كيفين شيدي: تشارلتون جعل منتخب جمهورية آيرلندا قادراً على مقارعة الكبار

لاعب خط الوسط السابق أكد أن مدربه الإنجليزي لم يحصل على التقدير الذي يستحقه

تشارلتون يحيي الجماهير في مونديال 1994 الذي أقيم بالولايات المتحدة (الغارديان)
تشارلتون يحيي الجماهير في مونديال 1994 الذي أقيم بالولايات المتحدة (الغارديان)
TT

كيفين شيدي: تشارلتون جعل منتخب جمهورية آيرلندا قادراً على مقارعة الكبار

تشارلتون يحيي الجماهير في مونديال 1994 الذي أقيم بالولايات المتحدة (الغارديان)
تشارلتون يحيي الجماهير في مونديال 1994 الذي أقيم بالولايات المتحدة (الغارديان)

تأثرت كثيرا بمشاهدة وقراءة كلمات الرثاء والتقدير للأسطورة الإنجليزية جاك تشارلتون بعد وفاته، وكان من المحزن للغاية أن أعرف بوفاة هذا الرجل العظيم. لكن بشكل عام، عندما أفكر في جاك فإن ذلك يرسم الابتسامة على وجهي، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه جعلني أعيش أفضل لحظات حياتي في كرة القدم مع منتخب جمهورية آيرلندا، كما أنه كان شخصية رائعة يحب المرء دائما أن يكون بصحبتها.
لقد كان جاك مرحا للغاية، لكنه ربما لم يكن هو نفسه يدرك ذلك في بعض الأحيان. وكنت أحب دائما أن أكون معه عندما يكون في حالة مزاجية جيدة. ومع ذلك، كان جاك يمتلك شخصية قوية، وكان قادرا على اتخاذ القرارات الصعبة والدفاع عن وجهة نظره باستماتة، كما كان قائدا عظيما. وقبل تعيين جاك كمدير فني لمنتخب آيرلندا عام 1986. كان لدينا لاعبون جيدون جداً لكننا كنا نفتقر للقائد القادر على توجيهنا نحو الاتجاه الصحيح، ولم نكن نشارك في المنافسات والبطولات الكبرى. لكن عندما جاء إلينا جعلنا فريقا قويا يؤمن بقدرته على هزيمة أي منافس.
لم أنضم لقائمة منتخب آيرلندا في بعض المباريات القليلة فور توليه المسؤولية نظرا لأنني كنت مصابا، لكن عندما عدت من الإصابة وانضممت للفريق أدركت على الفور أنه يمتلك رؤية واضحة وأفكارا يسعى لتطبيقها، وكان يحدثنا بكل صراحة عن ذلك الأمر. لقد كان يعرف جيدا النظام الذي يريد تطبيقه، وكان يضم اللاعبين الذين تتناسب قدراتهم مع هذه الطريقة ويستبعد أي لاعب، مهما كانت نجوميته، إذا كان لا يناسب هذه الطريقة – حتى لو كان هذا اللاعب هو النجم الشهير ليام برادي!
وكان يركز في التدريبات بصورة أساسية على الكيفية التي نريد أن نلعب بها، وكان يعتمد على الكرات الطويلة. وقال النقاد إنه كان يمتلك مجموعة مميزة للغاية من اللاعبين في تلك الفترة وكان يمكنه اللعب بطريقة مختلفة من أجل استغلال قدراتهم وإمكانياتهم، لكننا في الحقيقة جربنا ذلك من قبل ولم نحقق النتائج المرجوة، وبالتالي كنا مستعدين للعب بالطريقة التي يريد جاك تطبيقها. وما أغفله النقاد أيضاً هو أنه عندما يكون لديك ستيف ستونتون على الناحية اليسرى، وكريس هيوتون أو دينيس إيروين في مركز الظهير الأيمن، فإن الكرات الطويلة كانت تتسم بالدقة الشديدة.
لم يكن جاك يحب أن يغامر اللاعبون عندما تكون الكرة في حوزتهم في نصف ملعبنا، وكان يقول «دعونا ننقل الكرة بسرعة إلى نصف ملعب الفريق المنافس». وعلى مدى فترة من الزمن، لم تكن تتاح لنا الكثير من الفرص أمام المرمى وكنا نعتمد في المقام الأول على الكرات الطويلة.
بدأنا نحقق الفوز من خلال مفاجأة الفرق المنافسة واستخلاص الكرات في نصف ملعبها، ولم يكن ذلك شيئا مألوفا في ذلك الوقت. في الحقيقة، لا أعتقد أن جاك قد حصل على التقدير الذي يستحقه كمدير فني، فقد كان مديرا فنيا بارعا. يتحدث الناس الآن عن الضغط العالي الذي يطبقه المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، والمدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا، والكيفية التي يتمكن بها فريقيهما من استخلاص الكرات بسرعة من الفريق المنافس، لكن جاك كان يجعلنا نقوم بهذا الأمر منذ فترة طويلة. كانت المنتخبات تحب بناء الهجمات من الخلف، لكنها لم تكن قادرة على اللعب بنفس الطريقة أمامنا، وعندما بدأنا نحقق الفوز بدأنا نكتسب ثقة كبيرة.
ويعود جزء كبير من نجاحنا في تلك الفترة أيضا إلى العلاقة الجيدة بين جاك ولاعبيه. وفي الحقيقة، كنت محظوظاً لأنني كنت جزءاً من فريق إيفرتون خلال الفترة التي كان يحقق فيها نتائج رائعة، وكانت العلاقة بين اللاعبين ممتازة أيضا. وكان نفس الأمر موجودا في منتخب آيرلندا أيضا، وكان جميع اللاعبين يحبون فترة انضمامهم لصفوف المنتخب لأنهم كانوا يقضون وقتا ممتعا.
لقد كان جاك يتركنا نتحدث سويا ونتواصل اجتماعيا في الأوقات المناسبة، لكنه كان يتأكد من أننا نستعد للمباريات بشكل صحيح. وعلاوة على ذلك، كانت العلاقة بيننا وبين الجمهور رائعة، وكنا نلعب وكأننا «فريق الشعب». عندما كنا نصل من أنديتنا للانضمام لمعسكر المنتخب كنا نتحدث سويا ونستمتع كثيرا بمثل هذه الأوقات، كما كنا نختلط بالجمهور ونتفاعل معه. كنا نتدرب يومي الاثنين والثلاثاء ونلعب يوم الأربعاء.
وتحت قيادة جاك، لم نكن نعيش في عزلة أثناء المعسكرات على الإطلاق، بل كان يمكن للجمهور أن يتجول بيننا ويتحدث معنا ونوقع له على أوتوغرافات. لقد كان جاك يحب هذه البيئة المفتوحة، ولم يكن يرغب في أن يشعر أي شخص بأنه محاصر أو معزول. لقد كان حريصا على أن يجعل الجميع يشعرون بالراحة، لذلك عندما كنا ننزل إلى أرض الملعب كنا نقدم أفضل ما لدينا. وكان الفوز على إنجلترا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1988 بمثابة لحظة رائعة بالنسبة لنا، وأعتقد أن جاك كان سعيدا بذلك رغم أنه تسبب في خسارة منتخب بلاده. من المؤكد أنه كان يتعرض لضغوط كبيرة قبل المباراة نظرا لأنه إنجليزي، وبالتالي كان متوترا خلال تلك الفترة، لكنه استمتع بهذا الانتصار على أي حال.
وعندما عدنا من كأس الأمم الأوروبية عام 1988، احتفلنا بين الجماهير في حافلة مكشوفة وحظينا باستقبال رائع، لكن رد الفعل بعد وصولنا إلى ربع نهائي كأس العالم عام 1990 كان مختلفا تماما. لقد مررت بواحدة من أفضل اللحظات في مسيرتي الكروية عندما سجلت أول هدف لآيرلندا في كأس العالم في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام إنجلترا بهدف لكل فريق في المباراة الافتتاحية، وكان الاحتفال في حافلة مكشوفة في دبلن لدى عودتنا بمثابة أمر لا يصدق.
لقد كان جاك محبوباً من الجميع، وكان يستمتع بشعبيته الجارفة أنه كان يحب الناس. ورغم بذلك، كان متواضعا للغاية، ولم أسمعه ذات مرة يتفاخر بأنه فاز بلقب كأس العالم مع المنتخب الإنجليزي عام 1966. ولم يكن من نوعية المديرين الفنيين الذين يقولون للاعبين: «لقد فعلت هذا، ونجحت في الحصول على ذلك». لكن كان لديه الوقت للاستماع للجميع، وكان سعيداً دائماً بتوقيع الأوتوغرافات أو الحديث مع الجمهور. وكان يذهب إلى جميع أنحاء آيرلندا للصيد وكان له تأثير كبير على الجميع هناك. (خاض كيفين شيدي 46 مباراة دولية مع منتخب جمهورية آيرلندا خلال الفترة بين عامي 1984 و1993).


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

هل انتهت قصة الحب المتبادل بين صلاح وليفربول؟

استأثرت العروض الرائعة التي يقدمها محمد صلاح على أرضية الملعب وتصريحاته النارية بشأن مستقبله في صفوف ليفربول حيث ينتهي عقده بنهاية الموسم بالأضواء

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

يسعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن تكون 30% من طواقم تدريب منتخبات إنجلترا للرجال من خلفيات عرقية متنوعة بحلول عام 2028.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.