الجيش الأميركي يتعهد التحقيق في اغتيال قادة عشائر شرق الفرات

«سوريا الديمقراطية» تشن حملة مداهمات في ريف دير الزور

الجيش الأميركي يتعهد التحقيق في اغتيال قادة عشائر شرق الفرات
TT

الجيش الأميركي يتعهد التحقيق في اغتيال قادة عشائر شرق الفرات

الجيش الأميركي يتعهد التحقيق في اغتيال قادة عشائر شرق الفرات

عقد شيوخ ووجهاء عشائر من قبائل العكيدات والبكارة من بلدات ذيبان والشحيل اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين أميركيين، في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي.
وقالت مصادر محلية مطلعة إن أعضاء الوفد ناقشوا التطورات الميدانية التي شهدتها المنطقة، وطالبوا بالكشف عن المتورطين بحوادث الاغتيال وتقديمهم للقضاء، وبحثوا تردي الأوضاع الخدمية وانهيار الليرة السورية وتحسين الظروف المعيشية، وإن الجانب الأميركي «وعد بمواصلة التحقيقات لكشف مرتكبي الجرائم التي طالت شيوخ عشائر بارزين».
ولليوم الثالث، تتمركز «قوات سوريا الديمقراطية» على مداخل ومخارج بلدات ذيبان والشحيل والحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ونفذت عمليات خاصة بمشاركة جنود من التحالف الدولي، وتحليق الطيران الحربي، كما عززت قوات الأمن الداخلي انتشارها داخل المراكز، ونصبت نقاط تفتيش، وفرضت حالة من الحظر على المنطقة، بعد أيام من اغتيال مسلحين مجهولين الشيخ امطشر جدعان الهفل من قبلية «العكيدات» العربية.
وقال أحمد أبو خولة قائد «مجلس دير الزور العسكري» المدعوم من التحالف الدولي بقيادة أميركا، إنهم اتخذوا عدة إجراءات بنيها فرض طوق أمني وزيادة الحواجز من بلدة البصيرة حتى الباغوز شرقاً، ومنعوا قيادة الدراجات النارية وإغلاق جميع المعابر الواصلة بين المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، والقوات النظامية بالجهة الجنوبية من نهر الفرات. وكشف أبو خولة أن «عناصر (داعش) نشروا على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبنوا اغتيال الشيخ علي الويس من قبلية البكارة، والشيخ سليمان الكسار أبو نعيم من عشيرة العكيدات»، غير أن حادثة اغتيال امطشر الهفل بقيت مجهولة، وأضاف المسؤول العسكري: «المتورطون كانوا يركبون دراجات نارية، ولم تعترف أي جهة بعملية اغتيال الشيخ امطشر الهفل نظراً لأهميته وحضوره الاجتماعي بالمنطقة».
وعن أسباب زيادة عمليات الاغتيال، وارتفاع وتيرتها خلال الفترة الماضية، التي تسببت بخلق حالة من الخوف والذعر لدى الأهالي، قال أبو خولة إن «المظاهرات السلمية التي خرج بها أبناء المنطقة تحولت للعسكرة، واستخدمت جميع أنواع الأسلحة، واختلط المدنيون مع المسلحين»، وذكر أن المسلحين أطلقوا النار بشكل مباشر على نقاطهم العسكرية وحواجز التفتيش التابعة لقوى الأمن، مضيفاً: «أدى ذلك إلى مقتل عدد من مقاتلينا وإصابة آخرين، كما تم استهداف إحدى سياراتنا العسكرية بعبوة ناسفة في بلدة ذيبان، ما أدى لانفجارها».
واتهم النظام السوري بمساعيه إلى إشعال نار الفتنة وخلق صراع عربي - كردي بين أبناء المنطقة لإشعال حروب تغرق أبناءها بالدماء، وكشف أنهم ألقوا القبض على عناصر ومسلحين مجندين من قبل القوات النظامية الموالية للأسد، وتابع: «نفذت قواتنا عمليات استخباراتية دقيقة بمساندة قوات التحالف الدولي. ألقينا القبض على أشخاص يعملون لصالح القوات الحكومة، ولدينا إثباتات وتسجيلات صوتية على تورطهم ستُكشف قريباً وتُعرض على وسائل الإعلام».
في سياق متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) داهمت منزلاً مدنياً في بلدة الشحيل، واعتقلت «6 مدنيين بينهم 5 من عائلة واحدة، كما عمدوا إلى حرق منزل أحد المعتقلين بشكل كامل بعد إخراج سكانه، ولم ترد معلومات حتى عن أسباب الاعتقال». وأضاف أن «عناصر (قسد) عمدوا إلى حرق منزل أحد المعتقلين بشكل كامل بعد إخراج قاطنيه منه، فيما لم ترد معلومات عن أسباب الاعتقال».
وأكد حصول «اجتماع بين من شيوخ ووجهاء مناطق ذيبان والشحيل وشيخ عشيرة العكيدات مع الجانب الأميركي، في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور، لمناقشة الأوضاع الخدمية، وبحث التطورات في المنطقة، حيث تعهّد الجانب الأميركي بمواصلة التحقيقات لكشف مرتكبي جريمة قتل شيوخ العشائر».
على صعيد متصل، نشرت «قسد» حواجزها، وعززت مواقعها في جميع قرى ريف دير الزور الشرقي، بعد ساعات من المظاهرات المناوئة لها في مدينة البصيرة وبلدات الشحيل وذيبان وقرية الحوايج. وفرضت حظراً للتجوال من في عدة مناطق من الريف الشرقي لمحافظة دير الزور التي تخضع لنفوذها.
وأصدرت قبيلة العكيدات بياناً أمهلت فيه «قوات سوريا الديمقراطية» و«التحالف الدولي» شهراً لتسليم قتلة شيخها مطشر حمود الهفل. وأكد أن القبيلة «ستتصرف بما تراه مناسباً لحماية الديار والممتلكات».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».