دمشق تدين اتفاق النفط بين شركة أميركية و«سوريا الديمقراطية»

المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» (يمين) في قاعدة الرميلان شرق سوريا نهاية يونيو (أ.ف.ب)
المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» (يمين) في قاعدة الرميلان شرق سوريا نهاية يونيو (أ.ف.ب)
TT

دمشق تدين اتفاق النفط بين شركة أميركية و«سوريا الديمقراطية»

المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» (يمين) في قاعدة الرميلان شرق سوريا نهاية يونيو (أ.ف.ب)
المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» (يمين) في قاعدة الرميلان شرق سوريا نهاية يونيو (أ.ف.ب)

أدانت دمشق، أمس (الأحد)، الاتفاق الموقّع بين (قوات سوريا الديمقراطية) «قسد» وشركة نفط أميركية، «لسرقة النفط السوري»، مؤكدةً أنها تعدّه «باطلاً ولاغياً ولا أثر قانونياً له».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، قوله: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشدّ العبارات الاتفاق الموقّع بين ميليشيا (قسد) وشركة نفط أميركية لسرقة النفط السوري برعاية ودعم الإدارة الأميركية».
وقال المصدر إن «هذا الاتفاق يعد سرقة موصوفة متكاملة الأركان ولا يمكن أن يوصَف إلا بصفقة بين لصوص تسرق ولصوص تشتري، ويشكّل اعتداءً على السيادة السورية واستمراراً للنهج العدائي الأميركي تجاه سوريا في سرقة ثروات الشعب السوري وإعاقة جهود الدولة السورية، لإعادة إعمار ما دمّره الإرهاب المدعوم في معظمه من الإدارة الأميركية نفسها»، حسب الوكالة. وأضاف المصدر أن «الجمهورية العربية السورية تعدّ هذا الاتفاق باطلاً ولاغياً، ولا أثر قانونياً له».
ولم يذكر بيان النظام السوري تفاصيل الاتفاق. ولم يصدر رد حتى الآن من مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية على طلب (رويترز) للتعليق. كما لم يصدر تعليق حتى الآن من مسؤولين أميركيين، حسب الوكالة.
هذا وقد كشفت مصادر إعلامية أن الاتفاق، الذي وُقع الأسبوع الماضي مع شركة تدعى «Delta Crescent Energy LLC»، وهي شركة منشأة بموجب قوانين ولاية ديلاوير الأميركية، ينص على صيانة وتطوير وتحديث الحقول النفطية الواقعة ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية. وحسب المصادر، فإن الاتفاق يتضمن تأسيس مصفاتي نفط متنقلتين شرق الفرات، بحيث تنتجان نحو 20 ألف برميل يومياً ما يسهم في سد قسم من حاجة الاستهلاك المحلي. ويشمل الاتفاق حقول رميلان النفطية الواقعة في أقصى شمال شرقي سوريا. وتقدر الآبار في منطقة رميلان بأكثر من 1300، علاوة على وجود عدد محدود من حقول الغاز في المنطقة ذاتها.
وكان السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، قد قال (الجمعة) أمام الكونغرس، إنه علم من قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بتوقيع الاتفاق مع الشركة الأميركية. وفي الجلسة ذاتها، أعرب وزير الخارجية مايك بومبيو، عن دعم إدارة الرئيس دونالد ترمب لهذا التوجه.
يُذكر أن إنتاج سوريا من النفط كان يبلغ، قبل عام 2011، نحو 360 ألف برميل يومياً، انخفض إلى حدود 60 ألف برميل. ويقع نحو 80% من النفط السوري ونصف الغاز في مناطق محافظتي الحسكة ودير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وفقدت دمشق السيطرة على معظم الحقول المنتجة للنفط في منطقة إلى الشرق من نهر الفرات في دير الزور. وأضرت عقوبات غربية بقطاع الطاقة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن عدداً صغيراً من الجنود الأميركيين سيبقى «حيث يوجد نفطهم» رغم انسحاب عسكري من شمال شرق سوريا. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أواخر العام الماضي، إن عائدات حقول النفط ستذهب إلى قوات سوريا الديمقراطية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.