آفاق قاتمة تخيّم على الفلبين مع انكماش تاريخي

تواجه أكبر أزمة منذ 8 عقود ولا يمكنها تحمل مزيد من الإغلاق

دخل الاقتصاد الفلبيني رسمياً مرحلة ركود مع أكبر أزمة تواجهها البلاد منذ 8 عقود (رويترز)
دخل الاقتصاد الفلبيني رسمياً مرحلة ركود مع أكبر أزمة تواجهها البلاد منذ 8 عقود (رويترز)
TT

آفاق قاتمة تخيّم على الفلبين مع انكماش تاريخي

دخل الاقتصاد الفلبيني رسمياً مرحلة ركود مع أكبر أزمة تواجهها البلاد منذ 8 عقود (رويترز)
دخل الاقتصاد الفلبيني رسمياً مرحلة ركود مع أكبر أزمة تواجهها البلاد منذ 8 عقود (رويترز)

دخلت الفلبين في ركود بعد أكبر انكماش فصلي سجلته وفق بيانات نشرت الخميس، بينما يعاني الاقتصاد من تدابير إغلاق مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، سددت ضربة للأنشطة التجارية وأفقدت الملايين وظائفهم.
وتراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 16.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام، وفق هيئة الإحصاء الفلبينية، وسط إجراءات إغلاق هي من بين الأطول مدة في العالم للحد من تفشي الفيروس الذي دمر اقتصادات العديد من الدول.
وجاء ذلك بعد انكماش بنسبة 0.7 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام شهدت أكبر انخفاض في النشاط الاقتصادي منذ بدء تسجيل البيانات عام 1981 خلال حكم الديكتاتور فرديناند ماركوس. وكان ذلك أول انكماش للفلبين في ثلاثة عقود.
وقال كارل كندريك تشوا، القائم بأعمال وزير التخطيط الاجتماعي والاقتصادي: «تواجه بلادنا أكبر أزمة في نحو ثمانية عقود». وأوضح أنه رغم أن إغلاق جزيرة لوزون، وهي الأكبر من حيث عدد السكان في البلاد وبها العاصمة مانيلا، في الفترة من منتصف مارس (آذار) إلى يونيو (حزيران)، قد نجح في منع حدوث ما يصل إلى 3.5 مليون إصابة بكورونا، فإن «الثمن كان كبيرا جدا، فقد أدى هذا إلى إغلاق نحو 75 في المائة من الاقتصاد».
والآفاق في الفلبين تبدو قاتمة. فقد تجاوز عدد المصابين بالفيروس 115 ألف شخص هذا الأسبوع، أي أكثر بما يزيد عن خمس مرات مقارنة بمطلع يونيو عندما تم تخفيف القيود على الاقتصاد.
وفيما يجتهد عمال الصحة للاستجابة لتدفق المرضى، فرض على أكثر من 27 مليون شخص في مانيلا وأربعة أقاليم محيطة في جزيرة لوزون، تمثل مجموعها أكثر من ثلثي الإنتاج الاقتصادي للبلاد، من جديد تدابير إغلاق جزئي لأسبوعين الثلاثاء للمساعدة في تخفيف العبء عن المستشفيات.
لكن الرئيس رودريغو دوتيرتي الذي أبدى ممانعة في تشديد الإجراءات بعد أن فقد الملايين وظائفهم في أول إغلاق، حذر من أن البلاد لا يمكنها تكبد خسائر البقاء مغلقة لفترة أطول. وقال الأحد إن «المشكلة هي أنه ليس لدينا مزيد من الأموال. لا أستطيع أن أعطي مزيدا من الأموال والمواد الغذائية».
وتفاقمت المصاعب الاقتصادية مع تراجع مبالغ حوالات العمال الفلبينيين المنتشرين في الخارج، والذين يرسلون عادة الأموال لعائلاتهم كل شهر ما يسمح لهم بالإنفاق وبالتالي دفع النمو. وتراجعت الحوالات بنسبة 6.4 في المائة في الأشهر الخمسة الأولى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب البنك المركزي، في وقت خسر الآلاف من البحارة وعمال التنظيف والبناء وظائفهم وعادوا إلى البلاد. وانخفض إنفاق المستهلك في الفصل الثاني بنسبة 15.5 في المائة، وفق وكالة الإحصاء.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.