واشنطن ترحّب بوقف إطلاق النار في أفغانستان وتدعو لإسراع محادثات السلام

أحد عناصر الأمن الأفغاني في العاصمة كابول (أ.ب)
أحد عناصر الأمن الأفغاني في العاصمة كابول (أ.ب)
TT

واشنطن ترحّب بوقف إطلاق النار في أفغانستان وتدعو لإسراع محادثات السلام

أحد عناصر الأمن الأفغاني في العاصمة كابول (أ.ب)
أحد عناصر الأمن الأفغاني في العاصمة كابول (أ.ب)

رحّبت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، بهدنة جديدة في أفغانستان بين الحكومة ومتمردي «طالبان»، وأبدت أملها بإمكان إطلاق محادثات السلام سريعاً.
وأعلن سفير الولايات المتحدة في كابول روس ويلسون: «أرحب بالإعلان عن هدنة في عيد الأضحى... الأفغان يستحقون الاحتفال بالعيد بسلام»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب السفير على «تويتر»: «أتطلّع لوفاء الجانبين بالتزاماتهما والانتقال سريعاً لإجراء مفاوضات أفغانية - أفغانية».
وعادت محادثات السلام التي تأجّلت طويلاً بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» إلى مسارها الثلاثاء على ما يبدو، بعدما أعلن الرئيس أشرف غني أن المفاوضات قد تبدأ الأسبوع المقبل بينما اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام. ومن المقرر أن تبدأ الهدنة أول أيام عيد الأضحى (الجمعة) لتستمر خلال العطلة.
وعرضت «طالبان» وقف إطلاق النار بعدما تحدث غني عن تحقيق تقدم في عملية تبادل السجناء التي عرقلت بدء المحادثات.
وقال غني أثناء خطاب أدلى به في القصر الرئاسي: «للتعبير عن التزام الحكومة بالسلام، ستستكمل جمهورية (أفغانستان) قريباً إطلاق سراح 5000 سجين من طالبان»، في إشارة إلى عدد متمردي الحركة المحتجزين لدى السلطات والذين كان من المفترض أن يتم الإفراج عنهم بموجب اتفاق أبرمته «طالبان» مع واشنطن في فبراير (شباط).
وأضاف غني: «نتطلع عبر هذه الخطوة لبدء المفاوضات المباشرة مع طالبان خلال نحو أسبوع».
ويأتي إعلان كابول استعدادها لإجراء المحادثات بعدما أشارت «طالبان» الأسبوع الماضي إلى أنها على استعداد كذلك للتفاوض بعد عطلة العيد.
وأمر المتحدّث العسكري باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد في بيان عناصر الحركة «بالامتناع عن تنفيذ أي عمليات ضد العدو خلال أيام عيد الأضحى الثلاثة». لكنه أضاف أن أي هجوم «يشنّه العدو» سيقابل بالقوة.
وستكون الهدنة حال تطبيقها ثالث وقف رسمي لإطلاق النار منذ اندلعت الحرب في أفغانستان عام 2001. وتم وقف إطلاق النار في يونيو (حزيران) 2018 ومايو (أيار) هذا العام.
وبينما سهّلت الهدنتان عمليات إيصال المساعدات إلى أنحاء أفغانستان فإنهما لم تستمرا، إذ سرعان ما عاود المتمردون شن هجمات شبه يومية.
ونصّ الاتفاق الذي أبرمته «طالبان» مع واشنطن في 29 فبراير على مغادرة جميع القوات الأجنبية أفغانستان خلال الأشهر القادمة مقابل عدة تعهدات أمنية قدّمها المتمردون.
كما نص على بدء طالبان وكابول محادثات سلام مباشرة في العاشر من مارس (آذار)، بعد استكمال عملية تبادل السجناء.
لكن الموعد انقضى وسط سجالات سياسية في كابول وخلافات بشأن تبادل السجناء، إذ أشارت السلطات الأفغانية إلى أن بعض سجناء «طالبان» الذين أطلق سراحهم عادوا للقتال.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.