«كوفيد ـ 19» يواصل تفشيه في لبنان... وعودة إلى الإقفال

متنزهون على أحد شواطئ بيروت قبيل حظر التجول إذ يشهد لبنان تزايداً في إصابات «كورونا» (إ.ب.أ)
متنزهون على أحد شواطئ بيروت قبيل حظر التجول إذ يشهد لبنان تزايداً في إصابات «كورونا» (إ.ب.أ)
TT

«كوفيد ـ 19» يواصل تفشيه في لبنان... وعودة إلى الإقفال

متنزهون على أحد شواطئ بيروت قبيل حظر التجول إذ يشهد لبنان تزايداً في إصابات «كورونا» (إ.ب.أ)
متنزهون على أحد شواطئ بيروت قبيل حظر التجول إذ يشهد لبنان تزايداً في إصابات «كورونا» (إ.ب.أ)

في ظلّ تفشي وباء «كورونا»، والتخوف من الانزلاق إلى مستويات أكثر خطورة، عاد لبنان إلى إجراءات أكثر صرامة، منها الإقفال التام بدءاً من 30 يوليو (تموز) حتى 3 أغسطس (آب)، ومن 6 حتى العاشر منه، باستثناء المؤسسات الصحية والغذائية والأمنية وقطاع الدواء والصناعة والزراعة والإعلام.
وأعلن وزير الداخلية محمد فهمي، أنّ الإقفال يشمل «الحانات والسباقات الرياضية والأسواق الشعبية وملاهي الأطفال والحدائق العامة والشواطئ العامة، وإلغاء المناسبات الدينية والحفلات والسهرات».
ومن الإجراءات التي أعلنها فهمي «تخفيض الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل إلى 50 في المائة»، و«إلغاء المناسبات الدينية على أنواعها وكل الحفلات والسهرات وإغلاق دور العبادة، وعلى كافة المطاعم والمقاهي الالتزام بنسبة 50 في المائة من قدرتها الاستيعابية».
وفي حين لم يتخذ أي قرار بشأن إقفال المطار، أكد فهمي أنه بات على جميع الوافدين من البلدان التي تشهد نسبة إصابات مرتفعة «أن يخضعوا لفحص الـ(بي سي آر)، ومن ثم إلى العزل داخل فنادق تحددها وزارة السياحة لمدة أقصاها 48 ساعة على نفقتهم الخاصة لحين ظهور النتائج»، هذا فضلاً عن إلزامية إبراز «جميع الوافدين إلى لبنان نتيجة فحص (بي سي آر) لا يقل تاريخ إجرائه عن 4 أيام».
كان وزير الصحة العامة حمد حسن، أكد أنه بات من الضروري «التراجع خطوة إلى الوراء، والعمل بحزم وشدة وكأن الوباء بدأ الآن» للحؤول «دون وقوع كارثة إنسانية صحية».
وكشف حسن خلال ترؤسه اجتماع «اللجنة العلمية الطبية لمكافحة الأوبئة»، أنه «في ضوء التفشي المجتمعي الحاصل للوباء يتم تسجيل إصابات في معظم المناطق»، داعياً المحافظين والقائمقامين ورؤساء الاتحادات البلدية ورؤساء البلديات إلى «العودة إلى التدبير رقم 4 في ظل التعبئة العامة». كما دعا الوافدين إلى تفهم حساسية الموقف وحراجته والالتزام بالحجر طيلة المدة المحددة.
وأعلن وزير الصحة أن «هناك 222 إصابة داخل القطاع الصحي من أطباء وممرضين وموظفين، ونطلب من كل من يعاني من حالات باردة تحاشي دخول المستشفى».
من جهة أخرى، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، أن لبنان «لا تزال في الموجة الأولى وعلى الجميع التقيد بالإجراءات، التي لا نفع لها من دون وعي المواطن وإدراكه التام لضرورة الالتزام بها، حفاظاً على أهله ومجتمعه».
هذا ووجه الاتحاد العمالي العام كتاباً إلى رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، طالبه فيه باعتماد «نظام مناوبة في الإدارات الرسمية والمصالح المستقلة والبلديات والمصارف حماية للموظفين والمواطنين من خطر (كوفيد - 19)».
وفي ضوء إصابة محامية منذ يومين، اتخذت في قصر العدل في صيدا إجراءات صحية للوقاية، وطلب الرئيس الأول في محاكم الجنوب بالتكليف القاضي ماجد مزيحم، التشدد في تطبيق هذه الإجراءات للقضاة والمحامين كافة ومرتادي قصر العدل لجهة تعقيم اليدين والالتزام بارتداء الكمامات، لا سيما بعد تسجيل إصابات كبيرة بـ«كورونا» على صعيد لبنان.
كذلك طلب مزيحم من القضاة والمحامين التأكد ما إذا كانوا قد خالطوا أياً من القضاة المشكوك بتعرضهم للإصابة، وإجراء فحوص الـ «PCR» للاطمئنان.
واستمر تعليق جلسات المحاكم التزاماً بالقرارات الصادرة عن وزيرة العدل ومجلس القضاء الأعلى ونقابة المحامين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.