الكاظمي في سجن التحقيق المركزي لتأكيد خلوه من المتظاهرين

مستشاره أعلن أن الحكومة تحاول الحد من ظاهرة الاختطاف والتغييب

الكاظمي متحدثاً إلى الموقوفين في سجن التحقيق المركزي ببغداد أثناء زيارته الليلية (واع)
الكاظمي متحدثاً إلى الموقوفين في سجن التحقيق المركزي ببغداد أثناء زيارته الليلية (واع)
TT

الكاظمي في سجن التحقيق المركزي لتأكيد خلوه من المتظاهرين

الكاظمي متحدثاً إلى الموقوفين في سجن التحقيق المركزي ببغداد أثناء زيارته الليلية (واع)
الكاظمي متحدثاً إلى الموقوفين في سجن التحقيق المركزي ببغداد أثناء زيارته الليلية (واع)

قام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيارة ليلية إلى سجن التحقيق المركزي في مطار المثنى ببغداد. وقال مكتبه الإعلامي في بيان مقتضب أمس (الخميس) إن الزيارة «المفاجئة» جاءت لـ«الاطلاع على أوضاع السجناء وتأكد بنفسه من عدم وجود سجناء من المتظاهرين، وأصحاب الرأي».
وتواجه حكومة الكاظمي ضغوطاً متواصلة للإفراج عن نشطاء وصحافيين اعتقلوا أو قامت جماعات بـ«اختطافهم أو اعتقالهم» منذ أشهر، من دون معرفة أسرهم بمصيرهم حتى الآن. ومن بينهم هؤلاء الصحافيان العاملان في شبكة الإعلام العراقي المملوكة للدولة، مازن لطيف وتوفيق التميمي اللذان اعتقلا قبل نحو 6 أشهر.
بدوره، أعلن هشام داود مستشار رئيس الوزراء، عزم الحكومة على الكشف عن الجهات المتورطة في العنف ضد المتظاهرين بعد إكمال نتائج لجنة تقصي الحقائق.
وقال داود في مؤتمر صحافي أمس، إن «الحكومة تعد جميع ضحايا المظاهرات شهداء، ووجهت مؤسسة الشهداء بسريان قانونها على شهداء المظاهرات». وتحصل أُسر «الشهداء» بحسب القوانين العراقية على مرتبات تقاعدية وامتيازات أخرى وتسهيلات في التعليم والتوظيف في مؤسسات الدولة وغيرها.
وأضاف داود أن «الحكومة ستشكل لجنة لتقصي الحقائق لكشف ملابسات الأحداث التي رافقت المظاهرات، بعد نتائج لجنة تقصي الحقائق سنعلن الجهات المتورطة بالعنف ضد المتظاهرين، والمظاهرات رافقها عنف غير مبرر بحق الشباب». وذكر أن «مجموع الشهداء منذ اندلاع ثورة أكتوبر وحتى الآن بلغ قرابة الـ560 شهيداً من المدنيين والعسكريين».
وبيّن مستشار رئيس الوزراء أن هدف حكومة الكاظمي «دولة قانون ذات هيبة، تحاول الحد من ظاهرة الاختطاف والتغييب، وتراعي الحالات الإنسانية لذوي الشهداء».
وكانت قوات الأمن العراقية قابلت المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت ضد حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي في أكتوبر 2019 بقسوة مفرطة استعملت خلالها الرصاص الحي والمطاط والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن مقتل مئات وإصابة آلاف من المتظاهرين.
ورغم التعهدات والإجراءات المتواصلة التي تعلنها حكومة مصطفى الكاظمي، خاصة المتعلقة بتعويض عوائل ضحايا المظاهرات وتعهدها بالكشف عن قتلتهم، إلا أن أعداداً غير قليلة من جماعات الحراك ما زالت تشكك على نطاق واسع بقدرة الحكومة على تقديم الجناة إلى العدالة، لأنهم في الغالب ينتمون إلى فصائل مسلحة نافذة.
وما زالت الانتقادات متواصلة ضد الحكومة لإخفاقها في الكشف عن الجهات التي اغتالت الخبير والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي مطلع شهر يوليو (تموز) الجاري، أمام منزله في حي زيونة ببغداد.
من جهة أخرى، تواصلت المظاهرات الغاضبة أمس، ضد تردي خدمة الطاقة الكهربائية في محافظة وسط وجنوب البلاد.
وأغلق متظاهرون غاضبون عدداً من الشوارع الرئيسية في محافظة كربلاء، احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء.
وأظهرت صور ومشاهد «فيديو» نشرها متظاهرون قيامهم بإغلاق الطريق السريع في حي رمضان، وسريع قضاء الحر وشوارع في حي الحسين بمركز المدينة، كما قاموا بتطويق مبنى مديرية الكهرباء.
وتكرر مشهد الاحتجاجات الغاضبة في محافظة بابل القريبة، حيث احتشد المئات أمام مبنى مديرية توزيع الكهرباء، وقام المتظاهرون بقطع الطريق العام الرابط بين محافظتي كربلاء وبابل بالإطارات المحترقة.
وأفادت الأنباء الواردة من هناك بوقوع إصابات بين المتظاهرين نتيجة احتكاكهم مع قوات مكافحة الشغب.
وقال ناشطون لوسائل إعلام محلية إن «قوة من مكافحة الشغب قامت بإبعاد المتظاهرين من أمام مبنى مديرية توزيع الكهرباء في بابل بعد أن نظموا تظاهرة حاشدة احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في المحافظة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.