من الأقنعة والقفازات إلى معقمات الأيدي... كيف تكون صديقاً للبيئة في ظل «كورونا»؟

مع توقف عديد من الطائرات عن العمل، وإخلاء الطرق، وتخفيض الانبعاثات، وتقليل الضوضاء والتلوث الضوئي، بدا في البداية أن لوباء فيروس «كورونا» فائدة بيئية. ولكن الآن انتهت فترة الراحة المؤقتة، وبينما تنتهي فترات الإغلاق المرتبطة بالفيروس، من الواضح أن الأمور قد ساءت بطرق أخرى، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
إن التسوق عبر الإنترنت (مع عبوته الزائدة)، واستخدام الأقنعة والقفازات التي يمكن التخلص منها، وتصنيع الألبسة الواقية، وزيادة استهلاك الطعام والشراب الجاهز، ارتفع منسوب استخدام مادة البلاستيك.
وتقدر الرابطة الدولية للنفايات الصلبة أن حدة استعمال البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة قد نمت بنسبة تصل إلى 300 في المائة في الولايات المتحدة. وبعض ذلك ضروري الآن، مثل معدات الحماية الشخصية التي يمكن التخلص منها التي يستخدمها اختصاصيو الصحة والرعاية، على سبيل المثال. ولكن بالنسبة لنا، إذا أردنا العيش مع هذا الوباء في المستقبل المنظور، فقد حان الوقت لإتباع عادات بيئية أفضل. إليك بعض النصائح من الخبراء:
* هل يجب استخدام قناع يمكن التخلص منه؟
من الناحية المثالية لا (ما لم تكن طبيباً بالطبع). تقول ريبيكا بيرجيس، الرئيسة التنفيذية لـ«سيتي تو سي» التي تقوم بحملات مناهضة للتلوث البيئي: «إذا كان القناع مصمماً للاستخدام مرة واحدة، فإن التوجيه الحالي هو أنه يجب أن يذهب إلى حقيبة ثم إلى صندوق، أو مباشرة إلى صندوق إذا كان صندوقاً مغلقاً».
وتابعت: «نحن نشجع الجميع حقاً على صنع أو شراء أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام، حتى لا يكون لها تأثير على البيئة».
وتقول لويز إيدج، وهي مسؤولة في الحملة ضد البلاستيك في «غرينبيس»: «إذا كان الجميع في المملكة المتحدة يرتدون قناعاً يمكن التخلص منه كل يوم لمدة عام، فيمكن إنتاج 66 ألف طن من النفايات البلاستيكية الإضافية، ونحن نستخدم بالفعل كثيراً من البلاستيك. بعض هذه المواد البلاستيكية لا يمكن إعادة تدويرها، ولا يمكن لمراكز النفايات فصل المكونات، لذا فإن معظم الأقنعة البلاستيكية الملقاة في حاويات النفايات المنزلية ستنتهي في مكب النفايات أو المحارق. وبمرور الوقت، سوف تتحلل الأقنعة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة صغيرة جداً، بحيث لا يمكن إزالتها من المحيط أو الأنهار».
* هل يمكن إعادة تدوير المناديل؟
يقول ستيفن كلارك، رئيس الاتصالات في «تيراسايكل يوروب»: «لا... ليست لدينا برنامج لإعادة تدوير المناديل التي تستخدم للتعقيم في الوقت الحالي».
* هل تحتاج إلى غسل كل شيء - بما في ذلك الأقنعة - بدرجات حرارة عالية؟
تقول مايتري شيفكومار، عالمة الفيروسات والمحاضرة في علم الأحياء الجزيئية بجامعة «دي مونتفورت»، ليستر، إنه من المهم غسل الأقنعة بعد كل استخدام؛ لكنها تقول: «لا يوجد دليل ملموس» حول كيفية غسل الملابس. وتنصح إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا بشأن التنظيف المنزلي لزي العمل، بغسل الملابس باستخدام المنظفات عند 60 درجة مئوية (140 درجة فهرنهايت).
* ماذا يجب أن تفعل إذا رأيت الأقنعة والقفازات الملوثة؟
أصبحت معدات الوقاية الشخصية شكلاً مرئياً من القمامة. تقول إيدج: «هناك كثير من المخاطر على الحياة البرية من البلاستيك من جميع الأشكال والأحجام، مثل تناوله والاختناق به، وإطعامه للصغار، واستخدامه في الأعشاش».
إذا رأيت أقنعة وقفازات مهملة ومتناثرة على الأرض، فماذا تفعل؟ يقول أحد الخبراء: «التوجيه هو أنه لا يجب أن تلتقطها بيديك العاريتين؛ لأنها قد تكون ملوثة... أبلغ المجلس المحلي أو حراس الحديقة». ويقترح أنه من المفيد الاستثمار في اختيار القمامة عبر استعمال عصا خاصة لإزالتها.
* هل يجب عليك ارتداء قفازات يمكن التخلص منها؟
بالتأكيد لا، على الرغم من وجود تقارير في الأسبوع الماضي تفيد بأن الوزراء يبحثون فيما إذا كانوا سيشجعونها. وتقول شيفكومار: «رأيت أشخاصاً يرتدون قفازات، وأعتقد أن ذلك يجعلهم يشعرون بأنهم محميون، ولكن مجرد ارتداء القفازات لا يعني أن الفيروس لن يقفز إلى القفازات من أي شيء تلمسه».
وتابعت: «أعتقد أنها تمنح الناس إحساساً زائفاً بالأمان... أعتقد أن الناس لا يجب أن يقلقوا بشأن ارتداء القفازات. فقط اغسل يديك واهتم بعدم لمس وجهك».
* هل يجب شراء زجاجات بلاستيكية من مطهر اليدين؟
تعتقد شيفكومار أن غسل اليدين أفضل من استخدام مطهرات الأيدي: «أعتقد أنه أكثر شمولاً. لا تستخدم المواد الهلامية التي تحتوي على الكحول إلا عندما لا يكون لديك أي خيار آخر».
ويقول إيدج: «في حالة عدم وجود بدائل، فستظل هناك حاجة لبعض المواد البلاستيكية. إذا كان من الملائم للناس أن يقوموا بنقل معقم اليدين إلى حاوية صغيرة قابلة لإعادة الاستخدام، فهذا أمر رائع، ويمكن أن يساعد في تقليل النفايات البلاستيكية، ولكن هذا قد لا يكون سهلاً أو ممكناً للجميع».