الحكومة المصرية تجهّز مقار الاقتراع استعداداً لانتخابات «الشيوخ»

TT

الحكومة المصرية تجهّز مقار الاقتراع استعداداً لانتخابات «الشيوخ»

في وقت تجهز الحكومة المصرية مقارّ الاقتراع في ربوع البلاد، استعداداً لانتخابات «مجلس الشيوخ» (الغرفة الثانية من البرلمان المصري)، أطلقت وزارة «الهجرة» المصرية «تطبيقاً إلكترونياً لمساعدة المقيمين بالخارج في التصويت خلال الاقتراع»، وأعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» بمصر أمس عن «إتاحة آلية استعلام المواطنين في الداخل عن لجانهم الانتخابية عبر موقعها الرسمي». وتجرى عملية التصويت للمصريين بالخارج يومي 9 و10 أغسطس (آب) الحالي، وفي الداخل يومي 11 و12 من أغسطس، على أن تعلن نتائج الجولة الأولى في موعد أقصاه 19 من نفس الشهر... فيما تجرى عملية التصويت لانتخابات الإعادة للمصريين بالخـــارج في 6 سبتمبر (أيلول) المقبل، لمدة يومين، بينما تجرى انتخابات الإعادة بالداخل في 8 و9 من الشهر نفسه، وتعلن النتائج النهائية في موعد أقصاه 16 سبتمبر.
ووجّهت وزارة التنمية المحلية، المحافظات المصرية أمس بـ«تشكيل لجان للإشراف والمرور على المراكز الانتخابية، لتجهيز المقرات داخل المراكز الانتخابية، وتجهيز أماكن انتظار الناخبين أمام مقار اللجان الانتخابية الفرعية، وتقديم الدعم اللازم للأطقم والفرق المسؤولة عن أجهزة التعقيم والتطهير في كل لجنة». وطالب اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية في مصر، بـ«ضرورة تنفيذ الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس (كورونا المستجد) فيما يخص تطهير اللجان الانتخابية، وتعقيم أماكن مبيت العاملين باللجان، وتوفير أدوات التعقيم».
وسيكون عدد أعضاء «مجلس الشيوخ» 300 عضو، يتم انتخاب ثلثهم بنظام الفردي، والثلث الآخر بنظام القائمة، فيما يتم تعيين الثلث الأخير من قبل رئيس الدولة. وينصّ الدستور المصري على أن «تكون مدة عضوية المجلس 5 سنوات».
فيما أطلقت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، التطبيق الإلكتروني «كلم مصر» لمساعدة المقيمين بالخارج في التصويت خلال الاقتراع. وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أمس، إن «تطبيق (كلم مصر) سوف يساعد الجاليات المصرية بالخارج عند بدء التصويت في انتخابات (مجلس الشيوخ)؛ حيث سيسهم التطبيق في تحديد عناوين المقار الانتخابية والسفارات والقنصليات المصرية حول العالم، خاصة أن تصويت المصريين بالخارج في هذا الاستحقاق الدستوري سيجرى للمرة الأولى عبر البريد السريع»، مضيفة أن «إطلاق التطبيق الإلكتروني يعد تأكيداً على رغبة الوزارة في الاستجابة وتلبية مطالب مختلف شرائح المصريين بالخارج بدمج الخدمات المقدمة لهم في تطبيق واحد».
وأكدت وزارة الهجرة المصرية أمس، أن «أكثر من 10 آلاف مستخدم حتى الآن متفاعلون مع تطبيق (كلم مصر) على هواتفهم باللغتين العربية والإنجليزية»، لافتة إلى أن «التطبيق يعزز التواصل مع أبناء مصر بالخارج باستخدام التقنيات الحديثة».
إلى ذلك، حددت «الهيئة الوطنية للانتخابات» بمصر أمس 3 طرق لاستعلام الناخبين في الداخل المصري عن لجانهم الانتخابية ورقم اللجنة الفرعية، وكذا رقم الناخب في الكشوف الانتخابية. وأوضحت «الهيئة» أن «الانتخاب يكون بأصل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن». ويختص «مجلس الشيوخ» في مصر بـ«دراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بدعم الديمقراطية والسلام الاجتماعي، والمقومات الأساسية للمجتمع، وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته، ويؤخذ رأيه في عدد من الاختصاصات، التي حددها دستور البلاد».
ويشار إلى أن «الهيئة الوطنية للانتخابات» زادت عدد لجان الاقتراع في البلاد إلى 17 ألفاً، بدلاً من 13 ألفاً و919 لجنة خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية عام 2019. بزيادة تصل إلى 4 آلاف لجنة، نتيجة زيادة أعداد الناخبين. وحددت «الهيئة» 27 لجنة عامة على مستوى ربوع البلاد لمتابعة العملية الانتخابية، وتقديم الخدمات الخاصة باللجان الفرعية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.