محمد نور: موهبة أحمد السقا في «الشِعر» لا تقل عن التمثيل

أكد استفادته فنياً من «الحجر المنزلي»

الفنان محمد نور
الفنان محمد نور
TT

محمد نور: موهبة أحمد السقا في «الشِعر» لا تقل عن التمثيل

الفنان محمد نور
الفنان محمد نور

طرح الفنان محمد نور أغنيته الجديدة «مالك يا ترى»، التي يتعاون فيها مع الفنان أحمد السقا، الذي يخوض عبرها تجربة كتابة الشعر لأول مرة، وكشف نور في حواره مع «الشرق الأوسط» عن تكرار التجربة مرة أخرى مع السقا خلال ألبومه الجديد، الذي يجهزه حالياً، والمتوقع طرحه مع نهاية العام الحالي.
في البداية تحدث نور عن أغنية «مالك يا ترى» قائلاً: «أمتلك الأغنية منذ قرابة سبع سنوات، وطيلة تلك الفترة كنت أنتظر الوقت المناسب لطرحها، وخلال الفترة الماضية رأيت أنها أنسب فترة لطرحها، فقمت بتلحينها والاتصال بالموزع والمنتج محمد علام للعمل عليها».
وأضاف نور: «أحمد السقا كان سعيداً للغاية فور علمه بطرح الأغنية، التي تُعدّ جيدة على المستوى الفني؛ فهي رائعة وتصف حالة حب بشكل كامل بداية من قوله (مالك يا ترى، فيكي حاجة متغيرة)، فأنا أرى أن موهبة أحمد السقا في الشعر لا تقل كثيراً عن موهبته في التمثيل، كما أنها لن تكون المرة الأخيرة التي نتعاون فيها معاً»، مؤكداً أن هناك أغنية ثانية يتعاون فيها مع السقا خلال الفترة الحالية، تقول كلماتها: «المرة دي أنا هتكلم وإنتي هتسمعي، أنا مطلبتش منك إنك ترجعي»، ويؤكد: «لو استطعت خلال الأشهر القليلة المقبلة إنهاء العمل عليها فستكون موجودة في ألبومي الجديد الذي أحضّر له، وإن لم أستطع إنهاءها سيتم تأجيلها لما بعد الألبوم لطرحها كـ(سينغل)، مثلما فعلت مع أغنية (مالك يا ترى)».
وعن تفاصيل ألبومه الغنائي الجديد، يقول نور: «استثمرت فترة الحجر المنزلي أفضل استغلال حيث إنني مكثت طيلة الفترة الماضية ما بين المنزل والاستوديو من أجل تحضير وتلحين الأغنيات التي أمتلكها، وحتى الآن قمت بتلحين 5 أغنيات في ألبومي الجديد، والعمل سيتضمن 8 أغنيات انتهيت بشكل كبير من 6 من بينها، وخلال الفترة المقبلة سأكمل العمل على باقي الأغنيات، لكي أطرح الألبوم مع نهاية العام، ولو حدث أي ظرف طارئ، فسيتم تأجيله لكي يطرح مع بداية العام الجديد 2021».
ورفض محمد نور جميع العروض التي قدمت له من أجل تقديم حفلات افتراضية أو «أون لاين» خلال فترة الحجر المنزلي، قائلاً: «اعتدت خلال مسيرتي الفنية على تقديم الحفلات الحية، التي يتجاوب معي فيها الجمهور، فأنا لا أعرف الغناء أمام شاشة، فخلال الفترة الماضية تلقيت عشرات العروض، ولكن الهدف منها هو ملء فراغ فقط».
وعن حقيقة تقديم عمل فني بين فرقته الغنائية «واما»، والفنان محمد رمضان، قال: «ليس لدي أي معلومة عن هذا الأمر، كل ما علمته هو أن منتج الفريق ياسر خليل اتفق مع محمد رمضان على عمل فني، ولكن لا توجد أي معلومات متوافرة عنه حتى الآن»، مضيفاً أن «هناك أغنية نعمل عليها كفريق من المقرر أن تطرح مع نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي».
ويؤكد نور أنه درس الموسيقى وليس التمثيل، لذلك فإن حبه وشغفه الأهم مرتبط بالموسيقى والغناء خلال الفترة الحالية.
وعن فيلم «ماتروشكا» الذي شارك في بطولته، يقول: «هو فيلم عالمي إنتاج مصري - روسي، من المقرر أن يعرض في 49 دولة في وقت واحد، انتهيتُ من تصويره منذ قرابة عام ونصف العام، وجائحة (كورونا) تسببت في تأجيل عرضه، وليس لدي معلومة عن موعد عرضه، ولكنه عمل جيد وهادف ويخدم السياحة المصرية وتم تصويره في عدد من أهم المناطق السياحية بمصر، وشاركني فيه مجموعة من الفنانين».
محمد نور هو مطرب وممثل مصري وعضو فريق «واما» الغنائي، وقدم خلال مسيرته 5 ألبومات غنائية، كان أخرهم ألبوم «مسا مسا» الذي طُرِح عام 2018، وتضمن 8 أغنيات، وشارك الفنانة يسرا في بطولة فيلم «جيم أوفر».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».