الأمم المتحدة تعرض «كل مساعدة ممكنة» للبنان

TT

الأمم المتحدة تعرض «كل مساعدة ممكنة» للبنان

عرضت الأمم المتحدة تقديم أي معونة تطلبها السلطات اللبنانية، بما في ذلك المساعدة التقنية في التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات الحادث.
وأكد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق لـ«الشرق الأوسط» أن «برنامج الأغذية العالمي يجري تقييماً لحاجات لبنان الغذائية عقب الانفجار الذي وقع في بيروت ودمر عنابر الحبوب وعطل المرفأ»، مضيفاً أن «المفوضية السامية للاجئين تجري تقييماً للوضع لأنها تقدم خدمات ليس فقط للمحتاجين من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، بل لأنها توصل المساعدات إلى سوريا عبر لبنان». وقال إن «الأمم المتحدة عبرت على لسان الأمين العام عن استعدادها لتقديم كل معونة ممكنة، طبقاً لما تطلبه السلطات اللبنانية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الأمم المتحدة ستساعد في التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات الانفجار وتحديد المسؤولية عنه، أجاب أن «التحقيقات في يد السلطات اللبنانية التي لم تطلب حتى الآن أي مساعدة في هذا المجال. الأمين العام أبدى استعداد المنظمة الدولية لتقديم أي مساعدة ممكنة تطلبها السلطات اللبنانية».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر عن «خالص تعازيه لذوي الضحايا ولشعب لبنان وحكومته» في أعقاب «الانفجار المروع» الذي هز العاصمة بيروت. وعبر في بيان عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، بمن فيهم العديد من موظفي الأمم المتحدة العاملين في لبنان، مكرراً «التزام الأمم المتحدة بدعم لبنان في هذا الوقت العصيب، والمساعدة بنشاط في الاستجابة لهذا الحادث».
وكذلك أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تيجاني محمد باندي عن خالص تعازيه للعائلات التي فقدت أحباءها في هذا الانفجار، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وجدد تأكيد تضامنه مع لبنان خلال هذه الفترة.
ونقل حق عن القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، اليونيفيل، أن ثمانية من أفراد القوة البحرية التابعة لها أصيبوا بجروح بالغة، فيما أصيب آخرون بجروح طفيفة، بسبب الانفجار. وكشف أن جميع الجرحى اليونيفيل من بنغلاديش. ونقل عن قائد القوة الدولية الميجر جنرال ستيفانو ديل كول قوله: «نحن مع شعب وحكومة لبنان خلال هذه الفترة العصيبة ونستعد للمساعدة وتقديم أي مساعدة ودعم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.