عودة صاخبة للمتصدر... وأداء مخيّب للوصيف في «المحترفين»

الاتحاد على مشارف الخطر... وصراع «أهلاوي ـ وحداوي» على الآسيوية

المواجهة شهدت اعتراضات متكررة على قرارات الحكم
المواجهة شهدت اعتراضات متكررة على قرارات الحكم
TT

عودة صاخبة للمتصدر... وأداء مخيّب للوصيف في «المحترفين»

المواجهة شهدت اعتراضات متكررة على قرارات الحكم
المواجهة شهدت اعتراضات متكررة على قرارات الحكم

باتت كتيبة الروماني رازفان لوشيسكو على بُعد خطوات قليلة من معانقة لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بعد الفوز الكبير الذي حققه الهلال على غريمه التقليدي النصر في ختام منافسات الأسبوع الثالث والعشرين.
وعادت عجلة الدوري للدوران مجدداً بعد توقفها القسري في مارس (آذار) الماضي بسبب تفشي وباء جائحة فيروس كورونا المستجد الذي عطل كافة المنافسات الرياضية حول العالم.
ولعبت هذه الجولة خلف أبواب موصدة ومدرجات خالية من الجماهير في مشهد غير مألوف على الأخص في ديربي الرياض الذي جمع بين القطبين الهلال والنصر في قمة جرت العادة أن يحضرها آلاف المشجعين من أنصار الفريقين.
مع إسدال الستار على منافسات الأسبوع الثالث والعشرين، بدأت ملامح المقدمة تتشكل شيئا فشيئاً حيث بات الهلال على مقربة من معانقة لقبه السادس عشر في تاريخه بعدما وسع الفارق النقطي مع أقرب منافسيه فريق «النصر» إلى تسع نقاط قبل سبع جولات من ختام الدوري.
ورفع الهلال بفوزه العريض رصيده إلى 54 نقطة فيما يحضر خلفه النصر برصيد 45 نقطة، وحسابياً يحتاج الفريق الأزرق إلى تحقيق 12 نقطة من مبارياته السبع الأخيرة التي سيخوضها في الدوري لتحقيق اللقب وذلك في حال نجاح النصر بتحقيق الانتصار في كافة مبارياته المتبقية.
وسيواجه الهلال في الجولات المقبلة، فريق الفتح ثم العدالة وبعدها الأهلي ثم الفيصلي والحزم، وأخيراً الوحدة والشباب، وقد يتمكن الفريق الأزرق من حسم اللقب قبل نهاية الدوري بعدة جولات إذا ما تمكن من تحقيق انتصارات متتالية في الجولات المقبلة.
أما فريق النصر الذي ستكون آماله معلقة بتعثر غريمه التقليدي الهلال مقابل انتصاراته، فسيواجه في الجولات المقبلة أبها ثم الوحدة والتعاون ثم العدالة والفيحاء ثم الاتحاد وأخيراً الاتفاق.
في الديربي الكبير، بدأ تأثر فريق النصر واضحا بفترة التوقف الماضية حيث عانى الفريق خلال مجريات اللقاء أمام غريمه الهلال وبدأت المشاكل واضحة بصورة جلية في خط الدفاع الذي شهد غياب البرازيلي مايكون لخضوعه لفترة الحجز الاحترازي.
في المقابل شهدت هذه الجولة نجومية مطلقة للفرنسي غوميز مهاجم فريق الهلال الذي جدد مؤخراً عقده مع فريقه الأزرق لمدة موسمين قادمين، بالإضافة لسالم الدوسري الذي ظهر باستعداد كبير عقب فترة التوقف وقدم نفسه كواحد من نجوم المباراة، موضحاً بعد نهاية المباراة إدراكه أنه لاعب محترف ويجب عليه أن يكون جاهزاً دائما وفق تدريبات يرصدها له الجهاز الفني والطبي، مضيفاً: نعم فترة التوقف كانت طويلة، ولكن استمرينا في التدريبات المنزلية بمتابعة الجهاز الفني لنكون جاهزين دائماً.
وعزز فريق الهلال بفوزه يوم أول من أمس قوته الهجومية في الدوري، بعدما رفع سجله التهديفي إلى 56 هدفاً كأكثر الفرق تسجيلا للأهداف، يأتي خلف الهلال فريق النصر بـ41 هدفاً، ويتميز الفريق الأزرق بتناوب لاعبيه على زيارة شباك الخصوم دون الاعتماد على المهاجم الصريح في الفريق اللاعب الفرنسي غوميز.
أما قائمة الهدافين فما زال المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم فريق النصر يتربع على قائمة الهدافين برصيد ثمانية عشر هدفا يليه الفرنسي غوميز بستة عشر هدفاً، وسط ملاحقة من المهاجم السوري عمر السومة لاعب فريق الأهلي برصيد 14 هدفا.
وفقد فريق الوحدة مركزه الثالث الذي كان يحتله قبل استئناف مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وذلك بعد تعرضه لخسارة كبيرة من أمام ضيفه فريق الشباب الذي زار شباك فرسان مكة ثلاث مرات في اللقاء الذي جمع بين الفريقين على ملعب الملك عبد العزيز بمدينة الشرائع.
وتجمد رصيد فريق الوحدة عند النقطة 39 متراجعا للمركز الرابع، فيما استغل فريق الأهلي هذا التعثر وتقدم عقب فوزه على الحزم برباعية مقابل هدفين في ذات الجولة إلى المركز الثالث بفارق نقطة عن مطارده فريق الوحدة.
ويتطلع فريق الأهلي للحفاظ على المركز الثالث المؤهل للمشاركة في دوري أبطال آسيا النسخة الماضية، وهو ما سيقاتل من أجله فريق الوحدة خلال المرحلة المقبلة لتحقيق حلمه بالمشاركة الآسيوية، وهو ذات الأمر الذي يسعى إليه فريق الفيصلي الذي يحضر في المركز السادس برصيد ثمانية وثلاثين نقطة.
وسيصطدم فريق الوحدة في مبارياته المقبلة بملاقاة المتصدر فريق الهلال ووصيفه فريق النصر، مما سيجعل مهمته تبدو أصعب نسبياً من نظيره فريق الأهلي الذي سيقف هو الآخر أمام مباريات صعبة بملاقاة غريمه فريق الاتحاد الجولة المقبلة بالإضافة للمتصدر الهلال وكذلك فريق الشباب.
ودق فريق أبها ناقوس الخطر في أروقة نادي الاتحاد وذلك بعد فوزه بهدفين لهدف في هذه الجولة التي تجمد معها رصيد الاتحاد عند النقطة 23 مستمرا في المركز الثالث عشر مما يجعل الفريق في خطر الهبوط إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى، خاصة أن هذه الجولة شهدت فوز فريق الفتح الذي قلص الفارق النقطي مع الاتحاد ورفع رصيده للنقطة 22 في المركز الرابع عشر.
وسيكون الاتحاد أمام مهمة صعبة يوم الأحد المقبل عندما يلاقي غريمه التقليدي الأهلي في مباراة ستكون ذات تبعات نفسية ومعنوية خاصة أن الفريق الاتحادي لم يتذوق طعم الفوز على غريمه التقليدي منذ عدة سنوات، وهو ما سيبحث عنه في الجولة المقبلة.
وبات العدالة وضمك قريبين من الهبوط إلى دوري أندية الدرجة الأولى وذلك في ظل خسارتهم هذه الجولة، واتساع الفارق النقطي بينهما وبين أقرب الفرق لهما مما يصعب مهمة الفريقين الباحثين عن البقاء موسما إضافيا في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
ويحتل فريق العدالة المركز الأخير برصيد سبع عشرة نقطة وذلك بعد خسارته يوم أمس من أمام فريق الاتفاق بهدف وحيد دون رد، في المقابل يحضر فريق ضمك في المركز الخامس عشر برصيد 18 نقطة وذلك بعد خسارته الكبيرة من أمام فريق الرائد بثلاثة أهداف دون رد في هذه الجولة.
وستكون آمال فريقي العدالة وضمك قائمة على تعثر منافسيهما مقابل انتصاراتهما في الجولات المقبلة، حيث سيلاقي فريق ضمك كلا من الفيصلي والتعاون والفيحاء والأهلي وأبها والاتفاق وأخيراً الفتح، فيما سيكون العدالة على موعد مع الحزم ثم الهلال والوحدة ثم النصر والرائد والفيحاء وأخيراً الاتحاد.
وكان نور الدين بن زكري مدرب فريق ضمك أوضح بأن عودة الدوري بمثل هذه الظروف لفرق المؤخرة بمثابة «الانتحار»، ولا يساعد أبدا، وأضاف بن زكري بعد خسارة فريقه أمام الرائد: مهمتنا هي إكمال الدوري فقط.
وأوضح الجزائري بن زكري في حديثه للقناة الرياضية السعودية بعد نهاية اللقاء بأنه ليس محبطاً بقدر ما يتكلم بواقعية، مضيفاً: لا أستطيع الحديث عن الأمور الفنية، اليوم شاهدنا مباراة ضعيفة بطيئة وفيها أخطاء وبالأخص من فريقي، موضحاً: النتائج لن تكون منطقية في مثل هذه الظروف.
وأشار مدرب فريق ضمك بأنهم سعداء بالعودة للملعب، مضيفاً: ولكن تمنينا العودة بظروف أفضل، الظروف التي عاد فيها الدوري لا تساعد كرويا ومنطقيا وفنياً.
وقال بن زكري: في الأيام الماضية كنا نتدرب في درجات حرارة أقل من عشرين درجة، واليوم لعبنا وسط أجواء بلغت 48 درجة، ليست مشكلة لاعب فالفريق كاملاً كان «هامل».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».