كعادتها اليومية، أجرت أيموزي كوانها، 59 عاماً، من أقلية الإيغور المسلمة، اتصالاً هاتفياً بابنها للاطمئنان على أحواله؛ قبل أن ينقطع الاتصال، وتختفي كوانها بعدها بنحو أسبوعين، من تركيا التي وصلت إليها هاربة من بلدها، بعدما اعتقدت أنها «ملاذ آمن»، بعد وعود الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحمايتهم ضد حملة القمع التي تتبعها السلطات الصينية ضد مسلمي الإيغور.
لمدة أسبوعين، ظلت كوانها، المُصابة بالخرف وأم لابنين، مختفية، لا يعرف أحد عنها شيئاً، حتى أجرت اتصالاً هاتفياً مع ابن لها من مركز احتجاز في إزمير التركية، والذي انتقلت منه لاحقاً إلى طاجيكستان على الرغم من أنها لم تعش هناك من قبل أو تحمل الجنسية الطاجيكستانية، ومنها إلى الصين، حسب مصادر مُقربة منها تحدثت لصحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية.
وبينما تنفي السلطات التركية وجود المرأة الإيغورية في مراكز احتجاز تابعة لها، كشفت سجلات المكالمات الهاتفية إجراءها أكثر من اتصال تليفوني داخل المركز إلى عائلتها. وتعتقد أسرتها أنها ضحية سعي أنقرة للحفاظ على استثمارات الصين على أراضيها التي تُقدر بمليارات الدولارات.
وكونها ليست الحالة الوحيدة من مسلمي الإيغور التي تنتقل من تركيا إلى الصين عبر دولة وسيطة، حيث جرى تسليم حالات مشابهة بنفس الطريقة أبرزهم زينيتغول تورسون، وهي امرأة أخرى من الأيغور تم ترحيلها إلى طاجيكستان العام الماضي مع ابنتيها. كما لم يكن لديهن صلات بطاجيكستان، وبعد وصولهن، تم إرسالهن إلى الصين.
ودفع تردي وضع تركيا الاقتصادي وتوتر العلاقات مع أوروبا إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الصين، حيث استثمرت الأخيرة مليارات الدولارات في تطوير البنية التحتية التركية. ويقول إسماعيل جنكيز، وهو ناشط إيغوري بارز، إن هذا التحسن في العلاقات واعتماد أنقرة المتزايد على استثمارات بكين انعكس على أوضاعنا في تركيا، لتأتي قضيتنا ثانية عقب الاستثمارات بالنسبة إلى المسؤولين الأتراك.
واستقبلت تركيا آلافاً من الإيغوريين ممن فروا من بلادهم، حيث يُقدر عددهم بنحو 50 ألف شخص موجودين في المدن التركية، حيث سكن غالبيتهم حي زيتينبورنو في إسطنبول، الذي امتلأ بالمحال التجارية التي تبيع الملابس الإيغورية، والمطاعم التي تقدم أبرز الأكلات الشعبية عندهم.
«عبر دولة وسيطة»... هكذا تُسلّم تركيا مسلمي الإيغور إلى الصين دون الإخلال بوعدها بحمايتهم
«عبر دولة وسيطة»... هكذا تُسلّم تركيا مسلمي الإيغور إلى الصين دون الإخلال بوعدها بحمايتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة