خروق الانقلابيين للهدنة تتصاعد وألغامهم تقتلهم في الحديدة

TT

خروق الانقلابيين للهدنة تتصاعد وألغامهم تقتلهم في الحديدة

كشفت مصادر عسكرية يمنية عن أنها رصدت قيام الميليشيات الحوثية بارتكاب أكثر من 342 خرقا للهدنة الأممية في محافظة الحديدة (غرب) خلال أسبوع واحد بالتزامن مع استمرار زرعها للألغام والمتفجرات وقصف القرى الآهلة بالسكان.
جاء ذلك في وقت أفادت مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الميليشيات الحوثية خسرت عددا من عناصرها قتلى وجرحى يوم الخميس جراء انفجار شبكة ألغام كان زرعها مسلحوها شمال مدينة حيس جنوب مدينة الحديدة، وفق ما أكده المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة.
إلى ذلك، نقل المركز عن مصادر طبية تأكيدها إصابة الطفلة جميلة أحمد علي عمر (10 سنوات) وهي نازحة من منطقة الدنين، إثر انفجار جسم متفجر يرجح أنه لغم أو مقذوف من مخلفات الحوثيين، في منطقة الحجروفة شرق الحيمة بالتحيتا.
وعلى صعيد متصل، فككت القوات المشتركة ألغاما لميليشيات الحوثي جرفتها السيول في مدينة حيس، جنوب الحديدة. وقال مصدر في القوات المشتركة، إن «الفرق الهندسية التابعة للواء (11عمالقة) قامت بتفكيك ألغام الميليشيات بعد أن جرفتها السيول في قرية بيت مغاري غرب حيس».
وأكد المصدر، بحسب المركز الإعلامي لـ«العمالقة»، أن «السيول جرفت الألغام إلى طرق المواطنين في قرية بيت مغاري ولكن الفرق الهندسية تمكنت من تفكيها بنجاح من أجل سلامة المواطنين وتأمين الطرقات».
وعلى وقع الانتهاكات والتصعيد العسكري المستمر من قبل الانقلابيين في مختلف مناطق محافظة الحديدة الساحلية، قالت قوات ألوية العمالقة في بيان لها إن ميليشيات الحوثي الانقلابية ارتكبت 342 خرقا للهدنة الأممية في المحافظة خلال أسبوع منذ 31 يوليو (تموز) الماضي وحتى 6 أغسطس (آب) من الحالي.
وبحسب البيان شملت الخروقات «أعمالا عسكرية عدائية ضد المدنيين، وكان أبرز أهدافها الأحياء والقرى السكنية ومزارع المواطنين في مديريات التحيتا والدريهمي وحيس وفي كيلو 16 وشارع الخمسين ومدينة الصالح شرق مدينة الحديدة، فيما تنوعت وسائل الخروق بين زراعة الألغام والعبوات الناسفة وعمليات استهداف وقصف وقنص بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة منها قذائف الهاون وBNB وآر بي جي والمعدلات الرشاشة».
ولفت البيان إلى سقوط أب واثنين من أطفاله قتلى إثر انفجار عبوة ناسفة في الدريهمي، جنوب الحديدة، بينما أصيبت طفلة نازحة بجروح خطيرة بانفجار جسم متفجر من مخلفات الحوثيين جنوب التحيتا، إضافة إلى أن انتهاكات الحوثيين تسببت بحالة من الخوف والهلع في أوساط الأهالي وإعاقة حركة تنقلهم وتعطيل أعمالهم في الحقول الزراعية، وحرمانهم من الابتهاج بفرحة العيد وممارسة طقوسه.
وقالت البيان إن «انتهاكات ميليشيات الحوثي تمر على سكان محافظة الحديدة كل أسبوع، والهدنة الأممية غطت على جرائم الحوثيين ولم تستطع الأمم المتحدة حماية المدنيين من بطش وإجرام الميليشيات الإيرانية».
في الأثناء، أشاد محافظ محافظة الحديدة الدكتور الحسن الطاهر، بالجاهزية العالية والروح القتالية التي يتمتع بها جميع منتسبي اللواء السابع المرابطين في جبهة الجاح بمديرية بيت الفقيه، جنوب المحافظة، ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك خلال تفقده لهم الخميس، ومعه مدير شرطة المحافظة العميد نجيب ورق، بحسب ما أوردته وكالة «سبأ».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».