سلطات طرابلس تعلن اكتشاف «مقبرة جماعية» جديدة بترهونة

المرصد السوري يؤكد مقتل 481 مرتزقاً في ليبيا

جانب من عمليات استخراج عدد من الجثث بمدينة ترهونة (الهيئة العامة للبحث عن المفقودين)
جانب من عمليات استخراج عدد من الجثث بمدينة ترهونة (الهيئة العامة للبحث عن المفقودين)
TT

سلطات طرابلس تعلن اكتشاف «مقبرة جماعية» جديدة بترهونة

جانب من عمليات استخراج عدد من الجثث بمدينة ترهونة (الهيئة العامة للبحث عن المفقودين)
جانب من عمليات استخراج عدد من الجثث بمدينة ترهونة (الهيئة العامة للبحث عن المفقودين)

أعلنت سلطات طرابلس العثور على «مقبرة جماعية» جديدة في مدينة ترهونة (غرب)، تضم رفات 11 جثة لأشخاص معصوبي الأعين ومكتوفي الأيدي، بينما أصدر مكتب النائب العام الليبي، أمس، مذكرة اعتقال بحق 100 شخص بتهمة الضلوع في قضية «المقابر الجماعية».
وقالت وزارة العدل، التابعة لحكومة «الوفاق»، أمس، إن «اللجنة المكلفة بالبحث عن المقابر الجماعية في مدينة ترهونة، وبإشراف مكتب النائب العام، عثرت أول من أمس في مشروع الربط بالمدينة على مقبرة جماعية جديدة، تضم رفات 11 جثة مجهولة الهوية»، مشيرة إلى أن اللجنة «اعتمدت المعايير المعتمدة علمياً لتحديد مكان الجثث وتوثيقها، وترقيمها وتمييزها بالعلامات والإشارات الدالة، وقياسها وتحديد اتجاهاتها المختلفة»، وأنها «تواصل أعمال البحث والاستخراج، إلى حين استكمال كافة الأماكن المحددة للمقابر الجماعية بالمدينة».
وسبق لحكومة «الوفاق» الإعلان عن اكتشاف ثماني «مقابر جماعية» في مدينة ترهونة وضواحيها الشهر الماضي، وبعض الجثث مكبلة اليدين، بالإضافة لجثث أخرى عثر عليها في ثلاجات وردهات مستشفى ترهونة في ظروف سيئة. فيما قالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في الـ16 من الشهر الجاري إنها انتشلت «226 جثة، وعدداً من الرفات والأشلاء» من مدينة ترهونة، ومناطق جنوب العاصمة طرابلس.
واتهمت سلطات طرابلس ميليشيات «الكانيات»، الموالية لـ«الجيش الوطني»، والتي ظلت تسيطر على ترهونة لفترة طويلة، قبل أن تغادرها فور تمكن قوات «الوفاق» من دخول المدينة، بارتكاب هذه المجازر.
وأثار الإعلان عن العثور على «مقابر جماعية» ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية والاجتماعية، وسط تنديد أممي ودولي، ومطالبات بالتحقيق وضبط المتورطين في هذه الوقائع.
وقال الدكتور كمال السيوي، رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، إن «الجثث الإحدى عشرة وجدت مدفونة في حفرة واحدة بمقبرة جماعية جديدة في طريق الربط، لافتاً إلى أن إجمالي الجثث، التي تم جمعها وانتشالها من المقابر الجماعية في جنوب طرابلس وترهونة، بلغت 237 جثة، بالإضافة إلى عدد من الرفات والأشلاء».
في غضون ذلك، نشرت عملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات «الوفاق»، أمس، مجموعة من الصور، قالت إنها لعمليات تفجير أربعة أطنان من مخلفات الحرب والمفخخات والألغام، التي جمعتها من مناطق بجنوب العاصمة، وأتلفتها مساء أول من أمس، سرية الهندسة العسكرية التابعة لغرفة العمليات الميدانية بـ«بركان الغضب». فيما قالت الغرفة مساء أول من أمس إنها فجرت 10 أطنان أخرى من مخلفات الحرب، والعبوات الناسفة بميدان الرماية بمنطقة الهيرة.
في سياق آخر، أعلن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، أمس، أن عملية نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا «لم تتوقف»، مشيراً إلى أن «المقاتلين الذين أنهوا عقودهم وعادوا إلى سوريا بدأوا بالعودة إلى ليبيا بعقود جديدة، ومرتبات مالية تصل إلى ألفي دولار، وبوعود جديدة للحصول على الجنسية التركية».
وأضاف عبد الرحمن أن «481 من المرتزقة السوريين قتلوا في ليبيا، من بينهم حوالي 34 طفلاً»، وذهب إلى أن «بعض المقاتلين الذين ذهبوا إلى ليبيا من المكون التركماني، حصلوا على الجنسية التركية، وهناك دفعات جديدة في المعسكرات التركية يجرى تحضيرها لإرسالها إلى ليبيا».
وكان عبد الرحمن نوّه إلى أن نحو 16500 «مرتزق سوري» ذهبوا إلى ليبيا، بينهم قرابة 350 طفلا، عاد منهم إلى الأراضي السورية نحو 5800 بعد أن أنهوا مدة عقودهم.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.