نضال الشافعي: ضعف الدعاية وراء عدم نجاح بعض أفلامي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن «زنزانة 7» شهد مباراة تمثيلية قوية

الشافعي في لقطة مع أحمد زاهر خلال تصوير «زنزانة 7»
الشافعي في لقطة مع أحمد زاهر خلال تصوير «زنزانة 7»
TT

نضال الشافعي: ضعف الدعاية وراء عدم نجاح بعض أفلامي

الشافعي في لقطة مع أحمد زاهر خلال تصوير «زنزانة 7»
الشافعي في لقطة مع أحمد زاهر خلال تصوير «زنزانة 7»

قال الفنان المصري نضال الشافعي، إنه يتمنى تقديم شخصية تاريخية ملهمة ومؤثرة، بجانب مسلسلات قصيرة متتابعة تروي حياة «شهداء الجيش والشرطة» في مصر، ووصف أحدث أفلامه السينمائية «زنزانة 7» بأنه مغامرة ومباراة تمثيلية قوية بين أبطاله، وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن طرح الفيلم في دور العرض السينمائي خلال موسم إجازة عيد الأضحى يعد مجازفة كبيرة من جانب منتجه في ظل استمرار أزمة «كورونا».
وكشف الشافعي أسباب إخفاق آخر أفلامه جماهيرياً «ضغط عالي» قائلاً إن بعض المنتجين يعتبرون الدعاية للفيلم شيء ترفيهي لكنه أمر مهم جداً وأحد أسباب نجاح العمل جماهيرياً... وإلى نص الحوار:
> ما الذي حمسك للمشاركة في فيلم «زنزانة 7»؟
- هناك مجموعة من الأسباب شجعتني على ذلك، فالسيناريو جيد جداً وقصته التي كتبها حسام موسى، مشوقة جداً، وقد عملت معه من قبل في مسلسلي «السر» و«شطرنج»، وفيلم «زنزانة 7» كان موجوداً لدي منذ مدة طويلة إلى أن عرض على جهة منتجة ممثلة في أيمن يوسف والذي تحمس له، فضلاً عن أن شخصية منصور العايق التي أجسدها جديدة علي، وكنت شغوفاً لتقديمها، والمخرج الشاب إبرام نشأت الذي كان يحاول إثبات نفسه وموهبته وهذا شيء في حد ذاته مهم، وبالتالي العمل كله يعتبر مغامرة ممتازة.
> فيلمك السينمائي الأخير «ضغط عالي» لم يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً... لماذا؟
- أنا مع الأسف تعرضت في مشواري السينمائي لأمور صعبة تسببت في عدم نجاح جماهيري واسع بالشكل المنشود، فالمنظومة الفنية جماعية يشترك فيها مجموعة من البشر أولهم منتج واع، قادر على حماية عمله الفني وتوفير الدعاية الصحيحة له، مع مخرج جيد، وسيناريو جذاب، وممثل جيد، لكن ما حدث معي في بعض أفلامي السينمائية أنه كان دئماً هناك عنصر خامل منهم ولم يقم بدوره على أكمل وجه، خصوصاً في الدعاية، فمع الأسف هناك بعض المنتجين ينظرون للدعاية أنها رفاهية يمكن الاستغناء عنها وليست أساسا في العملية الإنتاجية، وفي النهاية لا بد أن يعرف الجمهور بوجود عمل معين وهذا لن يحدث إلا بالدعاية، وما حدث مع «ضغط عالي» أن المنتج لم يصنع له دعاية أصلاً كما أن توقيت عرضه كان ظالماً أيضاً، رغم أن قصته جيدة للغاية ومقدم بشكل محترم لا يخدش الحياء لأني دوماً ما أضع نصب عيني أن يتاح الفيلم للأسرة كلها وليس لفئة بعينها.
> لكن الجمهور دائماً يحمل النجم مسؤولية النجاح والإخفاق؟
- هذه حقيقة لا يمكن إنكارها بالطبع، فالجمهور دائماً ما يحمل النجم بطل العمل مسؤولية نجاحه أو فشله رغم أنه فرد واحد وسط كثيرين كل منهم لديه وظيفته، وأنا بالنسبة لي كنجم قمت بدوري على أكمل وجه في التمثيل واختيار السيناريو الجيد المحترم.
> ولماذا لم تحاول تفادي تلك الأمور عند الاتفاق على أعمال جديدة؟
- تعلمت كثيراً من الماضي أن السينما عملية جماعية، ولذلك أحاول الحديث دوماً مع المنتج في مسألة الدعاية، بل وأحاول التواجد دوماً في الكواليس للاطمئنان على كل مراحل العمل وعدم الاكتفاء بعملي أنا فقط كممثل، بل وراعيت كثيراً عند قيامي بالتعاقد مع منتج أن يكون واعياً ومتفتحاً مثلما حدث مع أيمن يوسف منتج «زنزانة 7» مالك شركة «الجذور» التي تعد من أقدم الشركات في السوق ولديها خطى ثابتة، وأنا سعيد بهذا الفيلم لأنه يجمعني بعدد من الفنانين الرائعين مثل أحمد زاهر الذي أهنئه على نجاحه في مسلسل «البرنس»، ومايا نصري ومنة فضالي ومدحت تيخا وعبير صبري وإيهاب فهمي وأحمد تهامي، فالفيلم أشبه بمباراة تمثيلية جميلة.
> ولماذا لم تقدم البطولة الأولى درامياً بنفس القدر الذي تقوم به في السينما؟
- هذا الأمر يعود للمنتجين أنفسهم، فأغلب المعروض علي سيناريوهات سينمائية، رغم أنني قدمت عدداً من الأعمال الدرامية الناجحة مثل «شطرنج» و«قيد عائلي» و«دلع بنات» و«الشك» و«تامر وشوقية» و«فرقة ناجي عطا الله».
> وجودك على «السوشيال ميديا» يوصف بأنه «محسوب»... لماذا؟
- حتى وقت قريب لم أكن أهتم كثيراً بالسوشيال ميديا، ولكن بعد نصيحة كثير من المقربين بضرورة الانتباه والاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي بالفعل بدأت في التواجد عليها بشكل أكبر، ولكن أنا من المحبين جداً للخصوصية وأقدسها في حياتي، وألاحظ أن كثيرين إذا اندمجوا معها أكثر من اللازم فإن حياتهم الخاصة تصبح مشاعاً وهذا لا أقبله أبداً، فلا يعقل أن يعرف الناس متى نزلت من بيتي ومتى عدت وما الذي آكله، ومن الأشخاص الذين أتواجد برفقتهم، فكلها أمور خاصة للغاية، ولكن رغم أنني بدأت في استخدامها كثيراً في الفترة الأخيرة إلا أنني قننت هذا الاستخدام وأحاول إدارته بشكل صحيح بما لا يتعارض مع خصوصيتي.
> معنى ذلك أنك تجد أن «السوشيال ميديا» أصبحت مهمة في حياة الفنان؟
- مهمة في حياة كل الناس وليس الفنانين فحسب، خصوصاً بعد جائحة «كورونا» لأن مكوث الناس في المنزل فترة طويلة جعل «السوشيال ميديا» الملاذ الأكبر لهم، وأصبحت مهمة بالطبع بالنسبة للفنان لأنها زادت من تفاعله مع الجمهور.
> وما الذي تتمنى تقديمه مستقبلاً؟
- أتمنى تقديم نوعين من الشخصيات الفنية... الأولى هي الشخصية التاريخية، فأرغب في تقديم عمل تاريخي ضخم لشخصية ملهمة سواء في العصر القديم أو المعاصر، خصوصاً أننا في أشد الحاجة لهذه النوعية من الشخصيات التي تعتبر قدوة للشباب، والثانية أتمنى تقديم عمل مخابراتي ضخم من وقائع ملفات المخابرات المصرية.
وقد فكرت جدياً في فكرة مشروع فني عبارة عن مسلسلات سباعية –مكونة من 7 حلقات - متلاحقة تروي كل منها قصة شهيد من شهداء الجيش والشرطة لأنهم يستحقون هذا، فقد قدمت فكرة مشابهة في الإذاعة وتساءلت لماذا لا يتم تقديمها على نطاق واسع في التلفزيون خصوصاً أن قصص هؤلاء الشهداء ثرية جداً مثلما حدث في مسلسل «الاختيار» في رمضان الماضي.
> لكن حلمك بتقديم شخصية مخابراتية تحقق بمشاركتك في مسلسل «هجمة مرتدة» الذي سيعرض رمضان المقبل؟
- هذا حقيقي فعلاً، حيث أشارك في مسلسل «هجمة مرتدة» مع النجوم أحمد عز وهند صبري وهشام سليم، والذي يروي قصة من ملفات المخابرات المصرية، وأجسد فيه شخصية ضابط مخابرات مصري اسمه «أكرم» وقد صورت جزءاً من المسلسل وسوف نستأنف التصوير قريباً.



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم