مقتل مشرفين حوثيين ميدانيين في معارك نهم وتعز

TT

مقتل مشرفين حوثيين ميدانيين في معارك نهم وتعز

أفادت مصادر عسكرية رسمية في الجيش اليمني بمقتل قيادات حوثية بارزة في مديرية نهم (شرق صنعاء) وتعز (جنوب غرب)، خلال اليومين الماضيين، وتحرير قوات الجيش الوطني مواقع جديدة في جبهة قانية، شمال البيضاء (جنوب شرق) كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تقوم بحملات تهجير قسري واختطافات واسعة في المناطق التي ما زالت تخضع لسيطرتها في منطقة العود مديرية قعطبة ومديرية الحشاء، شمال وغرب الضالع (بجنوب البلاد) ومن يرفض ترك منزله تهدد بنسفه، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي سلسلة انتهاكاتها اليومية بحق المدنيين في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة (غربا) ومناطق في الساحل الغربي.
وفي الأثناء، أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تنفيذ عملية إتلاف وتفجير 838 لغما وقذيفة غير منفجرة في مديرية باب المندب بالساحل الغربي.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد نائب ركن التوجيه في اللواء «22 ميكا» بتعز، عبد الله الشرعبي: «مقتل القيادي الحوثي المدعو أبو كهلان، مشرف ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة الكهرباء بحي عصيفرة، شمال مدينة تعز، من خلال استهدافه، ظهر الجمعة، من قبل أفراد قوات اللواء 22 ميكا في عصيفرة».
وعلى صعيد ميداني متصل، أعلن الجيش الوطني، مساء الخميس، مقتل عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بينهم قيادات ميدانية في مديرية نهم (شرق صنعاء) إثر استهدافهم بقصف مدفعي لقوات لجيش أثناء اجتماع لهم. وقال عبر موقعه الإلكتروني الرسمي «سبتمبر.نت»، إن «مدفعية الجيش استهدفت اجتماعا لعدد من قيادات الميليشيا الحوثية في جبهة نهم، مما أدى إلى تدمير مقر الاجتماع ومصرع وجرح كل من كان بداخله، بالتزامن مع قصف مدفعية الجيش تعزيزات للميليشيا الحوثية في الجبهة، مما أسفر عن تدمير عدد من العربات القتالية التابعة لها، ومصرع من كان على متنها».
وأشار الموقع إلى «مقتل وجُرح عدد من عناصر الميليشيات في مواجهات بمواقع متفرقة مع الجيش في الجبهة ذاتها، فيما تواصل مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهداف مواقع وتجمعات الميليشيا المتمردة في الجبهة، وتكبدها خسائر كبيرة في العدد والعدة».
وعلى وقع المعارك التي تخوضها قوات الجيش الوطني في البيضاء، بإسناد من المقاومة الشعبية وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، تمكنت قوات الجيش، الجمعة، من تحرير مواقع استراتيجية في جبهة قانية، وذلك عقب هجمات شنتها قوات الجيش على مواقع تمركز الميليشيات الحوثية التي تكبدت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها، وفق ما أكده موقع الجيش الذي نقل قائد اللواء 117 مشاة العميد أحمد النقح، قوله إن «قوات الجيش مسنودة برجال القبائل تخوض مواجهات مستمرة وسط انهيارات كبير في صفوف الميليشيا المتمردة».
وأكد العميد النقح أن «الميليشيا تكبدت خلال الأيام الماضية خسائر بشرية ومادية كبيرة بنيران أبطال الجيش وغارات دقيقة لطيران تحالف دعم الشرعية التي استهدفت مواقع وتعزيزات الانقلابيين في جبال اليسبل ومسعودة الاستراتيجية». مشيرا إلى أن «المعنويات العالية التي يتمتع بها الجيش وعزمهم الكبير تؤكد بأنهم ماضون نحو تحرير محافظة البيضاء وكل تراب اليمن من ميليشيا الحوثي المتمردة».
وفي غضون ذلك، قالت مصادر محلية في منطقة العود بالضالع، إن «الميليشيات الحوثية أقدمت خلال الأيام الماضية على إجبار أهالي عزل القَرن والمَعزوب والقرى المحيطة من بيت الشرجي جنوبي منطقة العود في قعطبة على النزوح القسري من منازلهم تحت تهديد السلاح وحولتها إلى ثكنات عسكرية». مضيفة، بحسب ما نقل عنه المركز الإعلامي لمحور الضالع العسكري، أن «الميليشيات الحوثية تتصرف بشكل هستيري ضد الأهالي وذلك بدفعهم بالقوة على مغادرة منازلهم».
وذكرت المصادر أن «من يرفض من المواطنين مغادرة منزله تقوم الميليشيات بتهديده بنسف المنزل مع توجيه تهمة العمالة لما تسميه بـ(العدوان والدواعش)، مما دفع أغلبية أهالي القرى المذكورة إلى النزوح قسراً دونما وجهة وسط ظروف إنسانية صعبة باتوا يفتقدون فيها للمأوى والغذاء، وأن الميليشيات الحوثية أقدمت على هذا التصرف بعد العملية العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الجنوبية والمشتركة في قطاع هِجار - باب غلق معلنة بذلك اتهام المواطنين على أنهم يقومون بإرسال المعلومات للقوات الجنوبية وكذا إحداثيات لمقاتلات التحالف وحملتهم مسؤولية خسائرها السابقة».
كما تحدثت مصادر أخرى في مديرية الحشاء، أن «الميليشيات الحوثية قامت بشن حملات اختطافات واسعة في الأيام الماضية تزامنت مع عمليات التهجير بحق المواطنين جنوبي منطقة العود، بما فيهم اختطاف شخص يدعى أحمد الحاج الحيقي من وسط مدينة إب واقتادته إلى جهة مجهولة؛ حيث المذكور من أهالي عزلة المرضامة بلاد الحيقي التابعة لمديرية الحشاء بالضالع، كما اختطفت شخص يدعى سمير الصلاحي من بلاد الأحذوف». وتابعت «أقدم مسلحون على متن آليات عسكرية تحمل شعار ميليشيا الحوثي يوم الاثنين الماضي على اقتحام قرية المرضامة، وأطلقت النار في الهواء وأقدمت بعدها على اختطاف شخص يدعى محمد علي حمادي الحالمي وآخر يدعى حسن علي صالح البدوي» وأن «أهالي المختطفين لا يعرفون ماهية التهم الموجهة لذويهم ولا مكان احتجازهم حتى الآن».
ويعيش أهالي المناطق التي ما زالت تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية في أوضاع إنسانية مأساوية؛ حيث تمارس هذه الميليشيات، بحسب المركز الإعلامي لمحور الضالع، أنواع الجرائم والانتهاكات منذ قدومها واجتياحها مناطقهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.