مشاركة المرأة السعودية في أنشطة الرياضة زادت 150 %

أكد الأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أنهم يسعون دوماً إلى توفير فرص نوعية لكل أفراد المجتمع السعودي لحثهم على اكتشاف حبهم للياقة البدنية، من أجل الوصول إلى مجتمع صحي ونشط، وأنهم مكلفون بتعزيز وزيادة تفاعل النشاط البدني، من خلال مشاركة النساء في هذا التوجه الوطني وقيادتها له، والدعم القوي الذي يحظين به من برنامج جودة الحياة، ووزارة الرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية، وهو ما يسمح للرياضة النسائية السعودية بتحقيق مستهدفات رؤية 2030».
وتشهد الرياضة النسائية في السعودية ازدهاراً خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث ازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية عبر الأعوام الخمسة الماضية بنسبة 150 في المائة، وذلك وفق إحصائيات وزارة الرياضة.
ومن خلال ممارسة الرياضة، تسعى النساء؛ سواء كنّ مبتدئات في ممارسة الرياضة أو سيدات محترفات في أداء تمارين اللياقة البدنية، إلى الاستمتاع بأسلوب حياة صحي ونشط. ويعزى هذا الإقبال الكبير إلى عوامل عديدة؛ منها زيادة الوعي بفوائد تبنّي نمط حياة صحية، وارتفاع فرص المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة، إضافة إلى وجود العديد من الشخصيات المؤثرة والملهمة في هذا المجال.
ولمواكبة تطلعات برنامج «جودة الحياة - أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030»، يعمل الاتحاد السعودي للرياضة للجميع باستمرار على رفع نسبة المشاركة الرياضية الأسبوعية إلى 40 في المائة بحلول عام 2030، من خلال توفير بيئة رياضية أكثر شمولاً وتشجيع مزيد من الفتيات والنساء على ممارسة الرياضة.
وأطلق الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في شهر فبراير (شباط) الماضي، أول دوري مجتمعي لكرة القدم للسيدات في المملكة، وذلك لتلبية الحاجة لوجود هذا النشاط على مستوى المجتمع المحلي.
وفي هذا الصدد، قالت رَوح العرفج مديرة المشاريع الخاصة في الاتحاد: «تعد هذه المبادرة فرصة للاعبات من كل المستويات اللاتي يبحثن عن دوري منظم تحت مظلة رسمية، إضافةً للمدربات والحكام من فئة السيدات ممن هن بحاجة إلى الاعتراف بهن. كما يقدم الدوري البنية اللازمة للأندية القائمة التي قد تواجه مشاكل متعلقةً بمحدودية الوصول إلى المعدات أو الملاعب أو النظام المناسب للتنافس بشكل عادل ومنصف. لذلك سيفتح هذا الدوري الأبواب لكل النساء المهتمات بكرة القدم».
ولأن رياضة كرة القدم من أكثر الرياضات شعبيةً في المملكة، يعد دوري كرة القدم للسيدات أول دوري في المملكة على مستوى المجتمع يستطيع تلبية الحاجة إلى تخصيص هذه الرياضة للسيدات اللاتي تبدأ أعمارهن من 17 سنة وما فوق.
وبعد نجاح إطلاق دوري كرة القدم للسيدات، تبع ذلك نجاح آخر وهو تأسيس فريق الأخضر السعودي، حيث استطاع هذا الفريق الذي تم تأسيسه في عام 2018، من تحقيق المركز الثاني في كأس العالم للأهداف العالمية التي أقيمت في عام 2019 على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهذا ما يعد أول منافسة عالمية تشارك فيها المرأة السعودية من خلال فريق الرياضات المحلية.
وقالت المدربة مرام البتيري: «لقد كانت تجربة رائعة من حيث كيفية ربط شغفنا بالرياضة مع أهداف ذات تأثير على مستوى المجتمع والوطن والعالم برمته. وبما أنني جزءٌ من فريق الأخضر الذي يتنافس لأول مرة مع فرق عالمية، فإني أعتبر هذه المشاركة أمراً مشرفاً لي وحلماً بات حقيقة».
في حين عبرت زميلتها المدربة لجين كشغري عن مدى فخرها بإنجازات المملكة، التي تبدأ على مستوى الرياضة المجتمعية بالقول: «يبذل الاتحاد السعودي للرياضة للجميع جهوداً كبيرة لاستخدام الرياضة كقوة لتشجيع المجتمع على تبني نمط حياة صحي ونشط».
وتعد مرام البتيري ولجين كشغري ورؤى حمزة قطان، المدربات السعوديات الثلاث والوحيدات اللاتي حصلن على شهادة اعتراف من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وحضرن جلسات متخصصة في تدريب هذه الرياضة. حيث تم اختيارهن لقيادة الدورات التدريبية العربية كجزء من النادي الافتراضي لكأس العالم للأهداف العالمية، الذي تم تنظيمه عن بعد، واختتم في التاسع من شهر يوليو (تموز) هذا العام.
وقالت رؤى قطان إن «النادي الافتراضي كان من إحدى الفرص الرائعة لفريق الأخضر التي أتاحت لنا تقديم جلسات تدريبية باللغة العربية». وأضافت: «هذا النجاح الذي وصلنا إليه لم يكن ليتحقق دون دعم أعضاء فريق الأخضر وإدارة الاتحاد السعودي للرياضة للجميع الملتزم بتحقيق أهداف وزارة الرياضة تحت مظلة رؤية المملكة 2030».
وفي تعليقه على الإنجازات التي بدأت المرأة السعودية بتحقيقها في مجال الرياضة، قال أسامة النويصر مدير إدارة التسويق والتواصل في الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، إن «الاستثمار في هذا المجال على المستوى المحلي، وإظهار القدوة الإيجابية والدعم المستمر من الاتحاد في الحملات والفعاليات المبتكرة، سيسهم في الكشف عن مزيد من المواهب الرياضية النسائية في السعودية».
ولضمان استمرارية تحقيق أهداف الاتحاد السعودي للرياضة للجميع وعدم توقف أنشطته بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، أطلق الاتحاد حملة «بيتك ناديك»، التي تهدف إلى تشجيع ممارسة النشاط البدني خلال فترة الحجر المنزلي. وكجزء من المبادرة، عيّن الاتحاد مجموعة من الشخصيات الرياضية الرائدة سفراء للحملة، ومن ضمنهم سيدات متخصصات في مجال اللياقة البدنية، عملن على تقديم مجموعة من النصائح للتمارين المنزلية، وذلك لرفع نسبة المشاركة من النساء.
كما أطلق الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في شهر يونيو (حزيران) الماضي «مهرجان اللياقة للسيدات»، الذي يعد المهرجان الأول من نوعه ضمن اللياقة البدنية للمرأة في السعودية، حيث قدّم هذا الحدث الافتراضي جلسات واجتماعات حوارية مع مجموعة من قادة الفكر في مجال الرياضة وغيرها من المجالات، تحدثن فيها عن مواضيع تتعلق بالتغذية واللياقة والتمارين، على مدار 3 أيام.
هتون قاضي، مشرفة ومديرة الجلسات الحوارية في مهرجان اللياقة للسيدات، قالت إن المهرجان وفّر فرصة رائعة للنساء والفتيات للاستماع بشكل مباشر إلى التجارب النسائية الملهمة في المجال الرياضي.
وأضافت: «النشاط الرياضي أمر مفيد للصحة الذهنية والبدنية على حد سواء، وقد وصل إلى مرحلة أصبح فيها إحدى المهن المطلوبة، التي تدر دخلاً على الأشخاص الممارسين له بشكل احترافي. كما ساعد المهرجان في تسليط الضوء على كيفية تنظيم الوقت بين ممارسة اللياقة البدنية والأمور المتعلقة بالأمومة، وكيفية التغلب على الحواجز التي تمنع النساء من ممارسة الرياضة، من خلال سرد مجموعة من القصص الملهمة لبعض القياديات وكيف بدأن في رحلة اللياقة البدنية».
وفي إحدى الجلسات الحوارية التي قدمها مهرجان اللياقة للسيدات، تحدثت المدربة ناجية الفضل مديرة التدريب في صالة رياضية في جدة، عن دور الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في توفير الفرص للنساء. وقالت: «يوجد كثير من الصالونات الرياضية المخصصة للفتيات في وقتنا الحاضر، وسيكون هناك مزيد في المستقبل، وهذا تقدم ملحوظ. وعلينا أن ندعم النساء اللاتي يرغبن في ممارسة الرياضة سواء كانت ممارستهن لها هواية أو أسلوب حياة أو حتى كمهنة بشكل احترافي. ومع النهضة التي حصلت للمملكة في السنوات الأخيرة، نؤمن بوجود كثير من الفرص للنساء في مجال الرياضة خصوصاً مع الجهود التي يبذلها الاتحاد السعودي للرياضة للجميع في هذا الصدد».
وانسجاماً مع أهداف الاتحاد السعودي للرياضة للجميع لتشجيع تبني نمط حياة أكثر صحة ونشاطاً، شهد شهر مارس (آذار) الماضي، إطلاق برنامج الأيام الرياضية الوطنية للفتيات التي استمرت على مدار ستة أسابيع، واستقطبت 24000 طالبة تتراوح أعمارهن ما بين 6 و12 سنوات من 499 مدرسة مشاركة. ويأتي تصميم هذا البرنامج من الاتحاد السعودي للرياضة للجميع ليسهم في دعم أنشطة برنامج «جودة الحياة» - أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 - من خلال تعزيز المشاركة الرياضية للفتيات في المدارس عبر العديد من الأنشطة المختلفة وتشجيع الطالبات على ممارستها، ورفع مستوى الوعي بأهمية الرياضة في تحسين صحتهم ولياقتهم.
وفي هذا الإطار، قالت مديرة مشروع برنامج الأيام الرياضية الوطنية للفتيات، كيرستن بتلر إن «الابتسامات والضحكات التي رأيناها على أوجه الطالبات والهتاف الحماسي لزميلاتهن أثناء ممارستهن للأنشطة الرياضية، يدل بشكل واضح على أن جميع الفتيات المشاركات استمتعن فعلاً بهذه الفعالية، وأنا على يقين بأن تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة منذ الصغر، سيجعل المجتمع السعودي أكثر صحة وقوة».