توتر بين متظاهرين وأتباع الصدر في الناصرية

ضبط سيارة مفخخة غرب المدينة

TT

توتر بين متظاهرين وأتباع الصدر في الناصرية

فيما تحدث ناشطون عن حالة من التوتر الشديد، مساء الخميس، في ساحة الحبوبي معقل الحراك الاحتجاجي في مدينة الناصرية بين جماعات الاحتجاج المرابطة داخل الساحة منذ أشهر وأتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تمكنت الأجهزة الأمنية في المحافظة من إلقاء القبض على شخص يقود سيارة مفخخة غرب المدينة.
وقال الناشط رعد محسن، إن «مشاحنات وقعت داخل ساحة الحبوبي بين عناصر من أتباع الصدر ومجموعة من الشباب المتواجدين داخل الساحة على خلفية رفع أتباع الصدر صوره أثناء مسيرة احتجاجية مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين للعدالة وفي مقدمتهم قائد خلية الأزمة السابق جميل الشمري».
ويؤكد محسن لـ«الشرق الأوسط» أن «المحتجين والمعتصمين داخل ساحة الحبوبي درجوا، منذ أشهر، على القيام بفعاليات ومسيرة احتجاجية كل أسبوع للتأكيد على مطالب الاحتجاج المعلنة وفي مقدمتها محاسبة الجناة والمتورطين في قتل المتظاهرين». ويشير إلى أن «بعض أتباع التيار الصدري رفعوا صورا للصدر ما أثار حفيظة بعض المتظاهرين وتسبب بالتوتر بين الطرفين، حيث يشترط الناشطون أن لا ترفع صور زعماء الأحزاب والزعامات الدينية داخل الساحة». وأضاف أن «متظاهرين في ساحة الحبوبي رددوا أهازيج منددة بالصدر والأحزاب السياسية، وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، لكن نشطاء بارزين ووجهاء وقادة أمنيين تدخلوا لحسم الخلاف بين الطرفين وإنهاء حالة التوتر والخصام في ساحة الحبوبي».
ويسود التوتر منذ أشهر بين جماعات الحراك الشعبي وأتباع تيار الصدر، بعد اتهام الحراك للصدريين، في أوقات سابقة، بالقيام بأعمال قتل وبلطجة في ساحات الاحتجاج، وخاصة في بغداد والنجف والناصرية. وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي (معارك كلامية حامية) بين الطرفين تتخللها اتهامات متبادلة يكيلها كل طرف للآخر.
وأصدر متظاهرو ساحة الحبوبي (مساء الخميس) بيانا طالبوا فيه بالكشف عن أسماء المتورطين بقمع تظاهرات تشرين في مدينة الناصرية. ودعا البيان الذي أذيع أمام حشد كبير من المتظاهرين بحسب الناشط رعد محسن، الحكومة المركزية إلى «الكف عن التسويف والمماطلة في كشف الأسماء المتورطة بقمع المتظاهرين وقتل العشرات منهم». كما طالب القائد العام للقوات المسلحة بـ«تسليم جميع من تلطخت أيديهم بدماء المتظاهرين إلى القضاء، بعد مضي ثلاثة أشهر من التأخير والإسراع بشمول شهداء التظاهرات بقانون مؤسسة الشهداء».
وكانت القوات الأمنية ارتكبت «مجزرة» في الناصرية ضد المتظاهرين نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، أودت بحياة 70 قتيلاً وأكثر من 225 جريحاً وتسببت بإقالة الفريق جميل الشمري بعد يومين فقط من تكليفه برئاسة خلية الأزمة لمعالجة الأوضاع الناجمة عن التظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار، وما زالت جماعات الحراك تطالب بمحاكمة الشمري.
وما زالت غالبية مدن وأقضية محافظة ذي قار تشهد تظاهرات منتظمة بشكل شبة يومي ضد سوء الخدمات وتدهور البنى التحتية وقد نجحت جماعات الحراك بإقالة غالبية مدراء الدوائر الحكومية واستبدالهم بآخرين.
من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية في محافظة ذي قار، أمس، عن تمكن قوة من مكافحة المتفجرات من تفكيك سيارة مفخخة غربي مدينة الناصرية مركز المحافظة. وقالت المصادر في تصريحات لـ«شبكة أخبار الناصرية»: إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من إيقاف عجلة نوع (مارك) في أحد الطرق النيسمية غربي مدينة الناصرية». وأكدت المصادر أن «العجلة تحمل رقم تسجيل صادر من مديرية مرور محافظة النجف، وكانت محملة بعبوات محلية الصنع تحوي كميات كبيرة من مادة C4 شديدة الانفجار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.