ترحيب عراقي بتحرير الناشطة الألمانية من خاطفيها

هيلا ميفيس التي حررت من قبضة خاطفيها في بغداد (أ.ف.ب)
هيلا ميفيس التي حررت من قبضة خاطفيها في بغداد (أ.ف.ب)
TT

ترحيب عراقي بتحرير الناشطة الألمانية من خاطفيها

هيلا ميفيس التي حررت من قبضة خاطفيها في بغداد (أ.ف.ب)
هيلا ميفيس التي حررت من قبضة خاطفيها في بغداد (أ.ف.ب)

نجحت قوات الأمن العراقية، أمس الجمعة، في تحرير الناشطة الألمانية هيلا ميفيس التي اختطفت مساء الاثنين الماضي قرب مقر إقامتها في حي الكرادة وسط بغداد.
وكشفت وزارة الداخلية في بيان جزءاً من تفاصيل عملية التحرير، قالت فيه: إن «القوات الأمنية في وزارة الداخلية متمثلة بوكالة الاستخبارات وتشكيلات خلية الصقور واستخبارات الشرطة الاتحادية بالإضافة إلى مكافحة إجرام بغداد تمكنت، بمتابعة شخصية مستمرة من قبل القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وإشراف مباشر لوزير الداخلية عثمان الغانمي وإشراف ميداني لوكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، من تحرير الناشطة الألمانية هيلا ميفيس بعد نحو 72 ساعة من اختطافها في منطقة الكرادة ببغداد». وأضافت الوزارة، أن «عملية التحرير جرت في إحدى مناطق الرصافة وأن جهود وزارة الداخلية تكللت بتحرير المختطفة نتيجة العمل الاستخباري وتقاطع المعلومات ومتابعة الكاميرات ورصد كل ما يتعلق بجريمة الاختطاف». وكان مصدر في مكافحة الإجراء التابعة لوزارة الداخلية ذكر في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» أن «الخاطفين توجهوا بعد العملية إلى مدينة الصدر الشعبية» التي تقع شرق العاصمة في جانب الرصافة. وذكر البيان أن «وزير الداخلية قام بتسليم الناشطة الألمانية هيلا ميفيس إلى القائم بأعمال السفارة الألمانية في بغداد، وقد قدم وفد السفارة شكرهم للقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكل تشكيلات الوزارة المشاركة في عملية تحرير المختطفة». وأوضح مصدر أمني آخر لوكالة الصحافة الفرنسية تفاصيل تحرير ميفيس، قائلاً إن خلية الصقور الاستخباراتية، وهي قوات نخبة، تمكنت من تتبع أحد المسؤولين عن عملية الخطف من خلال كاميرات المراقبة. وأضاف: «تم اعتقال الشخص وزعم أنه ينتمي إلى أحد فصائل الحشد الشعبي» التي تضم فصائل موالية لإيران. ولفت إلى أنه «تم التوصل إلى تسوية لتجنب مصادمة، بإطلاق سراح المعتقل في مقابل تحرير الرهينة الألمانية».
ورحب المتحدث باسم الحشد الشعبي مهند العقابي على «فيسبوك» و«تويتر» بتحرير ميفيس، داعياً في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية إلى «التحقيق عن سبب تواجد هذه الأجنبية في العراق بالخفاء لمدة ثماني سنوات دون موافقات أمنية».
ونقلت السفارة الألمانية في بغداد عن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس قوله: «أنا مرتاح جدا لتحرير المواطنة الألمانية المختطفة وتواجدها تحت رعاية سفارتنا. الشكر يعود إلى السلطات العراقية وفريق الأزمات التابع للحكومة الاتحادية في وزارة الخارجية الألمانية».
وأعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس الجمعة، بدء التحقيق بحادثة اختطاف الناشطة الألمانية. وذكر المركز الإعلامي في مجلس القضاء في بيان، أن «التحقيق جار بخصوص تلك الجريمة وسوف تعلن نتائجه حين اكتمال الإجراءات التحقيقية».
ورحبت معظم الأوساط العراقية بعملية إطلاق الناشطة الألمانية، التي تقيم في العراق منذ عام 2015. وتعمل مديرة لمنظمة «بيت تركيب» للفنون المعاصرة، وبرزت مطالبات عديدة بإعلان التفاصيل الكاملة لحادث الاختطاف والجهات المتورطة به. كما صدرت مطالبات بملاحقة الجهات التي اغتالت المحلل الأمني هشام الهاشمي مطلع الشهر الجاري، ولم يكشف عن الجهات المتورطة بالحادث حتى الآن. وصدرت أيضا، مطالبات بملاحقة الجهات التي قامت بقتل واختطاف الناشطين والمتظاهرين العراقيين، إضافة إلى الكشف عن مصير الصحافيين توفيق التميمي ومازن لطيف اللذان اعتقلا قبل 8 أشهر وما زال مصيرهما مجهولا.
بدوره، قدم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، شكره للقوات الأمنية بعد نجاحها في تحرير الناشطة الألمانية، وقال في تدوينة عبر «تويتر»: «شكراً للقوات الأمنية لتحريرها المختطفة (الضيفة الألمانية)، نأمل منها أن تحول دون وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً، فإنه يقع على عاتقها أمن الشعب وأمن (ضيوفه)».
ورحب المرصد العراقي للحريات الصحافية بتحرير الناشطة وأشاد بجهود القوات الأمنية، لكنه دعا الحكومة العراقية إلى «تشكيل لجنة مختصة للتحقيق في مقتل العشرات من الصحافيين خلال السنوات الماضية، والكشف عن الجناة، ومعرفة مصير عشرات الصحافيين الذين اختطفوا في الموصل بعد يونيو (حزيران) 2014 على يد تنظيم (داعش)».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».