مصر: تأييد ديني وإعلامي لاحتمال تدخل الجيش في ليبيا

TT

مصر: تأييد ديني وإعلامي لاحتمال تدخل الجيش في ليبيا

غداة موافقة رسمية من برلمان البلاد على إرسال عناصر من الجيش المصري في مهام قتالية في ليبيا، حظي التوجه نفسه بدعم متصاعد من مؤسسات دينية وإعلامية كبيرة، أعربت جميعها عن «التكاتف والثقة» في الإجراءات التي تتخذها السلطات لحماية الأمن القومي المصري.
ومنح البرلمان المصري أول من أمس «الرخصة الدستورية» اللازمة لتحريك القوات المصرية، وقال المجلس في نص موافقته، إن «القوات المسلحة وقيادتها لديها الرخصة الدستورية والقانونية لتحديد زمان ومكان الرد على هذه الأخطار والتهديدات».
في حين قالت مؤسسة «الأزهر»، إنها «تدعم القيادة المصرية في كل ما تتخذه من خطوات للحفاظ على أمن مصر القومي وحماية حدودها، والتصدي للتهديدات الخارجية»، مشددة على «ضرورة الوعي بالمخاطر والتحديات، التي تواجهها مصر في الوقت الراهن، وضرورة الاصطفاف والتكاتف يداً واحدة من أجل الوطن، وجعل مصلحة الوطن فوق أي مصلحة أو حسابات ضيقة». كما نوهت بـ«حرص مصر المستمر على الحلول السلمية كعقيدة راسخة للقوات المسلحة المصرية»، داعية إلى أن «يحفظ الله مصر وليبيا والأمة العربية من كل مكروه وسوء».
في السياق ذاته، جاء موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي أعربت عن «ترحيبها بالتفويض الذي أقره البرلمان للجيش المصري»، وأعلن في بيان رسمي أعضاء ونواب المجلس الملي العام، وهيئة الأوقاف القبطية تأييدهم قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخاص بمساندة الشعب الليبي الشقيق.
ولم يختلف موقف الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية في مصر عن نظيرتهما الأرثوذوكسية، حيث أعربتا كذلك عن دعم التحركات المصرية بشأن ليبيا.
بدروها، أعلنت دار الإفتاء المصرية عن مساندة التحركات المصرية بشأن ليبيا، وقالت في منشور حماسي على منصاتها الرسمية «إن جندنا لهم الغالبون... صفاً واحداً وراء الدولة المصرية في مواجهة التحديات».
إعلامياً، وفي حين أكد «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر عن «مساندته التامة للإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية الأمن القومي، ودرء المخاطر التي تتعرض لها البلاد، مثنياً على جهود القوات المسلحة للدفاع عن ثوابت الأمة»، تصدر هاشتاغ #كلنا_الجيش_المصري واجهة قنوات محلية في البلاد، فضلاً عن تقدمه بين التغريدات الأكثر تداولاً بين مستخدمي موقع «تويتر» في مصر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.