيس المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن غوايدو الذي تعترف به دول عديدة رئيساً مؤقتاً للبلاد التي تشهد خلافات سياسية ومطالبات بإقالة الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، يسعى منذ وقت لاستئناف العلاقات من جديد مع تل أبيب.
وكان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد نهاية يناير (كانون الثاني) من عام 2019، أكد في فبراير (شباط) من العام نفسه أنه يعمل على إصلاح العلاقات مع تل أبيب.
وقال غوايدو في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل اليوم»: «يسعدني أن أعلن أن عملية إرساء العلاقات مع إسرائيل بلغت ذروتها». وتحدث غوايدو عن الجالية اليهودية الموجودة في فنزويلا التي يؤكد زعماء إسرائيليون أن علاقة كراكاس المتشنجة مع تل أبيب شجعت على مغادرتهم البلاد، قائلاً «هذه الجالية نشطة للغاية وناجحة وساهمت بشكل كبير في مجتمعنا».
ويقود جهود التقارب بين غوايدو وإسرائيل منذ ذلك الوقت، بنحاس برينر، الحاخام الأكبر السابق للجالية اليهودية في فنزويلا، الذي عيّنه غوايدو سفيراً لدى إسرائيل قبل بضعة أشهر. وأكد الحاخام أن إعلان استئناف العلاقات سيتم «في الأيام المقبلة»، وأنه تحضيراً لهذه الخطوة تم فتح «سفارة افتراضية» في إسرائيل على الإنترنت.
وكان الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز قد قطع العلاقات مع إسرائيل قبل 11 عاماً، احتجاجاً على العملية العسكرية الإسرائيلية في حينه في قطاع غزة، وهي مقاطعة حافظ عليها خليفة تشافيز، نيكولاس مادورو، قبل أن يعلن غوايدو، رئيس البرلمان الذي تُسيطر عليه المعارضة، والذي نصّب نفسه رئيساً بعد أزمة سياسية في البلاد، ضرورة استئناف العلاقات مع إسرائيل.
وحظي غوايدو باعتراف 59 دولة، منها الولايات المتحدة وإسرائيل.
ورغم أن إسرائيل اعترفت بغوايدو رئيساً شرعياً لفنزويلا لكنها حتى الآن لم تعترف بالسفير الجديد كسفير كامل. واستغرب برينر الموقف الإسرائيلي. وقال «إن الولايات المتحدة تعترف بسفير غوايدو إليها، فلماذا لا تتصرف إسرائيل مثلها؟».
وكجزء من التقارب بين إسرائيل وفنزويلا الذي يقوده برينر، يحاول الرجل إصدار بيان مشترك عن 29 عضواً في البرلمان الفنزويلي الذي تقوده المعارضة برئاسة غوايدو، للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ومن المتوقع أيضاً إنشاء «جمعية الصداقة البرلمانية الفنزويلية - الإسرائيلية» قريباً.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.