غضب في تركيا بعد الهجوم على أتاتورك في افتتاح {آيا صوفيا}

مطالبات بمقاضاة إردوغان ورئيس الشؤون الدينية

أشخاص يسيرون بالقرب من «آيا صوفيا» في إسطنبول (أ.ب)
أشخاص يسيرون بالقرب من «آيا صوفيا» في إسطنبول (أ.ب)
TT

غضب في تركيا بعد الهجوم على أتاتورك في افتتاح {آيا صوفيا}

أشخاص يسيرون بالقرب من «آيا صوفيا» في إسطنبول (أ.ب)
أشخاص يسيرون بالقرب من «آيا صوفيا» في إسطنبول (أ.ب)

اشتعل الغضب في تركيا ضد رئيس هيئة الشؤون الدينية علي أرباش بعدما اعتبر تهجما منه على مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك خلال خطبة الجمعة الماضي في افتتاح مسجد آيا صوفيا في إسطنبول... في الوقت الذي أطلقت فيه إحدى المجلات القريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم دعوة مباشرة لإعلان الخلافة. ودعا حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أرباش للاستقالة، بينما أعلن حزب الجيد أنه ينوي رفع دعوى قضائية بحقه. وطالب اتحاد نقابات محاميي تركيا وشخصيات قضائية وسياسية رئيس هيئة الشؤون الدينية بالاعتذار عن طريق الاستقالة من منصبه، على خلفية مهاجمته أتاتورك خلال خطبة الجمعة الأولى من مسجد آيا صوفيا.
وقال اتحاد المحامين في بيان إن رئيس هيئة الشؤون الدينية مدين بالفضل لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، لما وصل إليه من منصب، مؤكداً أن أتاتورك هو مؤسس الدولة ومحقق الحريات فيها.
وأضاف البيان أن «من يشنون هجوماً على أتاتورك والجمهورية من مناصبهم التي وصلوا إليها بفضل الجمهورية، لن يسامحهم التاريخ... وأن كلمات وعبارات أرباش بحق أتاتورك لا يمكن الموافقة عليها أو قبولها، وهي كلمات مستندة إلى أجندة سرية».
واستهدف رئيس الشؤون الدينية التركية «أتاتورك» في الخطبة التي ألقاها بصلاة الجمعة الأولى في مسجد آيا صوفيا بقوله إن «السلطان الفاتح وهب آيا صوفيا لتركيا شريطة أن يظل مسجدا حتى قيام الساعة واللعنة على من انتهك الشرط».
ودعا الرئيس الفخري بمجلس الدولة التركي، حمدي يافار أكتان، الادعاء العام في تركيا إلى رفع دعوى قضائية ضد أرباش، قائلا إنه إذا كان أرباش يقصد سب أتاتورك فإنه بهذا أهان ذكرى أتاتورك علانية ويتوجب على النيابة العامة فتح تحقيقات بحقه مباشرة بجانب رفع المحاكم المستقلة دعوى قضائية ضده مع المطالبة بحبسه من 4 حتى 6 سنوات.
وعلى مدار الأيام الماضية، نظم عشرات آلاف المغردين حملة واسعة على «تويتر»» تطالب بإقالة رئيس الشؤون الدينية. وعقب حملات بعنوان «يجب إقالة أرباش» و«يجب وضع حد لأرباش»، اضطر رئيس الشؤون الدينية لنشر توضيح أكد فيه أنه لم «يلعن» أتاتورك كونه توفي منذ عقود، وأن الإسلام يدعو للموتى ولا يدعو عليهم، وأنه كان يقصد المستقبل عندما دعا على من يحول آيا صوفيا من مسجد إلى متحف أو كنيسة. لكن الحملات ضد أرباش تواصلت.
وسبق وأن تصاعد مثل هذا الجدل ضد الرئيس رجب طيب إردوغان الذي اتهم بالأمر نفسه عندما ألقى كلمة للشعب عقب قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بداية الشهر الجاري أورد فيها جزءا من وصية السلطان محمد الفاتح الذي «لعن أي شخص يمس وقف آيا صوفيا»، فيما اعتبر أيضاً إهانة بحق مؤسس الجمهورية، وتحركت نقابات لرفع دعاوى قضائية بحق إردوغان بتهمة إهانة أتاتورك، وهي تهمة ينص عليها القانون التركي.
وبالمثل أثارت اللوحة الرئيسية التي وضعت على مدخل مسجد آيا صوفيا الكثير من الجدل، حيث سمي المسجد «مسجد آيا صوفيا الكبير الشريف»، وكتب ذلك حرفياً بأربع لغات، لكن العض اعتبر ذلك أيضاً تعدياً على اللغة التركية، معتبرين أن التسمية بهذا الشكل تأتي من اللغة العربية، وكان لا بد من تسميته بالمصطلحات التركية الأصلية وليس المصطلحات العربية، وكتب البعض «نحن أتراك ولسنا عربا، ولغتنا التركية وليست العربية».
وبالتزامن، شن مغردون حملة على بلال إردوغان نجل الرئيس التركي، لظهوره في برنامج أول من أمس وحديثه عن مسألة تغيير أحرف اللغة التركية من قبل أتاتورك، معتبراً أن تغيير الأحرف أو الملابس أو الشكل ليس هو معيار تقدم الأمم، وأن تركيا تقدمت خلال العشرين عاما الأخيرة على أيدي رجال متمسكين بدينهم.
في غضون ذلك، دعت مجلة «جيرشيك حياة» (الحياة الحقيقية) المقربة من حزب العدالة والتنمية، الحاكم في عددها الجديد، الصادر أول من أمس، بصورة مباشرة إلى إعلان الخلافة في تركيا. ونشرت المجلة على غلافها عبارة باللغة العربية تقول: «إذا ليس الآن فمتى؟ إذا لست أنت فمن؟ اجتمعوا من أجل الخلافة».
وكتبت المجلة في الجزء العلوي من المجلة باللغة التركية: «آيا صوفيا وتركيا اليوم أحرار».
والمجلة مملوكة لرجل الأعمال مصطفى ألبيراق، رئيس المجلس التنفيذي لصحيفة «يني شفق» المعروفة بقربها الشديد لحزب العدالة والتنمية.
وكان من اللافت استخدام الحروف العربية التي كانت مستعملة خلال العهد العثماني، وتوقفت بإعلان قيام الجمهورية التركية، تزامنا مع حديث بلال إردوغان عن أن أتاتورك، اتخذ خطوات أفقدت تركيا طابعها التاريخي بسبب التخلي عن الحروف العربية والزي العثماني، قائلا إن «الأطفال لقّنوا خلال المرحلة الابتدائية أن تركيا غير منسجمة مع العالم بسبب الحروف العربية المستخدمة في العهد العثماني... إذن لماذا لم تغير الصين واليونان الأبجدية الخاصة بهما؟ هذا يعني أنه لا علاقة للتطور بالحروف الأبجدية المستخدمة».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.