الرئيس الإسرائيلي يتدخل لمنع انتخابات جديدة

متظاهرون يحتجون على فساد نتنياهو أمام مقره مساء أول من أمس (د.ب.أ)
متظاهرون يحتجون على فساد نتنياهو أمام مقره مساء أول من أمس (د.ب.أ)
TT

الرئيس الإسرائيلي يتدخل لمنع انتخابات جديدة

متظاهرون يحتجون على فساد نتنياهو أمام مقره مساء أول من أمس (د.ب.أ)
متظاهرون يحتجون على فساد نتنياهو أمام مقره مساء أول من أمس (د.ب.أ)

على إثر تفاقم الأزمة الائتلافية وتبادل التهديدات بتفكيك حكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، توجه الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، أمس، بانتقادات حادة إلى أقطاب الحكومة وأحزابها، وطالب حزبي «ليكود» بقيادة نتنياهو و«كحول لفان» بقيادة غانتس، ورفاقهما، بـ«التعقل والكفّ عن تأجيج الخطاب السياسي الانقسامي والداعي إلى تبكير موعد الانتخابات».
وقال رفلين بلهجة غاضبة، طالما سعى إلى تفاديها، إنه يتابع بقلق التطورات في الكنيست (البرلمان)، وكيف تهدد بتفكيك «الشراكة الهشة أصلاً». وأضاف: «من هنا، فإنني أدعوكم جميعاً، كمواطن مثل جميع المواطنين، يتحدث إليكم نيابة عنهم ومن خلال حناجرهم، اعقلوا واهدأوا وتريثوا. توقفوا عن الخطاب الداعي إلى تبكير الانتخابات. دعوكم من هذا الاحتمال الرهيب واحذروا منه في هذه الأيام، دولة إسرائيل ليست دمية تجرونها خلفكم، وأنتم تتشاجرون باستمرار. فالمواطنون يحتاجون إليكم متحدين ومنشغلين في مواجهة أخطر أزمة تعصف بالبلاد وبالبشرية جمعاء، (كورونا)، كي تتغلبوا عليها ولا تتركوها تتغلب علينا».
وكان الائتلاف الحكومي دخل أزمة جديدة في أعقاب تمرير مشروع قانون بالقراءة الأولى، طرحه اليسار الراديكالي لصالح المثليين. فغضب قادة الأحزاب الدينية بشدة على حزب غانتس الذي ساند القانون وعلى نتنياهو شخصياً و13 وزيراً ونائباً في حزبه تغيبوا عن الجلسة. واعتذر نتنياهو للأحزاب الدينية وتعهد ألا يتم تكرار هذا الخطأ. ووعدت الأحزاب الدينية بالامتناع عن خطوات تؤدي إلى التوجه لانتخابات.
لكن قادة «ليكود» و«كحول لفان» واصلوا التهديدات المتبادلة بتفكيك الائتلاف والتوجه لانتخابات جديدة. فقال رئيس كتلة الائتلاف البرلمانية، النائب ميكي زوهر من «ليكود»، إن «العلاقة السياسية بيننا وبينهم (يقصد كحول لفان) لن تستمر ما لم يكن هناك تغيير. فالوضع الذي نشأ يهدد الاستقرار في الحكومة، ويجعل أعضاء الائتلاف يفعلون ما يشاءون من دون انضباط. حان الوقت لاتخاذ القرارات؛ إقرار الميزانية، حكومة مستقرة وائتلاف فعال أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع».
وكانت مصادر سياسية ذكرت أن نتنياهو ينوي القيام بخطوات عدة لاستفزاز «كحول لفان» ودفعه إلى تفكيك الائتلاف، ومن ضمن هذه الخطوات سن قوانين عدة يعارضها غانتس، مثل تأميم الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وسنّ قانون يقيد صلاحيات المحكمة العليا ويمنعها من القدرة على إبطال قوانين يقرها الكنيست، وقانون يتيح إلغاء إفادات شهود ملكيين (هذا يساعد نتنياهو في المحكمة) وغيره.
لكن المعركة الكبرى التي يتوقع أن تحدث تفجيراً في الائتلاف هي نية نتنياهو الامتناع عن طرح الميزانية العامة للعام 2020 لمصادقة الحكومة، في الموعد المقرر، أي 24 أغسطس (آب) المقبل، حتى تفقد الحكومة شرعيتها بشكل تلقائي، وفقاً للقانون، والتوجه بالتالي إلى انتخابات جديدة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وردّ مصدر مقرب من غانتس بالقول إن التوجه إلى انتخابات جديدة لا يخيفه، «ويجب أن يخيف نتنياهو أكثر، في ضوء فشله في معالجة أزمة كورونا وإخفاقاته التي تسببت في أزمة اقتصادية عميقة». وأكد أن الخلاف مع نتنياهو في موضوع الميزانية «نجم عن امتناع نتنياهو عن تنفيذ الاتفاق الائتلافي لاعتماد ميزانية لعامين اثنين (2020 و2021) وإصراره على إقرار ميزانية لعام واحد».
وأضاف أن «كل واحد يعرف أن الهدف من هذا الخرق لاتفاقية الائتلاف هو إبقاء فرصة تفكيك الائتلاف جاهزة للتنفيذ عندما تسنح له الظروف، بينما إقرار ميزانية سنتين ضمان للاستقرار في عمل الحكومة». وأكد المصدر أن «هدف نتنياهو الأساس هو خلق حالة من الفوضى داخل الائتلاف الحكومي، من أجل إثارة الجمهور وتأهيله لتقبل فكرة حل الحكومة. ولكن ما يدفع نتنياهو إلى هذا، هو الجدول الزمني الذي حددته المحكمة المركزية في القدس، لسيرورة محاكمته بتهم فساد، والتي تقرر أن تبدأ في جلسات سماع الشهود والإثبات، في مطلع السنة المقبلة، ويكون عليه أن يحضر 3 جلسات في الأسبوع. فهو يريد أن يزعزع الحلبة السياسية من حول المحكمة».
وأضاف المصدر أن نتنياهو توصل إلى قناعة، بعد التشاور مع مختصين، بأن هناك احتمالاً قوياً لأن تتوجه عناصر سياسية يسارية إلى المحكمة العليا، للمطالبة بإنهاء ولايته في المراحل الأولى من المحكمة، وذلك بدعوى أنه «يتعذر عليه أداء مهام رئيس الحكومة وإدارة شؤون الدولة وهو يمضي معظم وقته على مقاعد المتهمين في أروقة المحكمة».
ولهذا كله فإن أوساطاً واسعة ترى أن الأمر الحاسم في قرارات نتنياهو اليوم هو المحكمة وكيف يقوي مركزه الشخصي أمامها، وليس المصلحة العامة ومتطلباتها؛ خصوصاً في ظل أزمة «كورونا».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.