المطربة بانا: نتأثر ونتعلم من فيروز ولا يمكننا تقليدها

أطلقت أخيراً أغنيتها المصرية «القعدة الحلوة»

بانا الفلسطينية تعتبر لبنان بلد الفن
بانا الفلسطينية تعتبر لبنان بلد الفن
TT

المطربة بانا: نتأثر ونتعلم من فيروز ولا يمكننا تقليدها

بانا الفلسطينية تعتبر لبنان بلد الفن
بانا الفلسطينية تعتبر لبنان بلد الفن

قالت المغنية بانا إنها تتمنى يوما ما الاقتراب أكثر من عالم فيروز المتأثرة به، فتتعاون مع الرحابنة أو مع ملحنين وشعراء سبق وتعاونت معهم سفيرتنا إلى النجوم. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تأثرت كثيرا بالنمط الفيروزي وتعلمت الكثير من أسلوب غنائها والمقامات الموسيقية والطربية التي تجيدها بصوتها المتجدد دائما. وأحيانا يسألونني عما إذا يمكن تقليدها فأقول لهم إن السيدة فيروز مدرسة نتعلم منها ولا نستطيع أبدا تقليدها».
وبانا هي مغنية فلسطينية تستقر حاليا في البحرين، ولكنها اتخذت من لبنان منصة لانطلاقتها الغنائية. وتعلق: «لبنان بالنسبة لي بلد الفن وأهله يتذوقون الفنون على أنواعها. وعندما قررت إطلاق أولى أغنياتي اخترت اللهجة اللبنانية لأن لبنان بلد فيروز».
الفنانة بانا سبق وعملت في قطاع المصارف، ولكنها تحولت إلى الغناء مؤخرا من شغفها بهذه المهنة، وتقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «انتقالي من حياة المكتب إلى مجال الفن كان بمثابة قفزة نوعية في مشواري الحياتي. وإصراري هذا جاء على خلفية تمسكي بأحلامي وبتحقيقها، مهما كلفني الأمر. وشاءت الصدف أن تعرفت على لبنانيين أصبحوا فيما بعد فريقي الذي أتعاون وأتشاور معه عند كل جديد أرغب في ولادته. فهناك الشاعر بيار حايك والموزع الموسيقي عمر صباغ، اللذان أكن لهما كل ود واحترام». ومن الأسماء التي تتمنى بانا أن تتعامل معها يوما ما في لبنان زياد الرحباني ومروان خوري. «هناك أسماء فنية كثيرة أحب أن أتعامل معها في المستقبل القريب والموضوع برأيي ليس بالمستحيل ولكن يلزمه الجهد. أحيانا كثيرة علينا أن ننتظر الوقت المناسب لتحقيق غاياتنا لأنني من المعجبين بمقولة «الأمور تحصل في موعدها دائما».
وعن أغنيتها الجديدة «القعدة الحلوة» تقول: «هي أغنيتي المصرية الثانية في مشواري الفني من كلمات هشام صادق وألحان عمر الشاذلي وتوزيع محمد مجدي.
وجاءت ولادتها في زمن «كورونا» عندما شعرت أن الناس بحاجة إلى طاقة إيجابية تزودهم بالتفاؤل في زمن الجائحة. وبالفعل لاقى العمل ترحابا من قبل الناس، سيما وأن كليب الأغنية يأخذنا إلى مساحة فرحة بعيدا عن الاكتئاب والإحباط اللذين أصابا أشخاصا كثيرين وهم محجورون في منازلهم».
صورت بانا أغنيتها عن بعد متبعة إجراءات التباعد الاجتماعي المطبق في زمن الجائحة، واستغرقت عملية التصوير نحو 14 ساعة متتالية. «لقد كانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير، خصوصا أني اضطررت للقيام بمهمات كثيرة غير الغناء. فتوليت الاهتمام بالفتيات اللاتي يرافقنني بأزيائهن وتسريحة شعرهن، وإلى ما هناك من أمور تساهم في جمالية المشهد عامة». وتتابع بانا في معرض حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كان من المقرر أن أصور «القعدة الحلوة» في ألمانيا تحت إشراف المخرج شريف ترحيني. ولكن انتشار الجائحة ومنع السفر خلالها دفعاني إلى اعتماد التصوير عن بعد، وهو ما شكل تحديا كبيرا لي».
كان لـبانا وقبل انتسابها إلى شركة «يونيفرسال ميوزك مينا» العالمية التي تدير أعمالها اليوم تجربة إدارة أعمالها بنفسها. وتقول في هذا الصدد: «أعتقد أن كل فنان في بداياته يتسلم مهام إنتاجاته الفنية ويجتهد لإثبات تموضعه الفني. وهذا ما حصل معي وما زودني بتجربة رائعة تعلمت فيها الكثير، واطلعت من خلالها على كواليس أروقة الفن ومصاعبه. ولكن عندما نعمل مع شركة إنتاج بمستوى «يونيفرسال ميوزك مينا» نشعر بالأمان، لأن هناك فريقا كاملا متكاملا يهتم بكل شاردة وواردة تؤلف عملك الفني».
وعما إذا هي تفكر اليوم بإطلاق أغنية تربطها بوطنها الأم فلسطين أو ببلدها الأحب إلى قلبها لبنان تقول: «منذ أن زرت وطني الأم فلسطين وأحييت حفلة فنية على أرضه وصورته لا تبارح ذهني. ولذلك فكرت بضرورة تقديم أغنية فولكلورية فلسطينية تضعني على تماس مع أهلي في فلسطين عن قرب، وتتيح لي تكريمهم على طريقتي وأعمل على تحقيق هذا العمل قريبا. أما لبنان الذي أحمل له محبة كبيرة في قلبي، فهو دمغ بداياتي وسيبقى خطا مميزا في مشواري المهني».
ومن ناحية ثانية تستعد بانا لإنزال أغنية مصرية أخرى في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. «إنها أغنية من المفروض أن تحمل في طياتها أيضا النمط الإيجابي. فهي إيقاعية ملونة بموسيقى الجاز تنقل سامعها إلى أجواء الفرح».
تطلع بانا كثيرا على الساحة الغنائية اللبنانية والعربية وتتابع كل جديد فيها. وفي الوقت نفسه لا تغض النظر عن متابعة كل جديد يحصل على الساحة الفنية الغربية. «للغرب عالمه الخاص وأنا من الفنانين الذين طبعت بداياتهم بالأغنية الغربية فقدمتها على مدى 6 سنوات متتالية قبل انتقالي إلى العربية». وماذا يلفتك في الساحة الغربية اليوم؟ ترد: «نجوم الفن الغربي يركزون كثيرا على الهوية الفنية، التي ينتمون لها من خلال اختيارهم أغاني تشبه محيطهم وتتحدث عنهم. كما أن أعمالهم متناسقة ومدروسة ولا تبنى على العشوائية. وما لاحظته مؤخرا هو مدى اهتمامهم بالتقرب من معجبيهم وملامسة أفكارهم وأهوائهم، متجاوزين أي حواجز تصادفهم في هذا الموضوع».
وفي هذا الإطار نقلت بانا أغنيتها الجديدة «القعدة الحلوة» عبر تطبيق «تيك توك». «أطلقت تحدياً راقصاً عبر حسابي الرسمي على هذا التطبيق ودعوت من خلاله الجمهور، لمُشاركتي بفيديوهات لرقصهم على أنغام أغنيتي الجديدة «القعدة الحلوة»، وكانت المفاجأة أن حصدت 5 ملايين مشاهدة في أقل من أسبوع. وهو أمر أسعدني كثيرا».
ولكن كيف تختار بانا أعمالها اليوم وعلى من تتكل؟ تقول: «عادة ما أتكل في خياراتي على إحساسي، كما أحاول استشارة أشخاص من حولي أثق بآرائهم. فهناك أستاذي في الموسيقى سليم عارف الذي يتابعني منذ أكثر من 6 سنوات. كما أقرأ كثيرا وأتابع أعمال المغنيين العرب لأستشف منهم أنواع الموسيقى التي يقدمونها. وهذا ما يزودني بخلفية غنية تسمح لي بخيارات فنية تشبهني، فلا أكرر فيها ما يحصل على الساحة».
وتختم بانا متحدثة عن لبنان وما أصاب عاصمته بيروت من جراء الانفجار الذي تعرضت له الثلاثاء الفائت وتقول: «قلبي مع لبنان وأهله فللبنان قيمة كبيرة عندي ومحطة تسكن كياني. وكلما شاهدت مقطع فيديو ينقل الدمار الذي أصاب بيروت أبكي. فلا يمكنني أن أتخيل المعاناة التي يمر بها اللبنانيون اليوم. فهم بالتأكيد يمرون بفترة عصيبة جدا أتمنى أن يتجاوزوها بسلام».



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».