السلطة تعوّل على دور روسي لإحياء «الرباعية»

فلسطيني يجلس أمام جدارية في غور الأردن (أ.ف.ب)
فلسطيني يجلس أمام جدارية في غور الأردن (أ.ف.ب)
TT

السلطة تعوّل على دور روسي لإحياء «الرباعية»

فلسطيني يجلس أمام جدارية في غور الأردن (أ.ف.ب)
فلسطيني يجلس أمام جدارية في غور الأردن (أ.ف.ب)

رحب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني، بما وصفه بـ«الدور الحيوي والثقل السياسي لروسيا الاتحادية في منطقة الشرق الأوسط، ومواقفها الثابتة والداعمة لقضية شعبنا، وحقوقه الوطنية».وقال مجدلاني إن روسيا تسعى لتفعيل عمل الرباعية الدولية. جاء التصريح بعد أيام من تعيين موسكو السفير فلاديمير سافرونكوف مبعوثاً خاصاً لروسيا لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت الخارجية الروسية إن سافرونكوف (56 عاماً) الذي تم تعيينه سفيراً للمهام الخاصة، سيمثل الجانب الروسي في الاتصالات الثنائية ومتعددة الأطراف، خصوصاً في لقاءات «الرباعية» الدولية، الرامية للتوصل إلى تسوية مستدامة وعادلة، للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي والإسرائيلي - العربي. ووصف مجدلاني التعيين بـ«المهم، وبأنه دليل واضح على الاهتمام الروسي بأمن واستقرار المنطقة، وأنه استمرار للمحاولات السياسية التي تقوم بها مع مختلف الأطراف الدولية من أجل إنقاذ حل الدولتين».
وتابع أن الاتصالات التي قام بها سافرونكوف مع منسقي عملية السلام في الشرق الأوسط، ذات أهمية بالغة، حيث إنها تؤكد أهمية تفعيل عمل «الرباعية الدولية»، باعتبارها آلية من آليات عمل مجلس الأمن الدولي وتنفيذاً للقرار «1515». وكان سافرونكوف، قد أجرى منذ تعيينه سلسلة اتصالات هاتفية تهدف إلى استئناف عملية المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وشملت اتصالاته المدير العام للخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز، والمبعوث الخاص للخارجية السويسرية رولاند شتايننغر، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي سوزانتا تيرستال، والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. وتناولت المباحثات السبل المحتملة للمساعدة في استئناف العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف إيجاد حلول لجملة القضايا المحورية المتعلقة بالوضع النهائي.
وروسيا جزء من «الرباعية الدولية» إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتدفع السلطة نحو استئناف عمل الرباعية كراعية لمفاوضات محتملة، باعتبار أن ذلك بديل للخطة الأميركية للسلام المعروفة باسم صفقة القرن.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي، استعداده العودة للمفاوضات في ظل الرباعية الدولية. وتلقى مبادرة عباس تأييداً من دول عربية وإقليمية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. وكانت السلطة سلمت الرباعية الدولية رسالة حول استعدادها العودة للمفاوضات والقبول بتسلح محدود وطرف ثالث على الحدود وتعديلات طفيفة على الخرائط.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.