هكذا يضمد العالم جراح لبنان بعد انفجار بيروت الدامي

مطار بيروت الدولي (أرشيفية-رويترز)
مطار بيروت الدولي (أرشيفية-رويترز)
TT

هكذا يضمد العالم جراح لبنان بعد انفجار بيروت الدامي

مطار بيروت الدولي (أرشيفية-رويترز)
مطار بيروت الدولي (أرشيفية-رويترز)

احتشدت دول ومنظمات دولية لمساعدة لبنان بعد الانفجار الهائل الذي وقع في بيروت وأودى بحياة 145 شخصاً على الأقل، وإصابة ما يقرب من 5000.
وفيما يلي تفاصيل بعض المساعدات الدولية التي تعهدت بها دول ومنظمات:
السعودية - وصلت اليوم (الجمعة)، أولى طائرات الجسر الجوي السعودي إلى بيروت حاملة مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة الشعب اللبناني، يأتي ذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، وتقديم العون والمساعدة الطبية والإنسانية العاجلة لمتضرري الانفجار.

مصر - طائرتان تحملان مساعدات طبية.

تونس - طائرتان تحملان مساعدات غذائية وطبية، وقال الرئيس التونسي قيس سعيد إن بلاده يمكن أن تعالج نحو 100 مصاب في مستشفياتها.

العراق - طائرة محملة بمساعدات طبية عاجلة.

الكويت - قدمت الكويت مساعدات طبية ومستلزمات ضرورية أخرى.

فرنسا - 55 من أفراد الأمن وستة أطنان من المستلزمات الطبية ونحو عشرة من أطباء الطوارئ. ووعد الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارة إلى بيروت بإرسال المزيد من المساعدات الطبية والمعونات الأخرى.

بريطانيا - حزمة مساعدات بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترليني (6.6 مليون دولار) تشمل مساعدات في عمليات البحث والإنقاذ ودعماً طبياً من خبراء. وستساعد السفينة «إنتربرايز» التابعة للبحرية الملكية في تقييم حجم الأضرار بمرفأ بيروت.

ألمانيا - سترسل، إن أمكن، فريق إنقاذ من 47 فرداً، كما ستقدم مليون يورو مساعدات فورية عبر «الصليب الأحمر الألماني» لإقامة مراكز للإسعافات الأولية في بيروت وتوفير معدات طبية.

قبرص - طائرتان هليكوبتر وعشرة من رجال الإنقاذ وثمانية كلاب للإنقاذ، وقال وزير الخارجية القبرصي إن بلاده سترسل طائرة لتسليم مساعدات طبية وإعادة مواطنيها الراغبين في مغادرة بيروت، وقد قبل نحو 50 هذا العرض بالفعل.

إيطاليا - طائرتان عسكريتان تحملان ثمانية أطنان من المستلزمات الطبية وفريق خبراء، وفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).

روسيا - خمس طائرات عليها معدات طبية ومستشفى ميداني وطاقم طبي. وسيكون جميع أفراد الأطقم الطبية المتجهة لبيروت مزودين بأدوات شخصية واقية في ظل جائحة فيروس «كورونا».

كوريا الجنوبية - حزمة مساعدات عاجلة بقيمة مليون دولار.

بنغلاديش - إمدادات غذائية وطبية عاجلة وفريق طبي.

التشيك - فريق يضم 36 فرداً.

الدنمارك - حزمة مساعدات بقيمة 12 مليون كرونة دنمركية (1.91 مليون دولار) لأعمال الإغاثة، بما يشمل المستشفيات التي تحتاج إلى معدات طبية، علاوة على توفير غذاء وماء ومأوى.

اليونان - فريق من 12 فرداً وكلب إنقاذ وعربتان مجهزتان لأغراض خاصة.

المجر - ستقدم مليون يورو مساعدات إنسانية لدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

هولندا - فريق بحث وإنقاذ يضم 67 شخصاً.

النرويج - 40 طناً من المستلزمات الطبية و25 مليون كرونة نرويجية (2.79 مليون دولار) كمساعدة مالية.

بولندا - مستلزمات طبية ورجال إنقاذ مدربون، سترسل خدمة الإطفاء البولندية 39 من أفراد الإنقاذ وأربعة كلاب، وقال مكتب رئيس الوزراء إن الرحلة جاهزة للمغادرة بمجرد الحصول على موافقة السلطات اللبنانية.

قطر - أرسلت يوم الأربعاء أول طائرة من أربع طائرات تحمل مساعدات طبية وستوفر مستشفيين ميدانيين طاقة كل منهما 500 سرير، مزودين بأجهزة تنفس وغيرها من الإمدادات الطبية الضرورية.

إيران - تسعة أطنان من الأغذية فضلاً عن أدوية ومعدات طبية وأطقم طبية ومستشفى ميداني، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية.

تركيا - تساعد هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية في البحث عن ناجين، وتنقب وسط الأنقاض والحطام بحثاً عن أي أثر لناجين أو لجثث، وقال مصطفى أوزبك، المسؤول بالمؤسسة التي يقع مقرها في إسطنبول، إن المجموعة أعدت أيضاً مطبخاً في مخيم للاجئين الفلسطينيين لتوفير الطعام للمحتاجين.

الاتحاد الأوروبي - تفعيل برنامج يساعد الدول بعد الكوارث الطبيعية ونشر أكثر من 100 من رجال الإطفاء مع مركبات وكلاب ومعدات متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ.

وقام الاتحاد الأوروبي أيضاً بتفعيل نظام خرائط «كوبرنيكوس» بالأقمار الصناعية للمساعدة في تقييم الأضرار، وقال رئيس المفوضية الأوروبية إن المفوضية مستعدة لدعم لبنان من خلال نظم تجارة وجمارك تفضيلية.

الأمم المتحدة - الإفراج عن تسعة ملايين دولار من صندوق المساعدات الإنسانية للبنان وتمويل إضافي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، ونشر فرق لمساعدة فرق الطوارئ.

«منظمة الصحة العالمية» و«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر» ودولة الإمارات العربية المتحدة - أرسلت «منظمة الصحة العالمية» و«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر» ودولة الإمارات إمدادات طبية تشمل تجهيزات الوقاية الشخصية وأدوية وأجهزة جراحية.

«البنك الدولي» - قال «البنك الدولي» إنه مستعد للعمل مع شركاء لبنان لجمع تمويل من القطاعين العام والخاص لإعادة الإعمار، وإنه «على استعداد أيضاً لإعادة برمجة الموارد الحالية وبحث توفير تمويل إضافي لدعم إعادة بناء حياة وسبل عيش المتضررين من هذه الكارثة».

«صندوق النقد الدولي» - قال «الصندوق» إنه يبحث كل السبل الممكنة لدعم الشعب اللبناني.



القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.