=اتهم تقرير لمنظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل بدفع خطط استيطانية ضمن مشروع «إي 1» في منطقة القدس الكبرى والذي يثير ضجة سياسية وقانونية منذ سنوات ويفترض أن الدولة العبرية أوقفته تحت ضغط دولي.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، في تقرير، «إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي صادقت على بناء ألف وحدة استيطانية على أراضي قرى الطور، عناتا، العيزرية، وأبو ديس في المنطقة المسماة (E1)، ضمن مشروع القدس الكبرى الاستيطاني، والذي من شأنه أن يغلق المنطقة الشرقية من القدس بشكلٍ كامل ويطوق المناطق (عناتا، الطور، حزما)، بحيث تُحرم من أي إمكانية توسع مستقبلية باتجاه الشرق». وأشار التقرير إلى أن نقاشاً جرى في قنوات اتصال خلفية داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ومع البيت الأبيض «لبدء البناء في المنطقة المذكورة في سياق التخطيط لضم كتل استيطانية في محيط القدس إلى المدينة لتوسيع حدودها وصولا لما تسميه إسرائيل القدس الكبرى كخطوة يمكن أن تكون مقبولة وبمثابة نقطة البداية في عملية الضم وتطبيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبأن القدس الكبرى ستشمل وفق المداولات التي كانت تجري بين الجانبين الكتل الاستيطانية الثلاث: معاليه أدوميم، غوش عتصيون، وجفعات زئيف، وربما كتلة رابعة إضافية هي آدم – كوخاف يعقوب».
ومشروع «إي 1» هو مشروع استيطاني ضخم تم التصديق عليه عام 1999. ويشمل قرابة 12 ألف دونم، غالبيتها أراضٍ أعلنتها إسرائيل «أراضي دولة»، وضُمت هذه الأراضي خلال التسعينات إلى منطقة نفوذ لمستوطنة معاليه أدوميم، وتشمل من وقتها قرابة 48 ألف دونم.
ويهدف المشروع إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، عبر مُصادَرة أراضٍ فلسطينية وإنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم. وهذا سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أرجاء الضفة الغربية، وخلق سلسلة متصلة من المستوطنات غير الشرعية تمتد من القدس الشرقية إلى الحدود الأردنية، مما سيعيق التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وبالتالي يجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً.
وتنظر السلطة الفلسطينية إلى المشروع بعين الخطر الشديد وهددت مراراً بأنها ستتخذ خطوات متقدمة إذا نفذت إسرائيل المشروع الذي رفضته أيضاً إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ودول عديدة حول العالم، ما أعاق تنفيذ المشروع.
وأكد تقرير منظمة التحرير أن مشروع «إي 1» من شأنه أن يمزق الضفة الغربية ويعزل شمال ووسط الضفة عن جنوبها ويمنع قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة. وتابع التقرير «أن المشروع الاستيطاني سيؤدي إلى ربط جميع المستوطنات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية الاحتلال في القدس مع المستوطنات داخل حدود بلدية موشيه ليئون، وبالتالي يحول القرى العربية إلى معازل محاصرة، فضلاً عن كونه يعني ضم مساحات واسعة من الأراضي في الضفة الغربية إلى حدود بلدية القدس الكبرى وفق مخططات سلطات الاحتلال». كما يدمر المشروع التجمعات البدوية على طول المنطقة الواصلة للأغوار.
وقالت منظمة «عير عاميم»، الحقوقية الإسرائيلية المتخصصة بقضايا القدس، والتي أطلقت حملة مناهضة للمشروع الاستيطاني الخطير، إن من شأن البناء الاستيطاني في هذا المشروع أن يؤدي إلى تدمير التجمعات البدوية التي تعيش في المنطقة الشرقية من مدينة القدس، وعلى طول المنطقة الممتدة حتى مشارف الغور، حيث يخضع عدد كبير من التجمعات الفلسطينية في هذه المناطق لجهود إسرائيلية متواصلة لتهجيرهم وحرمانهم من أراضيهم ومنازلهم.
ويعتقد أن إسرائيل تخطط الآن لتنفيذ المشروع ضمن خطة الضم المعلقة وليس بمنأى عنه. ويقول الإسرائيليون إن الخطة الأكبر الخاصة بـ«الضم» رهن بموقف واشنطن.
إسرائيل تدفع بخطط استيطانية «تمزق» الضفة الغربية
تنفيذها يمنع قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة
إسرائيل تدفع بخطط استيطانية «تمزق» الضفة الغربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة