أشتية يطالب «الرباعية» بقيادة تحالف دولي من أجل {حلّ عادل}

جمع نفايات من شواطئ غزة لإعادة تدويرها (رويترز)
جمع نفايات من شواطئ غزة لإعادة تدويرها (رويترز)
TT

أشتية يطالب «الرباعية» بقيادة تحالف دولي من أجل {حلّ عادل}

جمع نفايات من شواطئ غزة لإعادة تدويرها (رويترز)
جمع نفايات من شواطئ غزة لإعادة تدويرها (رويترز)

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إلى تشكيل تحالف دولي بهدف إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مطالباً اللجنة الرباعية الدولية، بقيادة هذا التحالف عبر الدعوة إلى مؤتمر دولي يضم جميع الأطراف ويستند إلى القانون والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وجدد أشتية، لدى لقائه المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في مكتبه بمدينة رام الله، تأكيده على الموقف الفلسطيني الرافض مخططات الضم الإسرائيلية وصفقة القرن الأميركية.
وثمن أشتية جهود الأمم المتحدة في مساندة فلسطين من أجل محاربة وباء «كورونا»، وبحث إمكانية تدخل الأمم المتحدة في تنظيم عودة العمال من إسرائيل خلال فترة العيد لإجراء الفحوصات اللازمة لهم.
وجاء لقاء أشتية بميلادينوف في وقت حذر فيه الأخير من أن السلطة الفلسطينية على حافة الانهيار الاقتصادي بسبب الظروف السياسية ووباء «كورونا». وأضاف ميلادينوف، خلال إحاطته الشهرية التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن دخل السلطة انخفض بنسبة 80 في المائة، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون في جميع أنحاء الأراضي المحتلة إلى خدمات ودعم من السلطة الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى. وركز ميلادينوف على الأزمة الاقتصادية المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية، نتيجة المواجهة السياسية، وتوقف الشركات وازدياد البطالة، بسبب الإغلاقات والقيود المفروضة خلال الفترة السابقة. ومطالبة أشتية بتحالف دولي تقوده «الرباعية»، يؤكد استعداد الفلسطينيين للتعامل مع الإدارة الأميركية، لكن على ألا تكون منفردة في رعاية العملية السياسية. وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن القيادة الفلسطينية لن تجلس مع الإدارة الأميركية الحالية بسبب المواقف التي اتخذتها ضد الفلسطينيين، مهما بلغت التكلفة. وأضاف في ندوة سياسية إلكترونية أن «إدارة ترمب منذ ديسمبر (كانون الأول) 2017 وحتى اليوم، اتخذت 48 إجراء وعقوبة ضد الشعب الفلسطيني؛ منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية للقدس، وإغلاق القنصلية الأميركية، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن». وقال عريقات: «عقدنا 37 لقاء مع الإدارة الأميركية؛ كان آخرها في شهر أيار (مايو) 2017؛ منها 4 لقاءات كانت بحضور الرئيس محمود عباس، وفي النهاية إدارة الرئيس ترمب نسخت ولصقت المطالب الإسرائيلية التي تقدم بها المفوض السامي ولم يخجل ترمب من ذلك».
وتابع أن «مشروع الضم يعطي الإسرائيلي حق تقرير مصيرنا، وهو ما يعتبر جريمة حرب. سنتوجه لمحكمة الجنايات الدولية بملف الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل لئلا تتكرر هذه الجرائم. كل ما تقوم به إسرائيل على أرضنا من إعدامات ميدانية واعتقالات هو جرائم حرب». وأردف عريقات أنّ «الاحتلال يريد السلطة الفلسطينية أن تكون خدماتية وأداة من أدوات ديمومة الاحتلال، لكن ذلك لن يكون، لأن وظيفة السلطة الفلسطينية هي نقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال». وشدد المسؤول الفلسطيني في نهاية مداخلته، على أن «ضم أي متر من الضفة الغربية هو إنهاء لوجود السلطة، وليتحمل الاحتلال جميع واجباته».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.