رئيس الوزراء العراقي يزور ضريحي الإمامين الكاظم وأبي حنيفةhttps://aawsat.com/home/article/2430136/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B8%D9%85-%D9%88%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%81%D8%A9
رئيس الوزراء العراقي يزور ضريحي الإمامين الكاظم وأبي حنيفة
زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مساء الاثنين، ضريحي الإمامين؛ موسى بن جعفر الكاظم، وأبي حنيفة النعمان، في منطقتي الكاظمية والأعظمية. تأتي الزيارة ضمن سلسلة خطوات ودبلوماسية محلية «ناعمة» يقوم بها الكاظمي لتعزز ثقة المواطنين بحكومته بعد نحو 3 أشهر من تسنّمها مهام عملها. وسبقت زيارة الكاظمي ضريحي الإمامين استقباله مجموعة من المواطنين الإيزيديين في الذكرى السادسة للمجزرة التي ارتكبها تنظيم «داعش» في سنجار عام 2014، وقبلها استقبل الفتى حامد سعيد الذي تعرض للعنف على يد عناصر من «قوات حفظ القانون». وذكر بيان صدر عن مكتب الكاظمي أنه زار ضريح الإمام الكاظم «مبتهلاً إلى الباري عزّ وجل أن يحفظ العراق وشعبه، وأن ييسر من أمور البلاد، لما فيه صالح الأعمال وتمام الرضا من الله جلّ وعلا والنفس والناس». كما زار الكاظمي، وفقاً للبيان، «ضريح الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت؛ رضي الله عنه، في مدينة الأعظمية، وأدى مراسم الزيارة متضرعاً بالدعاء إلى العلّي القدير أن يحفظ العراق وشعبه، وأن يسبغ واسع رحمته على بلد الأنبياء والأوصياء». كذلك زار الكاظمي «مقر (المجمع الفقهي العراقي)، والتقى بالمشايخ والعلماء فيه، وتداول معهم بالشأن العام؛ إذ أكد على دور العلماء والفقهاء ورجال الدين، لكل ما فيه خير العراقيين جميعاً، مثمناً جهدهم ودورهم في تعزيز السلام المجتمعي واستقرار البلاد». ويعدّ «المجمع الفقهي العراقي» من بين أرفع المراجع الدينية للسنّة ويسترشد بفتاواه وتعليماته كثير من أبناء السنّة في العراق، كما أنه الجهة المخولة، حسب القانون، اختيار أسماء المرشحين لشغل منصب «رئاسة الوقف السني». والتقى الكاظمي على هامش زيارته مدينة الكاظمية، الفقيه حسين إسماعيل الصدر، وهو من بين أبرز رجال الدين الشيعة في بغداد ومن عمداء أسرة آل الصدر. ووجدت تحركات الكاظمي الأخيرة أصداءً طيبةً وترحيباً شعبياً بين أوساط العراقيين، بالنظر لطابعها الإنساني والوطني، كما تشير إلى ذلك أعداد غير قليلة من المثقفين والناشطين والمواطنين العاديين. ويشير عدد من المراقبين إلى أن زيارة الكاظمي ضريحي الإمامين تأتي ضمن مساعيه لتعزيز وحدة البلاد وترميم الانقسامات التي أحدثتها سنوات العنف الطائفي بعد 2003، خصوصاً مع الأهمية الدينية والاستثنائية التي تتمتع بها مدينة الكاظمية التي تضم رفات الإمام الكاظم وحفيده محمد الجواد لدى الشيعة، ومدينة الأعظمية التي تضم رفات الإمام أبي حنيفة النعمان للسنّة. ويرى آخرون أن الكاظمي، القادم من خارج منظومة أحزاب الإسلام السياسي، يسعى من خلال الزيارة إلى تطمين مواطنيه بتعامله الإيجابي واحترامه منظومة الشعائر والقيم الدينية المحلية.
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.