إدارة ترمب تماطل في تنفيذ قرار المحكمة العليا بشأن «الحالمين»

TT

إدارة ترمب تماطل في تنفيذ قرار المحكمة العليا بشأن «الحالمين»

لا يزال الجدل بين السلطة التنفيذية الأميركية وبقية السلطات الأخرى قائماً منذ اليوم الأول للرئيس ترمب في البيت الأبيض، فبعد أن أصدر أمراً تنفيذياً يقضي بوقف منح الجنسية وطلبات العمل لأبناء المهاجرين غير الشرعيين والمعروف بـ«الحالمين» في عام 2017، قضت محكمة فيدرالية أول من أمس، في ولاية ميرلاند، بقبول كل طلبات الحالمين ومنحهم الأوراق الرسمية للعمل والحصول على، وتنفيذ قرار المحكمة العليا الذي سبق وأن أبطل قرار ترمب سابقاً.
سياسات الهجرة والمهاجرين كانت ولا تزال موضع جدل بين إدارة الرئيس ترمب والجهات السياسية الأخرى، تشريعياً وقضائياً، فمع قرار محكمة ميرلاند الفيدرالية طالب القاضي بول جريم بإعادة العمل بسياسات إدارة الرئيس باراك أوباما السابقة، وتنفيذ الحكم القضائي من المحكمة العليا على وجه السرعة. واتهمت وسائل إعلام أميركية الإدارة الأميركية بتعطيل تنفيذ قرار المحكمة العليا فيما يختص ببرنامج بـ«داكا»، والتي قالت إن إدارة الهجرة ووزارة الأمن رفضتا العديد من الطلبات المتقدمة إليها بذريعة عدم الكتابة الصحيحة في الأوراق المقدمة، أو مخالفة التوقيع في الأوراق عما هو موجود في النظام الإلكتروني، وهو ما اعتبره البعض أعذاراً غير صحيحة، ومحاولة من الإدارة لتعطيل تنفيذ القرار. وجاء قرار المحكمة العليا الشهر الماضي 18 يونيو (حزيران)، بإبطال قرار الرئيس ترمب التنفيذي فيما يختص بسياسات برنامج الحالمين، والعودة لبرنامج الإدارة السابقة للرئيس أوباما لتوفير الحماية القانونية وتصاريح العمل للمهاجرين غير المصرح لهم الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة كأطفال، وصوتت المحكمة للقرار بخمسة أصوات مؤيدة مقابل أربعة رافضة، وكان رئيس القضاة جون روبرتس رئيس المحكمة العليا هو من رجح كفة الجهة المؤيدة لإبطال قرار ترمب. ويقدر عدد المستفيدين من القرار 600 ألف شخص، وذلك بحسب بيانات معهد سياسات الهجرة غير الحكومي.
وجاء في الحكم الصادر من المحكمة العليا بأن الإدارة الأميركية تصرفت بشكل تعسفي لإنهاء برنامج العمل المؤجل للمهاجرين القادمين إلى أميركا في الطفولة، أو أبناء المهاجرين غير الشرعيين، إذ فشلت الإدارة في تقديم أسباب كافية للمحكمة العليا تؤيد سياساتها الجديدة، وكان ذلك الحكم القضائي يعد من أكبر الهزائم القانونية ضد الرئيس ترمب، الذي طالما أطلق وعوده في الحملات الانتخابية عام 2016 بالقضاء على برنامج الحالمين، ووقف تدفق المهاجرين واللاجئين إلى البلاد.
وبدأ محامو الهجرة في تقديم الطلبات للبرنامج نيابة عن الشباب المهاجرين غير المصرح لهم، الذين لم يكونوا مؤهلين للتقديم قبل بضع سنوات، بيد أنهم واجهوا الرفض عند تقديم الطلبات بسبب عدم اكتمال الأوراق، مما يشكك في جدية الإدارة التنفيذية بتطبيق قرار المحكمة العليا، وهو ما رفضت وزارة الأمن الداخلي التعليق عليه لوسائل الإعلام.
ويتيح برنامج «الحالمين» فرصاً للعمل للمهاجرين الذين كانوا أصغر من السن القانونية من أن يتقدموا بطلباتهم في سبتمبر (أيلول) 2017، وبموجب شروط البرنامج يجب أن يكون عمر المتقدم 16 عاماً على الأقل للتقدم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».