«الشارقة الثقافية»: قراءة نازك للسياب وأسئلة الحداثة في المسرح العربي

«الشارقة الثقافية»: قراءة نازك للسياب وأسئلة الحداثة في المسرح العربي
TT

«الشارقة الثقافية»: قراءة نازك للسياب وأسئلة الحداثة في المسرح العربي

«الشارقة الثقافية»: قراءة نازك للسياب وأسئلة الحداثة في المسرح العربي

صدر أخيراً العدد 46، شهر أغسطس (آب)، من مجلة «الشارقة الثقافية» التي تصدر عن دائرة الثقافة.
وجاءت الافتتاحية بعنوان «المثقف والمتحولات» التي أشارت إلى الحاجة لدور جديد للمثقف العربي، معتبرة أن «نقطة الانطلاق تبدأ عند التخلص من كل النظريات والسلوكيات التقليدية التي طبعت المثقف بمفاهيم لم تعد تلائم العصر أو تنسجم مع الواقع الحالي، كالمثقف العضوي والمثقف الملتزم والمثقف الآيديولوجي، وغيرها من الطروحات الفكرية المسبقة التي أثرت في المشهد الثقافي، وجعلته أسير الصراعات والتناقضات».
أما مدير التحرير نواف يونس، فأشار في مقالته التي حملت عنوان «رغم الجائحة... يتجدد الأمل» إلى أن «جائحة (كورونا) ساعدتنا - رغم مرارتها وقسوتها - على اكتشاف جوانب كانت خفية في حياتنا، ولم نختبرها من قبل، ربما لسهولة وطبيعة العيش الهين الذي كنا نألفه، كما تأججت تلك الأسئلة التي لم تطرق ذهننا أو تشغل بالنا، أسئلة كاشفة وصريحة لتوجهاتنا وتفكيرنا، أوجبت علينا البحث عن إجابات وحلول جلية عن خوفنا كبشر من الوحدة». وفي تفاصيل العدد، إضاءة على صناعة الزجاج الساحرة عند العرب، ليقظان مصطفى، ومتابعة أثر ثلاثة مستعربين إسبان رحلوا في ربيع 2020 لخوسيه ميغيل، إضافة إلى وقفة مع الشاعر والكاتب، الرئيس السنغالي الأسبق ليو بولد سنغور «الذي لم تتغلب عليه مغريات السلطة» لعمر إبراهيم محمد.
في باب «أمكنة وشواهد»، نقرأ عن جولة هشام أزكيض في ربوع مدينة ورزارات التي تعتبر قبلة سياحية وسينمائية معاً، يتجلى فيها سحر الطبيعة والطقس والشمس، وطاف بنا هشام عدرة في أرجاء حماة، مدينة أبي الفداء التي اشتهرت بنواعيرها، بينما قامت الدكتورة أميمة أحمد بزيارة إلى مدينة تميمون في ولاية أدرار التي تشتهر بمياه الفقارة التي أنسنت الصحراء في الجزائر، ووطنت ساكنيها.
أما في باب «أدب وأدباء» فتناول عبده وازن، الكاتب النهضوي الكبير أمين الريحاني الذي زاوج بين روحي الشرق والغرب. وقدم الدكتور رشيد بنحدو مداخلة حول حاجة الرواية العربية إلى الحكاية. ورصد الدكتور المصطفى جا قراءة نازك الملائكة لشعر بدر شاكر السياب. وتوقف أحمد أبو زيد عند الشاعر الرومانسي والصحافي الساخر جورج جرداق الذي كتب قصيدة «هذه ليلتي» التي غنتها أم كلثوم، بينما شارك محيي الدين جاويش بقراءة حول رواية «1984»، والمتغيرات التي يعيشها العالم الآن.
أما عزت عمر فتناول الزمكان الفني في رواية «قمر على سمرقند» للكاتب المصري محمد المنسي الذي اشتغل فيها على الغرائبية، وكتب عبد العليم حريص عن شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي يعد أحد رواد مدرسة الإحياء في الشعر العربي الحديث، وغيرها.
وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات وإصدارات: «المفهوم التراجيدي والدراما الحديثة» لناديا عمر، و«تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية» لنجلاء مأمون، و«التجريبية الشعبية... الدراماتورج وسؤال التراث» لأبرار الأغا، و«الحيرة والتساؤلات بين السرد والمونولوج، في «ماذا يوجد في رأسي» لمصطفى غنايم، وألبير قصيري وروايته «طموح في الصحراء» لسعاد سعيد نوح، و«نجيب محفوظ ناقداً!» للدكتورة هويدا صالح، وغير ذلك من المواضيع. وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لمجموعة من الأدباء العرب.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».