تشجيع الاستثمار في التعليم مطلب في «العشرين»

مها بنت مشاري لـ «الشرق الأوسط» : توصيات تحقق منفعة اقتصادية وإنسانية

الأميرة مها بنت مشاري   (الشرق الأوسط)
الأميرة مها بنت مشاري (الشرق الأوسط)
TT

تشجيع الاستثمار في التعليم مطلب في «العشرين»

الأميرة مها بنت مشاري   (الشرق الأوسط)
الأميرة مها بنت مشاري (الشرق الأوسط)

شددت مجموعة الفكر التابعة لمجموعة العشرين التي ترأس أعمالها السعودية للعام الجاري 2020 على ضرورة تركيز المجموعة على تفعيل العناصر الأساسية لتحويل التعليم إلى قطاع استثماري يحقق أكبر منفعة عامة واقتصادية في ذات الوقت.
وقالت لـ«الشرق الأوسط» الأميرة مها بنت مشاري بن عبد العزيز رئيسة فريق عمل الهجرة والمجتمعات الشابة في مجموعة الفكر بـ«العشرين»، أن المجموعة تسلط الضوء على أهمية التركيز على إيجاد حلول لجائحة «كوفيد - 19» مع المحافظة على تركيز انتباه العالم على الفئات السكانية الأكثر قابلية للتضرر، في عملية تحويل التعليم إلى استثمار حقيقي يخدم الأهداف الإنسانية ويحقق العوائد الاقتصادية.
وتأتي الدعوة للاستثمار الاقتصادي والمنفعي العام وسط تأكيدات الأمم المتحدة أن أكثر من 50 في المائة من أطفال اللجوء خارج نطاق التعليم، مما يدعو للتعاون الدولي للمنظمات بينها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأصحاب المصلحة الإنسانية الآخرين لتحقيق هدف تخصيص 4 في المائة للتعليم كنسبة إجمالية من ميزانيات المساعدة الإنسانية في العالم. وتدعو مجموعة الفكر العشرين، وفق الأميرة مها، إلى أن تكون المناهج التي يتعدد فيها أصحاب المصلحة لإيجاد حلول للأزمة الراهنة ومواصلة تعليم الفئات السكانية الضعيفة على رأس قائمة جدول الأعمال.
وأوضحت أن العوائد الاقتصادية كبيرة في الاستثمار بالتعليم، إذ يدرك أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات أن التعليم لا يقتصر فقط على تقديم فرص النمو المهني وزيادة دخل الفرد والأسرة، بل له تبعات مجتمعية أكثر أهمية وتأثيراً، حيث يمكن للتعليم أن يساهم في انتشال المجتمعات من الفقر.
ولفتت الأميرة مها، إلى ضرورة تفعيل 10 عناصر محفزة لقطاع التعليم كقطاع مرشح للاستثمار في المستقبل، من بينها تعزيز مفهوم أن التعليم عبارة عن استثمار حقيقي للمستقبل يحقق منفعة دولية عامة، وربط التعليم بدعم صندوق عالمي ينطلق من الحماية الاجتماعية الشاملة، واتخاذ خطوات لزيادة تمويل البنية التحتية للتعليم يتضمن الدول الأقل نمواً، وكذلك ضمان الحصول على التعليم واستمرارية العملية التعليمية مع التركيز على الفئات السكانية الأكثر ضعفاً. وشددت الأميرة مها على زيادة التعاون الدولي والتعاون المتبادل لخدمة التعليم والقيام بدور في الجهود المبذولة لتوفير فضاء معلوماتي أكثر أماناً، لا سيما لشريحة الأطفال وتشجيع الحصول على التعليم والرعاية ذات الجودة العالية في مرحلة الطفولة المبكرة والعمل على توفير التعليم وخدمات الرعاية المرنة والمتكاملة والقائمة على الحقوق والملائمة محلياً وثقافياً لمرحلة الطفولة المبكرة.
وبينت أن منظمة اليونيسكو في تقريرها «التعليم الشامل للجميع: الجميع بلا استثناء» أكدت أن أقل من 10 في المائة من الدول لديها قوانين تركز فيها على شمولية التعليم، حيث عبر المعلمون عن قلقهم بشأن إمكانية تخلف الفئات السكانية الضعيفة عن الركب، وطرحوا خيارات وحلولاً للتغلب على العقبات التي تحول دون الحصول على التعليم.
وأوضحت أنه سيقدم العديد من المؤلفين في الأسابيع المقبلة نتائجهم حول التعليم في عصر «كوفيد - 19» إلى جانب توصيات تجمع ما بين المكاسب الاقتصادية السريعة والإصلاحات الأطول أمداً، لذا يعد ضمان حصول الفئات السكانية الضعيفة على التعليم استثماراً في المستقبل العالمي سيقدم فوائد اقتصادية واجتماعية للأجيال القادمة.
ووفق الأميرة مها، فإنه بحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 2019. من بين 7.1 مليون طفل لاجئ ممن هم في سن الدراسة، هناك 3.7 مليون طفل، أي أكثر من النصف لا يرتادون المدارس، حيث يعتبر الانخفاض الحاد في تسجيل اللاجئين في المدارس الابتدائية والثانوية نتيجة مباشرة لنقص التمويل اللازم لتعليم اللاجئين. وضرب التقرير مثالاً بألمانيا التي تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين، إذ إنها الآن بحاجة إلى أكثر من 10 آلاف معلم لتغطية الحاجة المتزايدة إثر وصول الكثير من اللاجئين والمهاجرين إليها بسبب الحروب وعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي في بلدانهم الأصلية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.