«جيش إردوغان الإلكتروني» يجبر المعارضين على مغادرة تركيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

«جيش إردوغان الإلكتروني» يجبر المعارضين على مغادرة تركيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

كشف تقرير صحافي النقاب عن الكيفية التي يهدد بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، المعارضين الأتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بطريقة قد تُجبرهم في نهاية المطاف على مغادرة تركيا.
ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن المعارض التركي تونا بيكلفيتش قوله إنه عندما قام بالولوج في أحد المرات لحسابه في «تويتر» انتفض قلبه عندما عثر على طوفان من التهديدات بالقتل والاغتصاب من أنصار الحكومة التركية، والذي وصفته الصحيفة بـ«جيش إردوغان من المتصيدين الإلكترونيين».
ووجد الناشط في مجال حقوق الإنسان البالغ من العمر 43 عاماً رسائل من عينة: «يجب خنق هؤلاء الأشخاص (بيكلفيتش وعائلته)»، «بقاؤهم أحياء حرام»، «من الواجب إرسال هذا الرجل وراء القضبان أو حتى إلى الموت»، وهددت رسائل أخرى باغتصاب والدة بيكلفيتش وزوجته.
وفي حين أن المنشورات المسيئة قد تكون أمراً شائعاً في «تويتر»، فقد شعر بيكلفيتش أن هناك شيئاً غير معتاد في الرسائل، فقد تم إرسالها جميعاً في غضون ساعة من انتقاده للرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي 12 يونيو (حزيران) تأكدت شكوك بيكلفيتش، فقد نشر «تويتر» تحقيقاً قال فيه إنه أوقف 7300 حساب مؤيد لإردوغان بسبب «خرق قواعد الموقع»، كان من ضمنها حسابات أرسلت تهديدات بالقتل إلى بيكلفيتش.
ووفقاً لـ«تويتر»، يبدو أن جميع الحسابات التي أرسلت الرسائل يتم تنسيقها من قبل جناح الشباب في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، رغم نفي مسؤولي الحزب هذا بشدة.
ويقول بيكلفيتش: «بعد قرار (تويتر)، نظرت مرة أخرى ووجدت أن جميع هذه الحسابات أُغلقت تقريباً... يمكنك أن تخمن بسهولة أن هذه التهديدات منظمة».
وكانت التهديدات التي تم إرسالها في 2018 و2019 قوية للغاية لدرجة أن بيكلفيتش يرى أنها كانت عاملاً رئيسياً في إجباره على مغادرة تركيا والعيش في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث يواصل حملته ضد الحكومة.
ويضيف بيكلفيتش: «لقد أصبح من المستحيل مواصلة هذه المقاومة من داخل حدود تركيا، لأن البلاد ليست حرة، فهي أسيرة».
وبعد وقت قصير من نشر تحقيق «تويتر»، تعهد إردوغان بتقديم مشروع قانون يحظر كل من «تويتر» و«فيسبوك»، أو على الأقل يضعهما تحت سيطرة الدولة.
وقال التحقيق الذي قاده «تويتر» إن الحسابات الـ7300 التي أوقفها «تُستخدم لتضخيم الروايات السياسية المواتية لحزب العدالة والتنمية، وتُظهر دعماً قوياً للرئيس إردوغان».
وحسب صحيفة «تلغراف»، يوجد في السجون التركية حالياً نحو 80 صحافياً تركياً، كثير منهم منتقدون صريحون لسياسات إردوغان، في حين حُكم على نائب برلماني معارض عام 2017 بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة تسريب معلومات حساسة إلى وسائل الإعلام.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.