رسالة القائد

رسالة القائد
TT

رسالة القائد

رسالة القائد

بحكم عملي بالوسط الرياضي لمدة تقارب الأربعين عاماً، قابلت نجوماً ومشاهير يكسبون الملايين أو ما كان يقدّر (بالكثير) على أيامهم لأن أسعار اللاعبين ورواتبهم الفلكية بدأت في الارتفاع الجنوني في السنوات العشرين الأخيرة، علما بأن اللاعبين أيام زمان كانوا يتقاضون أجوراً وهدايا تفوق بكثير حجم رواتبهم، خاصة إذا حققوا بطولات محلية أو خليجية أو تأهلوا لنهائيات عالمية أو قارية أو أولمبية، وعادة ما ينال اللاعبون بيوتاً وسيارات وأموالاً نقدية في دولنا العربية حسب مقدرات كل دولة، ولكنها بالنهاية تبقى عطايا تفوق بكثير ما يناله أصحاب الشهادات العليا أو الاختصاصيون، والسبب أن الإنجاز الرياضي هو إنجاز لكل الوطن وهو فرحة تستحق أن يتم تكريم صناعها وفي بعض الدول يتم منح وظيفة لصاحب الإنجاز العالمي أو القاري أو العربي تساوي بينه وبين حامل الإجازة أو الشهادة الجامعية... فليس سهلا أن يكون لديك بطل عالمي أو أولمبي أو عربي في لعبة ما.
ومع ارتفاع أسعار اللاعبين بدأت الثروات تنهال عليهم ومع الإعلانات والسوشيال ميديا زادت هذه الثروات، ولكن غالبية اللاعبين لا يعرفون كيفية إدارة هذه الأموال ويتركونها إما لإخوانهم أو أقربائهم وبعضهم يصرف ما في الجيب منتظراً أن يأتي ما في الغيب، وقد لا يأتي أبدا، خاصة أن عمر اللاعب الذي يستطيع أن يجمع خلاله الثروة لا يتجاوز الـ15 سنة على أبعد تقدير؛ ولهذا قدرت جداً تغريدة قائد المنتخب السعودي السابق الكابتن أسامة هوساوي على «تويتر» والتي قال فيها «رحلة لاعب كرة القدم قصيرة لها نهاية محتومة مهما طالت مدتها، لا تضمن له العيش برفاهية بقية حياته كما كان لاعباً، وبالتأكيد يبقى مستقبله غامضاً طوال مسيرته الكروية، ويحكم ذلك إدراك اللاعب وإيمانه بأن ما يعيشه كلاعب قابل للزوال؛ لذا يتوجب عليه الادخار وعيش حياة واقعية تتناسب مع واقعه دون إحداث صدمة عارمة مبالغ فيها، والعمل على اغتنام الفرصة في بناء أصول مادية ثابتة تكون بمثابة ضمان مادي لمستقبله، والشروع في تكوين مصادر متنوعة عبر عدة مشاريع».
وقال: «هذه بعض الخطوات التي تساهم في بناء مستقبل كريم للاعب وأسرته، القصص كثيرة لنهايات حزينة للاعبين، تنوعت أسبابها واتفقت في غياب التخطيط للمستقبل، أخي اللاعب خطط لمستقبلك باكراً قبل فوات الأوان».
نعم أخي اللاعب خطط لمستقبلك باكراً قبل فوات الأوان واعتمد على أصحاب الخبرة والمختصين وليس فقط على المحبين؛ لأن الحب والبزنس ليسا بالضرورة متفقين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».