انفجار مرفأ بيروت يقتل العشرات ويجرح الآلاف... والمتهم نترات الأمونيوم

المدينة تهتز... ومبانيها تسقط على سكانها... ومجلس الدفاع يعتبرها «منكوبة» وإعلان الحداد ولجنة تحقيق تعرض نتائجها خلال 24 ساعة

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار أمس (أ.ف.ب)
مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار أمس (أ.ف.ب)
TT

انفجار مرفأ بيروت يقتل العشرات ويجرح الآلاف... والمتهم نترات الأمونيوم

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار أمس (أ.ف.ب)
مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار أمس (أ.ف.ب)

اهتزت العاصمة اللبنانية بيروت أمس بتفجير كبير، غيّر ملامح واجهتها البحرية، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً، وجرح نحو 3 آلاف، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.
وصعق اللبنانيون عصر أمس بدوي هائل، اهتزت معه الأرض، وتساقطت بسببه واجهات مبانٍ، تبين أن مصدره مرفأ بيروت، وسط تردد كبير في إعلان السبب الحقيقي للانفجار من قبل الأجهزة الرسمية اللبنانية التي تحدثت بداية عن انفجار «مفرقعات»، قبل أن تتطور الرواية غير الرسمية لتتحدث عن 2500 كيلوغرام من مادة نترات الأمونيوم المصادرة منذ العام 2014، والمخزنة في المرفأ.
وقرر المجلس الأعلى للدفاع، الذي انعقد في وقت لاحق، اعتبار بيروت «مدينة منكوبة»، كما قرر إعلان حال الطوارئ في المدينة التي تضررت بشكل غير مسبوق منذ نهاية الحرب الأهلية، فيما قال وزير الصحة حمد حسن إن «ما حصل أكبر من حجم لبنان بوضعه الحالي، وهذه الكارثة هي تحدٍ للدولة، وفاجعة بامتياز». فيما وصف محافظ بيروت مروان عبود العاصمة بالمدينة المنكوبة، متحدثاً عن «دمار كبير وأمر غير مسبوق».
وبعدما أشارت المعلومات الأولية إلى أن التفجير ناجم عن انفجار العنبر رقم 12 في المرفأ، ما أدى إلى احتراقه نتيجة انفجار المفرقعات النارية في داخله، عاد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وشكّك في هذه الفرضية خلال تفقده مكان الانفجار، معلناً أن «الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية»، وداعيا إلى انتظار التحقيقات ليتبين ما حصل، وقال: «يبدو أن الانفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات، والأجهزة الأمنية تعمل لكشف طبيعة ما حصل».
وقالت معلومات صحافية إن المواد التي تحدث عنها اللواء إبراهيم هي «مواد نيترات الصوديوم شديدة الانفجار، صودرت من على باخرة منذ أشهر، وكان من المفترض أن تتلف»، ولفتت إلى أن «جهاز أمن الدولة كان طلب منذ 5 أشهر فتح تحقيق بالمواد المتفجرة الموجودة في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت».
وبعد وقوع الانفجار، أعلن رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، اليوم (الأربعاء)، حداداً وطنياً على ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت، فيما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ مساء، وتابع تفاصيل ما حدث وأعطى توجيهات إلى كل القوى المسلحة «بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن».
كما طلب الرئيس عون «تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات».
من جهتها، تابعت وزيرة الدفاع زينة عكر، تفاصيل الحادث من غرفة العمليات في قيادة الجيش، حيث اطلعت على المهام التي تنفذها الوحدات العسكرية.
وأكدت الوزيرة عكر أنه تجري متابعة كل الأضرار الحاصلة والأذى الذي ألمّ بالمواطنين، وتمنت أن تمر الحادثة بأقل الخسائر الممكنة على لبنان، كما تمنت الشفاء العاجل للجرحى، وتشد على أيدي عائلاتهم وجميع المواطنين اللبنانيين، وتمنت الرحمة أيضاً للشهداء، وتتقدم بأحرّ التعازي من عائلاتهم.
من جهته، قال وزير الداخلية محمد فهمي خلال تفقده مرفأ بيروت برفقة رئيس الحكومة حسان دياب: «يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، ولكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات، انفجرت في العنبر رقم 12».
وتعليقاً منه على أسباب الانفجار، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني: «الأفضل انتظار التحقيقات وعدم القفز إلى الاستنتاجات، وقد سمعت معلومات أولية أن السبب هو نيترات أمونيوم مخزنة من 4 سنوات اشتعلت وانفجرت، ولست ممن يذهبون إلى نظريات المؤامرة».
وفور وقوع الانفجار، سارعت سيارات إسعاف الصليب الأحمر والدفاع المدني إلى المكان لنقل المصابين، وأعلن عن سقوط عشرات الإصابات، بينهم النائب طارق المرعبي، وعدد من القتلى، أحدهم أمين عام حزب الكتائب نزار نجاريان، الذي كان موجوداً في البيت المركزي في منطقة الصيفي، وسط بيروت.
كما أعلن عن إصابات كثيرة في مبنى مؤسسة كهرباء لبنان جراء الانفجار، بينهم المدير العام لكهرباء لبنان كمال الحايك، وهرعت الفرق الطبية لإنقاذ العالقين في مقر المؤسسة في بيروت.
وأحدث الانفجار أضراراً كبيرة في مبنى مجلس النواب وسط العاصمة، وكذلك في القصر الرئاسي في بعبدا، حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب والشبابيك في أجنحة القصر، ولم يصب أحد بضرر. وعلى غرار المباني في مختلف أحياء بيروت، أصيبت مكاتب جريدتي «الشرق الأوسط» و«النهار» في وسط بيروت بأضرار جسيمة، وأعلن نقيب المحررين جوزيف قصيفي عن إصابة 15 زميلاً من العاملين والصحافيين في «النهار».
وتلقى وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة اتصالاً من نظيره القبرصي، وضع خلاله الأخير جميع الإمكانات القبرصية بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار، كما تابع عبر السفارة اللبنانية في باريس الاتصالات مع السلطات الفرنسية لطلب إرسال المساعدات من فرق طبية ومن الدفاع المدني.
ودعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي تفقد مكان الانفجار إلى مساعدة بيروت. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «بيروت تستغيث، والإعصار الذي أصابها يدمي القلوب». وأضاف: «الكلّ مدعو إلى نجدتها والتضامن مع أهلنا في كل الأحياء التي تضررت»، مشيراً إلى أن «حجم الخسائر أكبر من أن يوصف، والخسارة الأكبر سقوط عشرات القتلى والجرحى».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.