ديفيد ريتشاردز: تضاريس السعودية جعلت من «داكار» تحدياً كبيراً

مدير فريق البحرين كشف عن سيارة «مثالية» بدأ تصنيعها قبل عامين

ديفيد ريتشاردز (الشرق الأوسط)  -  من سباق رالي داكار السعودية العام الماضي (الشرق الأوسط)
ديفيد ريتشاردز (الشرق الأوسط) - من سباق رالي داكار السعودية العام الماضي (الشرق الأوسط)
TT

ديفيد ريتشاردز: تضاريس السعودية جعلت من «داكار» تحدياً كبيراً

ديفيد ريتشاردز (الشرق الأوسط)  -  من سباق رالي داكار السعودية العام الماضي (الشرق الأوسط)
ديفيد ريتشاردز (الشرق الأوسط) - من سباق رالي داكار السعودية العام الماضي (الشرق الأوسط)

كشف مدير فريق «البحرين رايد إكستريم» عن طموحات الفريق الكبيرة ضمن مشاركته الأولى بسباق رالي داكار السعودية 2021 والحوافز المختلفة لأفراد الفريق، بالإضافة إلى تفاصيل متعلقة بتصميم وبناء السيارة الجديدة وما يُمثّل هذا السباق ذو التاريخ العريق له شخصياً.
ويُعدُّ هذا الفريق أحدث مساهمة لمملكة البحرين في عالم رياضة السيارات، حيث إنه يُمثل نتاج المشروع المشترك بين صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين والمجموعة البريطانية المعروفة في مجال سباق السيارات «برودرايف».
وسيشارك هذا الفريق بسباق رالي داكار السعودية الذي يُعدّ حسب رأي ديفيد ريتشاردز من بين أكبر الأحداث الرياضية بالعالم وأكثرها شدّة لما يتضمن من تحديات وتضاريس صحراوية قاسية. كما يشمل هذا المشروع تصميم وبناء سيارة مخصصة للفريق والتي ستُنافس ضمن فئة T1 المتقدمة في سباق داكار رالي، حيث أعرب ديفيد ريتشاردز عن ثقته بأداء هذه السيارة والتي بدأ تصنيعها منذ أكثر من عامين، كما وصفها بكونها «السيارة المثالية» لسباق داكار رالي.
وقال ديفيد: بأي رياضة في العالم يوجد دوماً حدث والذي يُعد الأبرز والأكثر شهرة، كالسوبر بول في الولايات المتحدة أو نهائي كأس العالم لكرة القدم، وفي سباق السيارات فإن أهم الأحداث تتضمن سباق جائزة موناكو الكبرى، إنديانابولس 500، سباق التحمل لومان 24 ساعة، وذلك بالإضافة إلى سباق داكار السعودية بلا شك.
ويؤكد ديفيد ريتشاردز أن المشاركة بسباق العام المقبل يمثّل تحديا كبيرا مما سيولّد اهتماماً كبيراً من أفضل السائقين في مجال سباق السيارات مثل فيرناندو ألونزو الذي أعلن عن عودته لفريق رينو ضمن الفورمولا 1 عام 2021.
وتابع: إنه من المثير للاهتمام كيف أن هناك سائقين متميزين كفرناندو ألونزي، الذي حاز اللقب في سباق موناكو، ولومان، كما أنه كان قريباً من الفوز في سباق إنديانابولس 500، الآن يسعى للفوز ضمن سباق رالي داكار. ذلك برأيي شهادة كبيرة على أهمية رالي داكار.
وبعد مسيرة مثمرة دامت أكثر من خمسين عام، فإن هذا المشروع سيكون آخر عمل لديفيد ريتشاردز في مجال سباق السيارات، حيث علق ديفيد ريتشاردز عن ذلك بقوله: «لقد عملنا ضمن سنوات خبرتنا الطويلة في برودرايف على كثير من المشاريع والتحديات الصعبة، وذلك سيكون التالي لنا».
يذكر أن وزارة الرياضة السعودية أعلنت في وقت سابق، استضافة المملكة «رالي داكار 2021» للعام الثاني على التوالي، وذلك خلال الفترة من 3 إلى 15 من يناير (كانون الثاني) المقبل، بالتنسيق مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.
وكانت المملكة قد استضافت خلال يناير الماضي، وللمرة الأولى على مستوى قارة آسيا رالي داكار، الذي ستستمر إقامته في المملكة لعشر نسخ متتالية، كأول دولة في القارة الصفراء تحتضن هذا الحدث الكبير الذي يشارك فيه نخبة من المتسابقين العالميين، وذلك ضمن خطط الوزارة لاستضافة العديد من الفعاليات العالمية الكبرى وتندرج ضمن برنامج «جودة الحياة».
وأعلن مدير رالي «داكار السعودية» ديفيد كاستيرا مشاركة فئة جديدة في الرالي المقبل، وهي فئة «كلاسيك» التي تتضمن السيارات التي شاركت في رالي داكار قبل نسخة عام 2000، ولا تزال في حالة جيدة، حيث ستخوض تحدي القدرة والتنافس فيما بينها.
كما جرى إعلان أهم مراحل النسخة المقبلة التي ستنطلق منافساتها وتختتم في مدينة جدة، وسيكون لبس السترات الهوائية إجباريّاً للمرة الأولى، وسيتم التأكد والتدقيق على وجودها من قبل المسؤولين خلال مرحلة الفحص التقني، كما سيتم فرض قيود إضافية على تعديلات المحرك للمتسابقين في «فئة الدراجات النارية»، ويفرض على المخالف عقوبات زمنية.
يشار إلى أن رالي «داكار السعودية» 2020 قد شهد مشاركة 342 سائقاً من 68 دولة حول العالم في 5 فئات، بمسافة 7500 كيلومتر بدأت من جدة وانتهت بالقدية.
وسطر المتسابق السعودي يزيد الراجحي وزميله ياسر بن سعيدان إنجازاً تاريخياً في السباق العريق بإحراز الأول للمركز الرابع وحلول الثاني تاسعاً، كما أثبت سائق ميني الإسباني المخضرم كارلوس ساينز (57 عاماً) أنه لا يزال الأسرع بتتويجه بلقب النسخة الثانية والأربعين من رالي داكار الصحراوي، وذلك في ختام المرحلة الثانية عشرة والأخيرة بين حرض والقدية.
يذكر أن «رالي داكار» انطلق عام 1979 من العاصمة الفرنسية باتجاه داكار عاصمة السنغال، قبل أن ينتقل في عام 2009 إلى أميركا الجنوبية، ليحل ضيفاً على تشيلي والأرجنتين حتى عام 2019، قبل أن يكتب «رالي داكار» فصلاً جديداً عندما يحل ضيفاً على المملكة العربية السعودية.
وانطلق السباق فعلياً في عام 1978، وبدأ من باريس حتى مدينة داكار عاصمة السنغال، وللسباق مسار مختلف في كل عام، لكنه دائماً ما ينتهي في العاصمة السنغالية.
وفي عام 2008 كان مسار السباق يمر عبر الجزائر ثم المغرب، فألغي السباق بسبب التهديدات من قبل بعض الجماعات المتشددة، ومقتل عدد من السياح الفرنسيين في موريتانيا قبيل انطلاقة نسخة 2008، وتقرر نقله إلى أميركا الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يجري فيها السباق خارج أوروبا وأفريقيا، واستمر بين عامي 2009 و2018 في القارة الأميركية الجنوبية، في كل من الأرجنتين، وتشيلي، والبيرو، وبوليفيا، كما كانت باراغواي محطة مختصرة له.
وواجه تنظيم الرالي في القارة الجنوبية تعقيدات كثيرة، بسبب سياسة التقشف التي اتبعتها كثير من حكومات هذه الدول والقيود الجوية، وأقيم «رالي داكار 2019» في دولة واحدة هي البيرو بعد قرار بوليفيا وتشيلي الانسحاب، وتضمن 10 مراحل خاصة مقابل 14 للنسخة السابقة التي أقيمت في كل من الأرجنتين وبوليفيا والبيرو.
وجاء مسار السباق ما بين باريس العاصمة الفرنسية، وينتهي بداكار العاصمة السنغالية، ولكن حصلت تغييرات في محطات الانطلاق والنهاية على مدى تاريخ هذا السباق، حيث كان يطلق عليه في بداية الأمر «رالي باريس داكار»، وظلت نقطة البداية والنهاية لمدة 10 سنوات ما بين باريس وداكار، قبل أن تكسر مدينة غرناطة الإسبانية الاحتكار الفرنسي، وتكون نقطة لانطلاق السباق، وفي عام 2000 كانت نقطة البداية من داكار على خلاف العادة منذ بداية مسابقات الرالي، وكانت القاهرة العاصمة المصرية نقطة النهاية، كأول عاصمة عربية تكون طرفاً في بداية ونهاية السباق، ويتوج الفائزون على أراضيها.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية أقيمت البطولة في مدينة لاغوس النيجيرية (الشرق الأوسط)

«عابد» يحقق فضية العالم للمبارزة... والفيصل: المستقبل أمامك

حقق حسن عابد، لاعب المنتخب السعودي للمبارزة، الميدالية الفضية في بطولة كأس العالم لسلاح الإبيه تحت 20 عاماً، التي أُقيمت، اليوم (السبت)، بمدينة لاغـوس النيجيرية

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة يتوج اللاعبات الفائزات (الشرق الأوسط)

تتويج ربى ولميد وضي بذهبيات بطولة السعودية للمبارزة

تَوَّج أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة الفائزات في بطولة السعودية للمبارزة للسيدات (الجولة الذهبية) - عمومي وتحت 14 عاماً، التي اختتمت السبت.

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».