غانتس مصرّ على ميزانية إسرائيلية لعامين

غانتس ونتنياهو... تحالف مهدد باستحقاق الميزانية المقبلة (رويترز)
غانتس ونتنياهو... تحالف مهدد باستحقاق الميزانية المقبلة (رويترز)
TT

غانتس مصرّ على ميزانية إسرائيلية لعامين

غانتس ونتنياهو... تحالف مهدد باستحقاق الميزانية المقبلة (رويترز)
غانتس ونتنياهو... تحالف مهدد باستحقاق الميزانية المقبلة (رويترز)

قالت «القناة 11» الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي البديل بيني غانتس أكد لأعضاء حزبه تمسكه بموقفه حول ضرورة الاتفاق على مشروع ميزانية حكومية لمدة عامين، وليس لعام واحد كما يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأفاد المراسل البرلماني لـ«القناة الحادية عشرة» المتلفزة، ميخائيل شيمش، بأن غانتس كانت يعقب في جلسة خاصة بحزبه «كحول لافان»، على دعوة نتنياهو التي أطلقها الأحد من أجل إقرار مشروع ميزانية للعام المقبل فقط.
ويثير موقف غانتس هذا غضب «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو. وعقب الوزير الليكودي أوفير أكونيس بقوله إن «موافقة (كحول لافان)، الذي يترأسه غانتس، على إقرار مشروع ميزانية للعام المقبل، ستبعد احتمال إجراء انتخابات قريباً، وتؤدي إلى استقرار في الدولة، لكن إصرار غانت على ميزانية لعامين يجعله عديم المسؤولية، نظراً لخطر تعرض إسرائيل لموجة ثالثة من جائحة (كورونا) في غضون الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة». وأضاف أكونيس في حديث مع إذاعة «كان»، الاثنين، أن «أزمة فيروس (كورونا) تبرر إصرار حزبه على إقرار ميزانية تخص العام المقبل فقط، وذلك رغم الإجماع الذي جرى التوصل إليه في الاتفاق الائتلافي حول المصادقة على مشروع للعامين المقبلين».
وتصريحات أكونيس تشير إلى الخلاف المحتدم المتواصل حول مشروع الميزانية. وكان نتنياهو اتهم غانتس بتعطيل إقرار الميزانية العامة لدوافع سياسية، في حين وصف رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحكومي، ميكي زوهار (الليكود)، الأزمة مع «كحول لافان» حول الميزانية بأنها «زواج يتجه إلى الطلاق». ورد غانتس بأنه لن يتزحزح عن «خيار إقرار ميزانية لعامين».
وتأتي هذه المواجهة بين «الليكود» و«كحول لافان» في سياق تصاعد التوترات بينهما مؤخراً، مما ينذر بإمكانية حل الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة. وتمثل مسألة الميزانية الجديدة إحدى أبرز مسائل الخلاف بين نتنياهو وغانتس؛ إذ يسعى الأول لإقرارها لمدة عام (حتى نهاية عام 2020)، أما الثاني فيسعى لإقرارها لمدة عامين (حتى نهاية عام 2021).
ووفق القانون الإسرائيلي، فإن آخر موعد للتصديق على الميزانية الجديدة يوم 25 أغسطس (آب) الحالي. وفي حال تعذر التوصل إلى تفاهم مع طرح الميزانية للتصديق عليها في الكنيست، فإن ذلك يعني التوجه إلى انتخابات عامة جديدة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.