الحكومة السودانية تستنفر لمجابهة موسم الأمطار

ارتفاع الضحايا إلى 10 وانهيار أكثر من 3000 منزل

TT

الحكومة السودانية تستنفر لمجابهة موسم الأمطار

استنفرت الحكومة السودانية إمكانياتها القصوى لتفادي وقوع خسائر وأضرار بسبب السيول والأمطار المتوقعة لهذا الموسم. وفي غضون ذلك أعلن الجيش وضع آلياته وكتيبتين من قواته تحت تصرف لجنة طوارئ الخريف.
وبينما قالت وزارة الداخلية في بيان أمس، إن عدد الضحايا ارتفع إلى 10 وفيات و3 إصابات، منذ بداية موسم الخريف، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، توجيهات بوضع إمكانيات الجيش تحت إمرة لجنة طوارئ الخريف.
ووفرت القوات المسلحة آليات هندسية، وخياماً، وأماكن إيواء، ومواد غذائية، للمتضررين من السيول في عدد من مناطق شرق العاصمة الخرطوم.
وقال رئيس الوزراء أول من أمس، إن حكومته تعكف على اتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة موسم الخريف الذي تتوقع أن تزداد فيه معدلات المياه. وكشف خلال اجتماعه بعدد من الوزراء أن التوقعات تشير إلى أن البلاد ستواجه موسم أمطار لم تشهده خلال الـ30 عاماً الماضية.
كما وجه عبد الله حمدوك بتوفير احتياجات الإيواء العاجلة للمتضررين من السيول والأمطار، وتخصيص كافة الآليات للعمل في معالجة آثار الخريف، كما أصدر قرارات بتكوين لجان للتصدي لطوارئ الخريف بالولايات.
وتأثرت مناطق واسعة في السودان بمياه السيول والأمطار في الأيام الماضية. وأفاد بيان الداخلية بأن أكثر من 3000 منزل انهارت كلياً وجزئياً، كما تضررت مرافق تعليمية ودور للعبادة، بجانب نفوق 41 من الماشية.
وأوضح البيان أن أكثر الولايات تضرراً من السيول والأمطار خلال اليومين الماضيين هي كسلا، وجنوب كردفان، ونهر النيل، والنيل الأبيض.
من جهة ثانية، أعلنت لجنة الفيضانات التابعة لوزارة الري، ارتفاع مناسيب المياه في النيل الأزرق في معظم مناطق البلاد، ودعت المواطنين للحيطة والحذر. كما توقع مدير إدارة شؤون مياه النيل والخزانات؛ بلة عبد الرحمن، زيادة كبيرة في معدلات هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة، مؤكداً في المقابل أن الأوضاع تحت السيطرة تماماً.
واستبعد عبد الرحمن في حديث لوكالة أنباء السودان الرسمية حدوث فيضانات بالبلاد، مشيراً إلى أن نسبة هطول أمطار الخريف في الهضبة الإثيوبية حتى الآن فوق المتوسط، الأمر الذي يمكن معه السيطرة على الفيضانات، حسب تعبيره. كما أوضح عبد الرحمن أن «سد النهضة» يخزن المياه التي كان يفترض أن تمر في نهر النيل بصورة عادية كل عام في موسم الخريف.
في سياق ذلك، ذكر تقرير المجلس القومي للدفاع المدني تأثر ولايات الخرطوم، والقضارف، والنيل الأبيض، والجزيرة، وشمال دارفور، وكسلا، وشمال كردفان، وجنوب كردفان، وسنار، جراء الأمطار في الأيام الماضية. وأعلنت الحكومة تسخير كافة الإمكانيات والجهود لتقليل الآثار السلبية على المواطنين، ووضع معالجات طويلة المدى لإصلاح مشكلات التخطيط العمراني، من أجل سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
وتحاصر السيول والأمطار مناطق ضواحي الخرطوم، وسط مخاوف من أن تؤدي المياه المتراكمة إلى مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».