صور نصر الله وبري على مشانق احتجاجات «يوم الحساب» في بيروت

أحد المحتجين في بيروت يحمل لافتة كتب عليها: «نريد العدالة... علقوا المشانق» (إ.ب.أ)
أحد المحتجين في بيروت يحمل لافتة كتب عليها: «نريد العدالة... علقوا المشانق» (إ.ب.أ)
TT

صور نصر الله وبري على مشانق احتجاجات «يوم الحساب» في بيروت

أحد المحتجين في بيروت يحمل لافتة كتب عليها: «نريد العدالة... علقوا المشانق» (إ.ب.أ)
أحد المحتجين في بيروت يحمل لافتة كتب عليها: «نريد العدالة... علقوا المشانق» (إ.ب.أ)

عاد آلاف المتظاهرين، اليوم (السبت)، إلى وسط بيروت المنكوبة، حاملين أسماء ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت تحت شعار «يوم الحساب»، مطالبين بالاقتصاص من المسؤولين عن الفاجعة التي دمّرت عاصمتهم وحولت مرفأها ساحة خردة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رفع أحد المتظاهرين صورة تجمع أبرز الزعماء السياسيين مع عبارة «أعدموهم»، فيما وضعت منصة شنق خشبية في وسط العاصمة، وقالت إحدى المتظاهرات «جميعهم قتلة ونريد اقتلاعهم من مراكزهم».
وليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها نجيب فرح (35 عاماً) في بيروت التي شهدت ساحاتها منذ الخريف الماضي احتجاجات واسعة النطاق ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والفشل في إيجاد حلول لأزمات البلاد المتلاحقة، لكنّ المرارة هذه المرّة مضاعفة.
ويقول للوكالة بانفعال: «ثمة دماء بيننا وبين هذه السلطة اليوم، والشعب يريد الانتقام من هذه السلطة دمروا المدينة جراء إهمالهم ومنظومة فسادهم».
وعلى بعد أمتار، رفع بعض المحتجين الغاضبين حبال مشانق رمزية لعدد من الشخصيات من بينها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورفعت شابة وضعت كمامة سوداء لافتة كتبت عليها «كنتم فاسدين وأصبحتم مجرمين»، بينما حملت أخرى ورقة كتبت عليها «الطبقة الحاكمة تراكم الثروات تراكم الضحايا».

وبينما كانوا يتابعون بعجز الانهيار الاقتصادي المتسارع في بلدهم ويعيشون تبعات هذا الوضع الهشّ الذي أضيف إليه تفشي كوفيد - 19 مع تسجيل معدل إصابات قياسي في الأيام الأخيرة، أتى انفجار مرفأ بيروت ليشكل أكبر كوارث اللبنانيين.
وأعلنت وزارة الصحة السبت في حصيلة جديدة ارتفاع ضحايا الانفجار، الذي يعدّ من بين الأكبر في التاريخ الحديث، إلى 158 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح، فيما بات عدد المفقودين 21 شخصاً.
وردّد المتظاهرون شعارات عدة بينها «الشعب يريد إسقاط النظام» و«انتقام انتقام حتى يسقط النظام» و«بالروح بالدم نفديك يا بيروت» التي شرّد الانفجار نحو 300 ألف من سكانها، نحو مائة ألف منهم أطفال.
وأثار الانفجار حزناً عميقاً وغضباً واسعاً لدى اللبنانيين وأثار تساؤلاتهم عن سبب تخزين كميات كبيرة من مادة نترات الأمونيوم في المرفأ منذ ست سنوات، من دون أن تحرّك السلطات المعنية ساكناً أو تتخذ أي تدابير حماية خاصة، وحملت متظاهرة لافتة بالإنجليزية كتبت عليها: «حكومتنا تقتل شعبي».

ويوضح شربل (22 سنة) الطالب الجامعي: «بعد الانفجار، شعرنا جميعاً بأننا معنيون، كما لو أن لدينا ثأرا شخصيا مع السلطة»، ويضيف: «نحن سلميون لكن وجع الناس كفيل وحده أن يسقط هذه الدولة».
وأعادت احتجاجات السبت إلى الأذهان مشهد المظاهرات التي شهدتها بيروت منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل أن يتراجع زخمها مع تشكيل حكومة جديدة مطلع العام ومن ثم تفشي فيروس «كورونا» المستجد واقتصرت منذ ذاك الحين على وقفات أو تحركات رمزية أمام إدارات الدولة ومرافقها.
وأعرب جاد (25 عاماً)، الموظف في مجال الإعلانات بينما رفع مشنقة على مكنسة، عن «غضب وحزن ومرارة وأحاسيس كثيرة لا يمكن التعبير عنها»، وقال إن المظاهرات «مستمرة منذ 17 أكتوبر وليست بجديدة لكن اليوم توجهنا مختلف لأننا نسير على ركام مدينتنا»، منتقداً غياب إدارات الدولة ومؤسساتها عن إغاثة المتضررين.

ولليوم الرابع على التوالي، لملمت بيروت جراحها وعمل متطوعون وسكان في أحيائها المتضررة على رفع الركام والزجاج المحطم وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وقدر محافظ بيروت كلفة الدمار بثلاثة مليارات دولار.
ويشهد لبنان منذ العام الماضي أسوأ أزماته الاقتصادية تترافق مع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار وفقدان العملة المحلية لأكثر من ثمانين في المائة من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء.
وبات نصف اللبنانيين تقريباً يعيشون تحت خط الفقر بينما ارتفع معدل البطالة خلال الأشهر الأخيرة إلى 35 في المائة من القوى العاملة.



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».