هبة مجدي: لا أحتاج إلى البطولة المطلقة لتحقيق الشهرة

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تمردت على ملامحها الهادئة في «فرصة تانية»

الفنانة المصرية هبة مجدي
الفنانة المصرية هبة مجدي
TT

هبة مجدي: لا أحتاج إلى البطولة المطلقة لتحقيق الشهرة

الفنانة المصرية هبة مجدي
الفنانة المصرية هبة مجدي

قالت الفنانة المصرية هبة مجدي إنها لا تحتاج إلى البطولة المطلقة لتحقيق الشهرة والانتشار، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تمردت على ملامحها الهادئة في مسلسل «فرصة تانية» الذي تم عرضه في موسم دراما رمضان الماضي، وكشفت أنها رفضت تقديم شخصية أخرى بالمسلسل كانت قد عُرضت عليها أولاً، بسبب إعجابها الشديد بشخصية «مريم» التي أشاد بها الجمهور خلال عرض المسلسل.
وأشارت مجدي إلى أنها لن توافق على تقديم دور يحتوي على مشاهد ساخنة، أو حتى يفرض عليها الظهور بشكل جريء، وأوضحت أيضا أن العمل في مجال الغناء صعب جداً، مستشهدة بتجربة زوجها المطرب محمد محسن الذي وصفت طريقة عمله بأنه «ينحت في الصخر» لينجح في مجاله... وإلى نص الحوار:
> ما نسبة رضاك عن دورك بمسلسل «فرصة تانية»؟
- سعيدة بمشاركتي في هذا المسلسل لعدة أسباب، أولاً لأنه أظهرني بشكل مختلف عبر قصة جديدة، بجانب عملي مع دياب الذي جسد شخصية «زوجي» بالمسلسل، وكذلك عملي مع المخرج الشاب مرقس عادل، والمؤلف محمد سيد بشير، بالإضافة إلى إعجاب الجمهور بشخصيتي في العمل خصوصاً في النصف الثاني من العمل، لذلك أنا راضية تماماً عن دوري بالمسلسل.
> ولكن المسلسل تعرض لانتقادات حادة من بينها اتهامه بـ«المبالغة»؟
- أرى أن كل الانتقادات السلبية التي وجهت للعمل، كانت بعيدة كل البعد عن دوري، وأنا لن أستطيع التعليق على أي انتقادات وجهت ضد آخرين بالعمل، فأصحاب هذه الانتقادات أولى بالرد عليها، وبالنسبة لي يهمني بالدرجة الأولى أنني ذاكرت دوري جيدا، لأن شخصية «مريم» المركبة وتحولاتها النفسية والشكلية بسبب مشكلاتها مع زوجها، كانت مميزة، ورد فعل الجهور على أدائها كان لافتاً، وبشكل عام أعتقد أنه رغم التعليقات السلبية ضد المسلسل، فإنه حظي بنسبة مشاهدة مرتفعة وهناك شريحة كبيرة أعجبت به، وفي النهاية لن نستطيع إرضاء كل الأذواق.
> وهل ترددت في قبول دور «مريم» التي اتسمت بالضعف الشديد في بداية المسلسل؟
- لا على الإطلاق، فهذه الشخصية جذبتني بقوة عند قراءتي للسيناريو، إذ أردت استكمال القراءة لمعرفة كيف ستتصرف «مريم» لاحقاً مع كل هذه المشكلات التي تواجهها وضعفها أمام زوجها في البداية، وبشكل شخصي أنا أعجبت للغاية بتحولاتها، فقد قرأت 8 حلقات فقط ثم طلبت باقي الحلقات كي أعرف كيف ستتحول للقوة، وكنت دوماً أتساءل لماذا تتصرف بهذا الشكل، وهذا ما فعله الجمهور أيضاً، وكل هذا يعتبر نجاحا للشخصية التي تعتبر جديدة علي لم أجسدها من قبل، وأريد الكشف عن أمر جديد وهو أنني كنت مرشحة في البداية لتجسيد دور آخر في العمل ولكني لم أنجذب إلا لشخصية «مريم»، وأبلغت المخرج مرقس عادل برغبتي في تقديم دورها، حتى وافق على ذلك.
> هل معنى ذلك أنك تمردت على ملامحك الهادئة التي كانت تحصرك في أدوار محددة؟
- أنا أمتهن التمثيل بشكل احترافي منذ عام 2005. والجمهور تنبه لموهبتي بقوة منذ مشاركتي عام 2008 في مسلسل «قصة الأمس» بطولة إلهام شاهين ومصطفى فهمي، وكنت صغيرة وقتها في السن، وظللت أعمل لفترة طويلة حتى الآن بشكل احترافي في عدة أعمال أصقلت موهبتي، وفي بداياتي الفنية واجهت مشكلة حصري في أدوار الفتاة الرقيقة الهادئة، ولكني تمردت على ذلك، وبدأت أذاكر بقوة وأنتقي أدواري بعناية ووضعت لنفسي هدفاً أحاول تحقيقه، فأنا لا أحب العمل لمجرد الوجود أو كسب الأموال وأحب أن أكون راضية عن نفسي، وحالياً لا أختار أدواري بشكل عشوائي، وقد حرصت في آخر عامين على عدم تقديم تلك الأدوار الهادئة.
> ما رأيك في تصعيد فنانات شابات لصفوف البطولة المطلقة أنت لست منهن؟
- ما يحدث أن بعض الفنانات لديهن هدف وحلم الرغبة في الصعود إلى صفوف البطولة المطلقة، ويقترحن أفكاراً محددة على المنتجين لخوض هذه البطولة، واجتياز خطوات كثيرة، وبالنسبة لي فهذه المسألة لا تشغل بالي إطلاقاً، لأنني بطبيعتي لدي تحفظات وحدود في تعاملاتي لا أقبل المساس بها، فمثلاً لا أقبل أي دور يحتوي على مشاهد ساخنة أو دور تنطوي قصته على مساحة كبيرة من الحرية أو الجرأة أو يلزم البطلة بارتداء ملابس مرفوضة بالنسبة لي، ويكفيني أنني كونت علاقة من الثقة والاحترام المتبادل مع جمهوري وأصبح لدي رصيد كبير مع الناس، ومقتنعة تماماً بأنني وصلت لمرحلة كبيرة من الشهرة، ولست في حاجة للبطولة المطلقة كي أحقق الانتشار والشهرة، أو أحقق مكاسب مادية معينة.
> بدأتِ رحلتك الفنية بالغناء لماذا تراجعت عنه الآن؟
- لن أستطيع العطاء بشكل كبير في مجال الغناء مثلما هو الحال مع المطربات المتخصصات فيه، فلا يوجد شخص يحصل على كل شيء في الحياة، ولأكون أكثر صراحة... مجال الغناء صعب للغاية وخصوصاً مع من لديهم قناعات ومبادئ يرغبون في تطبيقها، وأمامي تجربة زوجي المطرب محمد محسن، الذي ينحت حرفياً في الصخر كي ينجح في مجاله، ويقدم المختلف في ظل صعوبة وجود منتجي ألبومات غنائية وحفلات متعددة ويعتمد في المقام الأول على عائد حفلاته كي يستمر، على العكس من مجال التمثيل الذي يتميز بكثرة منتجيه وأدواره وشرائحه بين دراما وسينما ومسرح، ورغم ذلك فأنا أحاول تحقيق موهبتي بين الحين والآخر، فغنيت مثلاً في مسرحية «ليلة من ألف ليلة» مع دكتور يحيى الفخراني، لكن حالياً ليس لدي الوقت الملائم للغناء وصنع ألبوم خاص بي وحفلات.
> هل من الممكن رؤيتك مجدداً في الفوازير؟
- منذ طفولتي وأنا أعشق فوازير نيللي وشريهان وسمير غانم، ولا أخفي أن الفوازير حلم كبير بالنسبة لي أتمنى تحقيقه في يوم ما بشكل متطور ملائم للزمن الذي نعيشه، وقد سبق أن قدمت لوحات فنية جميلة في المسرحيات عبر الغناء وتقديم استعراض بسيط برفقة الفرقة.
> لماذا يتركز وجودك الفني في الدراما التلفزيونية على حساب السينما؟
- لست من المحظوظين في السينما ولا أعلم السبب، وحتى المعروض علي سينمائياً قليل، وهناك تجربتان قدمتهما أعتز بهما للغاية في فيلمي «فص ملح وداخ» مع عمرو عبد الجليل و«يوم من الأيام» مع محمود حميدة، ومع الأسف لم يكن الفيلمان حظهما جيد ولم يستطيعا حصد إيرادات كبيرة، كما أن نجوم السينما اتجهوا للمسلسلات مؤخراً، لذلك أنا راضية للغاية عما قدمته سينمائياً.
> ما أكثر عمل تعتزين به خلال مشوارك الفني؟
- أعتز كثيراً بدوري في مسلسل «فرصة تانية»، بجانب دوري بمسرحيتي «ليلة من ألف ليلة» و«الملك لير» وأعتبرهما بصمة قوية في مشواري الفني، بالإضافة إلى مسلسل «يونس ولد فضة» الذي قدمت فيه دوراً مهماً، وفي المقابل هناك أدوار قدمتها لم أرض عنها لاحقاً وشعرت أنها كانت من الممكن أن تخرج بشكل أفضل من ذلك.



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».